رئيس هيئة الصحافيين السعوديين: تهديد «القاعدة» تأكيد على دورنا في مواجهتها

قال إن الدولة قوية وباستطاعتها رد المعتدين وكفهم عن تحقيق الأهداف

TT

لم يكن إعلان الرياض الأخير عن استهداف إعلاميين وكتاب سعوديين، الأول من نوعه من حيث الكشف عن هذا الأمر، لكنه الأول من حيث بيان استهداف التنظيم، حيث تجلى في إعلان الداخلية السعودية بوضوح، وكان الاغتيال أو التصفية هدفا يسعى من خلاله تنظيم القاعدة لإسكات أفواه، ربما كانت سببا في مساعدة الجهات الأمنية في حربها الضروس ضد التنظيم. وكانت الأحداث الأمنية التي شهدها عدد من المناطق والمحافظات السعودية على مدى السنوات الماضية، والتي ظهر خلالها أعضاء التنظيم كأدوات فاعلة على أرض الواقع، تعمل لتطبيق أجندات تخريبية، هدفها الأول والأخير إلحاق الضرر واستهداف الأمن، والإنقاص من القدرة الأمنية التي أثبتتها قوات الأمن السعودي بأفرعه وأجنحته، وكانت سببا في فرض الأمن السعودي طوقا أمنيا محكما على عدد من مقرات وسائل الإعلام المقروءة والمرئية في مناطق المملكة العربية السعودية. ففي أول رد له على تبعات إعلان الرياض توجيه قصمة جديدة لأعضاء تنظيم القاعدة، اعتبر الرجل الأول في هيئة الصحافيين السعوديين ورئيس تحرير صحيفة «الرياض»، تركي السديري، إعلان وزارة الداخلية، الذي حوى صراحة، تهديد «القاعدة» لإعلاميين سعوديين، برهانا على أن الصحافة السعودية تؤدي دورا وطنيا، ضمن الأدوار المنوطة بجهات رسمية من شأنها مواجهة التنظيم، الذي باتت إشارات كثيرة تؤكد تهالكه وتفككه على أرض الواقع.

وعودة إلى تصريحات تركي السديري، رئيس هيئة الصحافيين السعوديين، من العاصمة السعودية الرياض، أمس، فقد قال فيها: «يكفي أن ندلل على ذلك بإيجابية الحضور السعودي في الصحافة الذي يعتبر حضورا مشرفا جدا، وما ذكر من أن هناك إعلاميين مهددين بالاغتيالات من قبل عناصر الفئة الضالة التي أعلنتها وزارة الداخلية مطلع الأسبوع الحالي، يبرهن على أن الصحافة المحلية في المملكة، جزء لا يتجزأ من المسؤولية الوطنية، بل ويتم تأدية هذه المسؤولية بشكل متزن، وبحس وطني جعل بعض الأسماء تتلقى تهديدا بالاغتيال، لكننا - والحمد لله - مطمئنون، فدولتنا قوية، وأجهزة الأمن لدينا أيضا قوية».

لكن في ذات الوقت، لم تشهد أي من الصحف السعودية حادثا إرهابيا أيا كان حجم الضرر، في الوقت الذي كانت فيه صناديق بريد كثير من الإعلاميين السعوديين الإلكترونية مقرا لتهديدات، ربما بالتصفية أو القتل، أو بمعنى آخر، إسكات من يرغب التنظيم في إسكاته ويسعى لمنع صوته، أيا كان ثمن ذاك الإسكات.

وأعاد السديري إفساح المجال للصحف ووسائل الإعلام المحلية من خلال ما سماه بـ«باب الحرية» التي تحظى بها الصحف السعودية ووسائل الإعلام أيا كانت، مقروءة أو مرئية أو مسموعة، وهو ما يعطي في ذات السياق، طبقا لرأي السديري، حرية صحافية، يجب أن تتسم بالموضوعية في الطرح، والتفكير في خدمة المصلحة العامة، وخدمة المجتمع بكامله.

تصريحات رئيس تحرير صحيفة «الرياض» التي أطلقها أمس، كانت خلال عقد الجمعية العمومية لهيئة الصحافيين السعوديين اجتماعها العادي في مقرها بحي الصحافة في الرياض، بحضور رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الـ12 والأعضاء الذين تم تجديد عضويتهم هذا العام، وشهد الاجتماع موافقة الأعضاء بالإجماع على تقرير مجلس الإدارة، الذي يتمحور حول أعمال الهيئة في السنة الأولى لعمل مجلس الإدارة الحالي، والقوائم المالية لعامي 2008 و2009. وجددت هيئة الصحافيين السعوديين عضوية مراقبي الحسابات الحاليين، باعتبار أن الخدمات المقدمة مجانية، في حين تم تفويض مجلس الإدارة باستثمار ما يزيد على 70 في المائة من الموجودات النقدية للهيئة في البنوك المحلية.