الكنيست يرفض طلبا لبحث انعكاس تسريبات البرقيات الأميركية على الأمن القومي الإسرائيلي

إحدى الرسائل تؤكد قبول نتنياهو لتبادل الأراضي في إطار اتفاق سلام

TT

رفض الكنيست أمس، طلبا من عدد من النواب، لعقد جلسة تخصص لمناقشة انعكاسات تسريب البرقيات الدبلوماسية الأميركية، عبر موقع «ويكيليكس»، على الأمن القومي الإسرائيلي.

وقال مسؤول في الكنيست إن «مدى انعكاسات نشر هذه البرقيات على الحكومة الإسرائيلية ليس واضحا بعد.. لذا فمن السابق لأوانه عقد جلسة أولية. لكن المسؤول لم يستبعد مناقشة عملية التسريب بحد ذاتها في جلسة ربما تعقد الأسبوع المقبل».

ومما كشفت عنه تسريبات «ويكيليكس» تفاصيل اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أسبوعين على انتخابه لعضوية الكنيست، ومسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، يؤيد فيها فكرة تبادل الأراضي، وكذلك عدم رغبته في حكم الأراضي الفلسطينية.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء، ردا رسميا في بيان صدر أمس، على ما جاء في تسريبات «ويكيليكس»، بخصوص استعداد نتنياهو لتبادل الأراضي. ويوضح الرد أن نية نتنياهو، كانت إبداء الاستعداد لحلول وسط بشأن الأرض في إطار عملية سلام في المستقبل. وقال البيان إن «هذه هي السياسة المعلنة لنتنياهو.. هذه هي سياسته اليوم وكانت هي سياسته خلال لقاء 26 فبراير (شباط) 2009. وإن أي تفسيرات أخرى ليست صحيحة ولا تمثل موقف رئيس الوزراء».

وتنص برقية مرسلة من السفارة الأميركية في تل أبيب، تحمل تاريخ 26 فبراير 2009 وتصف ما دار في اجتماع بين نتنياهو والسيناتور بنجامين كاردين، على أن «نتنياهو عبر عن تأييده لفكرة تبادل الأراضي في إطار اتفاق سلام، وأكد أيضا على أنه لا يريد حكم الضفة الغربية وقطاع غزة إلا من أجل وقف الهجمات من هذه الأراضي».

وحسب البرقية قدم نتنياهو للسيناتور الأميركي لكاردين إطارا لخطته للسلام الاقتصادي كأفضل خيار لصفقة سلام مستقبلية مع الفلسطينيين. وفحوى فكرته أن يبدأ ببناء الأهرام من القاعدة فصاعدا حتى يفسح المجال للفلسطينيين في الضفة الغربية، كي يطوروا، بنى تحتية قوية ومستقلة وبناء سلطة كبديل للإسلام الراديكالي على حد قوله.

وحسب البرقية فإن نتنياهو يرى أن احتمالات التوصل إلى اتفاق مع السلطة الفلسطينية، أكبر من احتمال تحقيق السلام مع سورية، وذلك لأن الفلسطينيين يريدون أن يبعدوا أنفسهم عن إيران، بينما تواصل دمشق توثيق علاقاتها مع طهران. وأشار إلى أنه في ما لو قررت إسرائيل الانسحاب من الجولان فإن سورية ستقدم وعودا لا تستطيع الإيفاء بها.

ووفقا لهذه البرقيات فإن نتنياهو رئيس حزب الليكود عندما كان زعيما للمعارضة، أبلغ السفير الأميركي في تل أبيب، انتقاده حكومة سلفه من حزب كديما ايهود أولمرت، عقب الحرب على لبنان في عام 2006. وأبلغ السفير أيضا أن إسرائيل أنزلت جنودها على مرمى مدافع حزب الله اللبناني. ووصف نتنياهو حزب كديما بأنه حزب مزيف. وزعم أيضا أن الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس اعترف له بأن اتفاق سلام أوسلو الذي وقع في البيت الأبيض في 13 سبتمبر (أيلول) 1993، كان مقدمة كاذبة (للسلام).