المكسيك تحتضن ثاني قمة عالمية لإنقاذ الكوكب من التغير المناخي

190 دولة تشارك في مؤتمر كانكون لإعطاء دفعة جديدة للمفاوضات

TT

بعد عام على قمة كوبنهاغن، اجتمعت أكثر من 190 دولة أمس في مدينة كانكون المكسيكية للمشاركة في اللقاء السنوي المخصص لمكافحة التغير المناخي، وذلك بهدف إعطاء انطلاقة جديدة وإضفاء مصداقية لهذه العملية المعقدة. وانطلقت أعمال القمة التي تنظمها الأمم المتحدة في أحد أكبر الفنادق في هذه المدينة الساحلية وسط إجراءات أمنية مشددة مع خطاب للرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون.

وينظر كثيرون إلى هذه المفاوضات التي تستمر 12 يوما على أنها الفرصة الأخيرة لاستعادة الثقة بهذا المسار الطويل والمعقد الذي أطلقته الأمم المتحدة قبل 18 عاما لإيجاد رد على تحدي التغيير المناخي. وكانت قمة كوبنهاغن قبل عام اقتربت من الفشل، إلا أنها أثمرت اتفاقا أقره على عجلة نحو 20 رئيس دولة يحدد هدفا له حصر ارتفاع حرارة الأرض بدرجتين من دون تحديد جدول زمني ومع غموض حول وسائل تحقيق ذلك.

وقالت المسؤولة عن شؤون المناخ في الأمم المتحدة كريستيانا فيغويريس للصحافيين، عشية انطلاق القمة إن «الدرس الأهم من قمة كوبنهاغن قد يكون بأنه لا اتفاق عجائبيا سيحل مشكلة التغيير المناخي». وأضافت «بكل بساطة هذا غير موجود»، محددة السياسة الجديدة المعتمدة في هذا المجال بأنها «التقدم خطوة خطوة وبناء اتفاق تلو الآخر». ومع ذلك أشارت إلى أنه إذا «ما كان الكوكب سخيا، لا يمكننا أن نطلب منه الانتظار فترة أطول»، معتبرة أن «الحاجة تزداد يوميا»، وداعية الأطراف كافة إلى إظهار «التزامها» وتقديم «تنازلات». واعتبرت أن نجاح اجتماع كانكون سيكمن في «لعبة قرارات متوازنة» قد تخدم «إرساء» نظام فاعل لمكافحة التغيير المناخي.

وأشار الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون عشية المحادثات إلى الفرض الاقتصادية التي تتحقق من محاربة التغير المناخي، بهدف إنهاء الريبة إزاء القمة السابقة. ومضى يقول مشيرا إلى الطاقة المتجددة أثناء افتتاح طاحونة هواء لتوليد الكهرباء للفندق الذي يحتضن القمة: «هذا المأزق بين حماية البيئة ومحاربة الفقر، بين محاربة التغير المناخي والنمو الاقتصادي هو مأزق زائف». وأضاف كالديرون أن المحادثات ستركز على الاستعدادات اللازمة لارتفاع حرارة الأرض وهو مبعث قلق رئيسي للدول الأكثر فقرا. وأردف قائلا «بصفة عامة ما سنناقشه هو التكيف».

لكن تصريحاته هذه أثارت غضب مفاوضين من الاتحاد الأوروبي قالوا إن المحادثات لا بد أن تتوصل أيضا إلى التزامات أكثر صرامة من التعهدات الحالية الخاصة بانبعاثات الغازات، بما في ذلك من الدول النامية. وقال أرتور رونغه متسجر وهو مفاوض رفيع من الاتحاد الأوروبي: «سنبحث عن مجموعة محدودة من القرارات في كانكون. نتمنى أن نمهد الطريق إلى الأمام». كذلك، قال بيتر ويتوك وهو مفاوض رفيع من بلجيكا التي تتولى الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي «نرى بالفعل الخطوط العامة لحل الوسط».

ويبدو إحراز تقدم ممكنا في بعض الملفات منها مكافحة التصحر أو إنشاء صندوق أخضر يمر بواسطته قسم من مبلغ الـ100 مليار دولار سنويا الذي وعدت به الدول الأشد فقرا بحلول عام 2020. ولا يمكن التكهن بشكل أكيد من نجاح ولو متواضع لاجتماع كانكون. وكانت الولايات المتحدة والصين، أبرز لاعبين في هذه المفاوضات وأكثر الدول التي تصدر انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالميا، قد غادرتا الاجتماع التحضيري في تيانغين شمال شرقي الصين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وتبادلتا الاتهامات بتعطيل هذه المفاوضات.