خامنئي ونجاد يدعوان الحريري لتعزيز العلاقة مع نصر الله

رئيس الحكومة اللبنانية يختتم زيارة ناجحة إلى طهران

المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، مستقبلا في طهران أمس رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري. (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

أنهى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أمس، زيارته الرسمية إلى طهران، بما اعتبره «إنجازا»، عبر وضع أسس لعلاقات «من دولة إلى دولة» بين طهران وبيروت. ووصف الحريري «النتائج السياسية» لزيارته بأنها كانت «جيدة جدا» رغم أنها لم تذهب باتجاه مقاربة «الملف - الأزمة» المتعلق بالقرار الظني في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري الذي تكاد تجمع التسريبات على توجيهه اتهاما لعناصر من حزب الله بالضلوع فيها، وهو ما يعتبره الحزب، ومن خلفه إيران، «حربا على المقاومة». واقتصر بحث ملف القرار الظني على «تلميحات» صدرت من بعض القيادات الإيرانية في إطار تشديدها على «ضرورة حفظ الاستقرار والأمن في لبنان»، فكان طيف القرار حاضرا في كل الاجتماعات دونما أن ينزل إلى أي من طاولات الاجتماعات التي عقدت، وخصوصا في لقاء مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي قالت مصادر في الوفد اللبناني لـ«الشرق الأوسط» إنه شدد خلال لقائه صباح أمس مع الحريري والوفد الوزاري المرافق على «حفظ الوحدة الوطنية في لبنان». وتوجه خامنئي إلى الحريري بالقول: «إن إسرائيل لها أطماع في لبنان، ولبنان رغم صغر حجمه، فإنه ليس صغيرا على الإطلاق، بل قاتل بإباء». وشدد خامنئي على «تطوير التعاون بين الدولتين»، مستذكرا الرئيس الراحل رفيق الحريري وكيف أنه التقاه ذات مرة وسأله أصحيح أنك خلقت 10 آلاف فرصة عمل في لبنان؟ فرد الحريري: «كلا، بل 100 ألف». وشدد خامنئي على ضرورة «حفظ الوحدة الوطنية من أية عوامل قد تؤثر عليها، ومن المؤامرات التي تحاك للنيل من استقرار ووحدة لبنان واللبنانيين».

ورد الحريري مؤكدا أنه قدم إلى طهران لإقامة علاقة بين دولتين، قائلا: «أتينا لا لفتح علاقة جديدة، بل لإكمال العلاقة التي بدأها الرئيس رفيق الحريري»، مشيرا إلى أن لا خوف على لبنان من الفتنة بوجود العقلاء.

ونقل الموقع الرسمي لخامنئي عنه دعوته الحريري إلى «تعزيز العلاقات» بينه وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وقال خامنئي: «إن هذه العلاقات يجب أن تتعزز أكثر فأكثر». وأضاف: «ما دام النظام الصهيوني قائما، فإن لبنان في حاجة إلى المقاومة». وتابع: «لو كان بمقدوره، لكان النظام الصهيوني تقدم حتى بيروت وحتى إلى طرابلس لتطويق سورية. إن المقاومة هي العنصر الوحيد الذي يمنع النظام الصهيوني». ورد الحريري بالقول إن «أي انقسام في لبنان يخدم مصالح إسرائيل»، مشددا على ضرورة «تعزيز الوحدة الوطنية» في لبنان. واختتم الحريري زيارته الرسمية إلى طهران ظهر أمس بمؤتمر صحافي مشترك عقده مع النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيرانية محمد رضا رحيمي، وأثمرت الزيارة التوقيع على 9 مذكرات تفاهم في المجالات الاجتماعية والثقافية.

ثم عقد الحريري ورحيمي مؤتمرا صحافيا مشتركا سئل في مستهله رحيمي عن تأثير زيارة الرئيس الحريري على العلاقات بين البلدين، فأجاب: «إن إيران سعيدة جدا بهذه الزيارة المباركة وإنها من دون شك ستقوي وتدعم أسس العلاقات الثنائية القائمة بين بلدينا». وأضاف: «أما فيما يتعلق بموضوع المحكمة، فنحن حقيقة لا نرى أن المشكلات قد وصلت إلى هذا الحد، ونعتقد أن الحكمة والحنكة التي نعرفها عن الرئيس الحريري وأيضا عن كبار الشخصيات اللبنانية، قادرة على تطويق وحل هذه الأزمة بكل سهولة.. إن الجمهورية الإسلامية تدعم كشف الحقيقة بمعناها الحقيقي، ونؤكد في هذا الإطار على ضرورة أن تكون المحكمة الدولية بعيدة جدا عن المهاترات السياسية، وأن تبعد نفسها عن هذه المهاترات». وأضاف: «إن الصداقة اللبنانية - الإيرانية ستعمي أعين هؤلاء الأشرار والأعداء، وأن لبنان سيكون أكثر تطورا وفخرا واعتزازا لكم ولنا جميعا، خصوصا أنه يقف في الخطوط الأمامية وهو منتصر دوما».

ثم عاد الحريري ليتحدث مدينا اغتيال العالمين، واصفا إياه بأنه «عمل إرهابي تجب محاربته». ثم أضاف: «توجد في لبنان حكومة وحدة وطنية وفيها معادلة أساسية هي: الجيش والشعب والمقاومة، وهذا ما نلتزم به. ووحدتنا الوطنية هي التي تحمينا، ومن هذا المنطلق نحن سنكمل في هذا المسار».