نجاد يقر لأول مرة بمشكلات في مفاعل ناتنز.. ويؤكد: حقنا في التخصيب غير قابل للتفاوض

دبلوماسي إيراني: نتفاوض مع روسيا حول تعويضات في صفقة صواريخ «إس 300» بعيدا عن المحاكم الدولية

TT

أقر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس ولأول مرة بتعرض البرنامج النووي الإيراني لمشكلات بسبب فيروس معلوماتي، غير أنه أضاف أن المشكلة قد سويت. وقال إن كثيرا من آلات الطرد المركزي التي تنتج اليورانيوم المخصب في مفاعل ناتانز في وسط البلاد واجهت «مشكلات» بسبب «برامج أنزلت على تجهيزات إلكترونية»، كما أشار إلى أن بلاده قبلت موعد إجراء محادثات مع القوى الكبرى حول الملف النووي لبلاده وأن ما تبقى هو تحديد المكان، لكنه أكد في الوقت ذاته حق الجمهورية الإسلامية في تخصيب اليورانيوم وأن ذلك «غير قابل للتفاوض».

وقال نجاد، الذي يعتبر أول مسؤول إيراني يعترف بالمشكلات التي تواجه البرنامج النووي وبتعرضه مؤخرا لفيروس معلوماتي، في مؤتمر صحافي في طهران أمس ردا على سؤال حول المشكلات التي واجهها برنامج تخصيب اليورانيوم: «تمكنوا بشكل محدود من إثارة مشكلات في عدد من آلات الطرد المركزي بواسطة برامج معلوماتية أنزلت على قطع إلكترونية، لكن خبراءنا تمكنوا من التدخل ولم يعد في استطاعتهم القيام بذلك اليوم». ولم يكشف أحمدي نجاد الجهة التي يتهمها بالوقوف وراء هذا العمل كما أنه لم يستخدم كلمة فيروس.

وأصيبت إيران منذ الصيف الماضي بفيروس معلوماتي جديد بالغ التطور عرف باسم «ستوكس نت» وهو يصيب بعض البرامج المعلوماتية، لا سيما تلك التي تضبط سرعة دوران محركات المنشآت الصناعية.وبحسب عدد من الخبراء، فإن هذا الفيروس استحدث بشكل أساسي لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، لا سيما الطاردات المركزية. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد كشفت في تقريرها الأخير أن آلات الطرد المركزي في مفاعل ناتانز توقفت عن العمل «ليوم واحد على الأقل» في 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن المسؤولين الإيرانيين برروا هذا التوقف بأسباب تتعلق بالصيانة.

وفي سياق ذي صلة، قال الرئيس الإيراني إن إيران وافقت على موعد إجراء المحادثات مع القوى الكبرى حول ملفها النووي. وقال في المؤتمر الصحافي، لقد «اقترح موعدان. هم قبلوا أحدهما ونحن ليست لدينا مشكلة بخصوصه»، وأضاف أن مكان انعقاد المحادثات ما زال محل نقاش. كما أعرب عن اعتقاده بأن تركيا والبرازيل «ودول صديقة أخرى» ستشارك في المفاوضات بين إيران ومجموعة «5+1». وتأمل القوى العالمية الست أن تركز المحادثات، التي طرح لها من قبل موعد 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، على البرنامج النووي المتنازع عليه، ولكن طهران قالت إن أنشطة تخصيب اليورانيوم لن تكون محل تفاوض.

وفي موسكو، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير الإيراني لدى روسيا قوله إن المحادثات ستجري في الخامس من ديسمبر في جنيف. وكانت إيران قد اقترحت في السابق إسطنبول على أنها مكانها المفضل.ولا يتوقع دبلوماسيون غربيون ومحللون أي انفراجة قريبا في النزاع المستمر منذ فترة طويلة بشأن النشاط النووي الإيراني الذي يخشى الغرب من أن يكون هدفه صنع قنابل لكن طهران تقول إنه مصمم لتوليد الكهرباء فقط.وقال أحمدي نجاد إن أنشطة إيران لتخصيب اليورانيوم حق مشروع للبلاد ولن تتفاوض بشأنها، وأضاف: «دورة التخصيب الكاملة وإنتاج الوقود من الحقوق الأساسية لأعضاء (الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو وكالة المراقبة التابعة للأمم المتحدة) وغير قابلة للتفاوض»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».وتريد القوى من طهران تقييد البرنامج مقابل صفقة حوافز تجارية ودبلوماسية معروضة منذ عام 2006. وقال أحمدي نجاد: «سنتفاوض بعضنا مع بعض بشأن التعاون النووي، لكن لن ندخل في مفاوضات بشأن حقوقنا النووية الواضحة. نحن الآن مستعدون للحديث بشأن التبادل النووي».

إلى ذلك، اتهم الرئيس الإيراني الغرب وإسرائيل في الهجومين اللذين استهدفا في طهران أمس عالمين نوويين مما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر. وقال إن «بصمات إسرائيل والدول الغربية» ظاهرة على الهجومين.

إلى ذلك، أكد السفير الإيراني في موسكو سيد محمود رضا سجادي أن روسيا موافقة على مشاركة تركيا والبرازيل في المفاوضات بين إيران ودول مجموعة «5+1». ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن سجادي قوله حول رفض روسيا بيع منظومة صواريخ «إس 300» إلى إيران، إن «موقف إيران الرسمي هو أن روسيا وقعت على العقد وعليها الوفاء بالتزاماتها أو دفع تعويض إلى إيران حسب ما هو مقرر في العقد». وقال سجادي إن «روسيا تعرضت لهجمة إعلامية مكثفة من قبل أميركا وأوروبا وإسرائيل منذ توقيعها صفقة الصواريخ «إس 300» مع إيران، بذريعة أن هذه الصواريخ ستزيد من قدرة إيران الهجومية والدفاعية على حد سواء وذلك سيخل بموازين القوى في المنطقة ويشكل خطرا على الكيان الصهيوني».

كما نوه الدبلوماسي الإيراني بأن «وفدا من الخبراء من روسيا سيزور إيران لبحث قضية التعويضات في صفقة صواريخ (إس 300)»، مؤكدا أن «إيران وروسيا تجريان حاليا مفاوضات في هذا الشأن وتفضلان التوصل إلى اتفاق ثنائي بعيدا عن المحاكم الدولية». وزعم الدبلوماسي الإيراني أن «مستشاري الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ارتكبوا خطأين كبيرين وأساءوا إلى صورة روسيا أمام العالم من دون أن يحصلوا على أدنى مكسب، حيث إنهم تصوروا أن عدم تسليمهم صواريخ (إس 300) إلى إيران سيساعد الحزب الديمقراطي في الانتخابات التشريعية الأميركية ويضمن لهم عدم مهاجمة إيران عسكريا». وأضاف سجادي أن «موسكو موافقة على تنفيذ إعلان طهران لتبادل الوقود النووي كما أنها موافقة أيضا على مشاركة تركيا والبرازيل في المفاوضات بين إيران ودول مجموعة (5+1) وكذلك على أن يكون مكان انعقاد المفاوضات في تركيا، في حين أن الغرب يرفض إعلان طهران ويرفض أن تجري المفاوضات في تركيا»، بحسب المسؤول الإيراني.