كوريا الجنوبية: حان وقت التحرك ضد الشمال

المناورات تتواصل كما التهديدات.. ومقترح المفاوضات لا يلقى قبولا

أوكرانيون يتظاهرون مطالبين رئيس البلاد، يانوكوفيتش، بالتدخل لوقف قرار اتخذه البرلمان مؤخرا برفع الضرائب، في مدينة لفيف (غرب)، أمس. وجاءت هذه المسيرة بينما تتواصل المظاهرات في أنحاء عدة من البلاد ضد خطط التقشف (إ.ب.أ)
TT

توعد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ - باك، أمس، بيونغ يانغ بأنها «ستدفع ثمن» هجومها الدامي الأخير، مشددا على أنه «حان وقت التحرك» ضد النظام الكوري الشمالي. وجاء هذا فيما دخلت المناورات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، يومها الثاني، أمس، وسط رفض كوري جنوبي وياباني للعرض الذي قدمته بكين بعقد مفاوضات سداسية حول الوضع «المقلق» في شبه الجزيرة الكورية.

وقال الرئيس لي ميونغ - باك في خطاب رسمي استمر 7 دقائق ونقله التلفزيون الكوري الجنوبي «لا يسعني سوى أن أعبر عن سخطي حيال وحشية النظام في الشمال». وأضاف «سوف أحرص على أن يدفع الشمال ثمن كل استفزازاته»، مشددا على أن «استفزاز الشمال هذه المرة تخطى الاستفزازات السابقة».

وألقى الرئيس خطابه بعدما قصفت بيونغ يانغ الثلاثاء الماضي جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية القريبة من الحدود البحرية المتنازع عليها بين البلدين بثمانين قذيفة، وقد ردت قوات سيول بقصف مدفعي أيضا. وخلف هذا الهجوم غير المسبوق منذ الحرب الكورية (1950 - 1953) أربعة قتلى كوريين جنوبيين هم عسكريان ومدنيان. وقال لي، الذي وجهت إليه انتقادات كثيرة اعتبرت رد سيول العسكري على القصف ضعيفا جدا «إن شن هجوم عسكري على مدنيين جريمة غير إنسانية محظورة حتى في الحرب». وتابع «لم يعد الوقت الآن وقت الخطابات، بل حان وقت التحرك». وقال «إن شعبنا بات يعلن من اليوم فصاعدا أن إبداء أي قدر إضافي من التسامح أو الصبر (إزاء بيونغ يانغ) لن يفضي سوى إلى استفزازات أكبر».

كما اعتبر لي من جهة أخرى أنه «من الصعب أن نتوقع أن تتخلى كوريا الشمالية عن (برنامج) الأسلحة النووية». ولم يعلق الرئيس على عرض الصين عقد اجتماع طارئ حول الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. وكانت بكين اقترحت أول من أمس عقد اجتماع عاجل للدول الست المعنية بالمفاوضات حول البرنامج النووي الكوري الشمالي، مشيرة إلى «القلق الكبير» الذي يساور الأسرة الدولية. ورأى لي ناي - يونغ أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوريا أن عدم ذكر العرض الصيني في خطاب لي يعني أنه يرفضه. كذلك ردت طوكيو بحذر على هذا العرض، فيما رفضت واشنطن الأحد إعلان موقف حياله.

كما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا قوله إن إجراء محادثات سداسية بشأن كوريا الشمالية «غير مقبول» ما لم تقدم بيونغ يانغ تنازلات. ونقل موقع الصحيفة على الإنترنت عن مايهارا قوله في مقابلة «من غير المقبول بالنسبة لنا إجراء محادثات سداسية لمجرد أن كوريا الشمالية انتابتها حالة هياج». وأضاف «يجب أن نرى نوعا من الجهد المخلص من قبل كوريا الشمالية بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم والحادثة التي وقعت في الفترة الأخيرة».

وباشرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، أول من أمس، عرض قوة بحرية وجوية في البحر الأصفر وتوعدت بيونغ يانغ برد «بلا رحمة» على أي انتهاك لما تعتبره مجالها البحري. وهذه المناورات التي تشارك فيها حاملة الطائرات النووية الأميركية «جورج واشنطن» هي أضخم مناورات ينظمها البلدان بحسب رئاسة الأركان الكورية الجنوبية.

من جهتها، وصفت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، المناورات أمس بأنها «استفزاز وجريمة». وحذرت الوكالة من أن «البحر الأصفر على شفير الحرب»، معتبرة «أنه لعمل إجرامي من جانب كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أن تنظما مناورات عسكرية على نطاق واسع في هذا المكان الحساس، يمكن أن تقود إلى وضع متفجر».

من جهة أخرى، شكلت السلطات الكورية الجنوبية فرقا مكلفة طمأنة المستثمرين ورجال الأعمال الأجانب، بعدما ألغى بعضهم رحلات عمل إلى كوريا الجنوبية خوفا من تأزم الوضع. وفي ظل التوتر الشديد المخيم في المنطقة، أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن الزعيم كيم جونغ إيل وابنه الأصغر كيم جونغ إيل الذي يرجح أن يخلفه في السلطة حضرا حفلا موسيقيا أحياه أوركسترا بيونغ يانغ الرسمية، في حضور العشرات من كبار مسؤولي الحزب الاشتراكي الحاكم، من دون أن تحدد أي تاريخ.