مصر: الحزب الحاكم يحصد الأغلبية في الجولة الأولى من انتخابات البرلمان

جماعة الإخوان أقرت بخسارتها وقالت: لن نعود للعمل السري

متظاهرون من نشطاء المعارضة يهتفون «تزوير»، وسط القاهرة، أمس (أ.ب)
TT

فيما تتجه المؤشرات لفوز الحزب الحاكم بمصر بالأغلبية، أقرت جماعة الإخوان أكبر منافسي الحزب بخسارتها جميع المقاعد بالجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب (المجلس الأول بالبرلمان) المصري، بعد أن كانت تشغل في البرلمان المنتهية ولايته 20 في المائة من عدد المقاعد، مما اعتبره المحللون أكبر خسارة تتعرض لها الجماعة، بعد خسارتها نيل أي مقاعد في مجلس الشورى (المجلس الثاني في البرلمان) التي جرت الصيف الماضي، وعلقت الجماعة قائلة إنها لن تعود للعمل السري وستستمر في العمل العلني، حسب حسين إبراهيم مدير مكتب الجماعة بالإسكندرية. وقالت اللجنة العليا للانتخابات إنها سوف تعلن ظهر اليوم (الثلاثاء) نتائج انتخابات مجلس الشعب التي جرت أول من أمس، وتنافس فيها 5033 مرشحا ومرشحة من الأحزاب السياسية المختلفة والمستقلين على 508 مقاعد من بينهم 64 مقعدا مخصصة للمرأة. وأضافت اللجنة أيضا أن نسب التصويت في العملية الانتخابية كانت أقل من المتوسط، حيث بلغت في مجملها قرابة 30% من أعداد الناخبين المقيدين بالجداول الانتخابية.

وحسب المصادر، تشير دلائل عمليات فرز الأصوات في المرحلة الأولى إلى تقدم الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) الذي يرأسه الرئيس المصري حسني مبارك، وحصوله على أغلبية المقاعد فيما يتعلق بالفائزين في الجولة الأولى، إلى جانب فوز مرشحين عن أحزاب الوفد والتجمع والغد والعدالة الاجتماعية وأعداد من المرشحين المستقلين، فيما أوضحت مصادر انتخابية أن الجولة الأولى لم تشهد نجاح أي مرشح عن جماعة الإخوان المسلمين.

وأوضح تقرير مبدئي لغرفة عمليات الحزب الحاكم أن المؤشرات «تُظهر تفوقا ملحوظا لمرشحي الحزب في مختلف المحافظات». وأكدت مصادر الحزب حسم غالبية الوزراء الذين خاضوا انتخابات الأمس بالفوز من الجولة الأولى، ومن المقرر أن تبدأ إعلان النتائج خلال يومين.

وقالت مصادر مطلعة بجماعة الإخوان المسلمين إن مرشحيها والبالغ عددهم 130 مرشحا ومرشحة لم يفز أي منهم في الجولة الأولى من الانتخابات، بينما أشارت المصادر إلى أن 14 من مرشحي الجماعة سوف يخوضون انتخابات الإعادة الأسبوع المقبل، يتقدمهم الدكتور محمد البلتاجي والشيخ سيد عسكر وحازم فاروق وآخرون. وجماعة الإخوان هي المنافس الرئيسي للحزب الحاكم؛ حيث خاض مرشحوها الانتخابات كمستقلين على 30 في المائة من مقاعد مجلس الشعب، بسبب الحظر المفروض على الأحزاب الدينية.

وفي محافظة الإسكندرية التي تعد العاصمة الثانية للبلاد، أعلنت اللجنة العامة للانتخابات بالمحافظة عن فوز الحزب الحاكم بـ15 مقعدا من أصل 24 تم التنافس عليها، وأعلنت إجراء جولات إعادة على تسعة مقاعد بالمحافظة. وفي سياق متصل دعت الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين لمؤتمر صحافي عاجل بمقرها بالإسكندرية، أعلنت خلاله حصول مرشحيها الثلاثة على أعلى الأصوات في دوائرهم، مشككين في نتائج الانتخابات التي تم إعلانها رسميا. وقال مدحت الحداد المسؤول عن العملية الانتخابية للجماعة بالإسكندرية: حصلنا على 20 ألفا و600 صوت بدائرة مينا البصل للدكتور حمدي حسن، و28 ألفا و300 صوت بدائرة الرمل للمرشح صبحي صالح، وفي كرموز حصلنا على 10 آلاف و600 صوت.

ونفت جماعة الإخوان لجوءها للعمل السري مرة أخرى بعد أن فقدت ممثليها بالبرلمان قبل أن تفقد في مرحلة سابقة كافة ممثليها في مجالس إدارات النقابات المهنية المصرية ومجلس الشورى والمجالس المحلية. وقال مدير مكتب الجماعة بالإسكندرية حسين إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «لن نعود للعمل السري وسنظل نعمل علنا ونمارس نشاطاتنا، فشرعيتنا نستمدها من الدعم الشعبي لنا بالشارع».

وبهذه النتائج يكون للإخوان المسلمين مرشح واحد فقط ما زال بحلبة المنافسة في الإسكندرية هو محمود عطية الذي سوف يخوض جولة الإعادة مع المرشح القبطي شريف بقطر بدائرة غربال على مقعد الفئات.

ويتساوى حزب التجمع في الوضع مع الإخوان حيث يخوض مرشحه عبد الفتاح محمد جولة الإعادة في دائرة المنتزه مع علي سيف مرشح الحزب الوطني. بينما خرج حزب الوفد بالإسكندرية من السباق نهائيا بعدما فشل جميع مرشحيه في الحصول على أي مقعد من المقاعد الـ24 بالمحافظة.