وزير الإعلام العماني لـ«الشرق الأوسط»: لن نقترب من سياسة القطيعة

حمد بن محمد الراشدي قال إن التعليم والمعرفة أساس النهضة في بلاده

TT

أكد وزير الإعلام العماني حمد بن محمد الراشدي أهمية حل الخلافات السياسية بالحوار، وانتهاج سياسة الاعتدال والابتعاد عن نهج القطيعة في العلاقات مع الدول، والاهتمام بحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، واحترام السيادة الوطنية لكل الدول العربية. وقال إن الإعلام معني ببث سياسة التعايش السلمي بين الشعوب والدول، كما تحدث عن خطط التنمية في بلاده ودور الإعلام في البناء ودعم الهوية والوحدة الوطنية ومد جسور التواصل بين عمان ومحيطها العربي والدولي.

وأشار الراشدي، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إلى التحديات التي تفرض نفسها على الساحة العمانية في المرحلة المقبلة قائلا «التحديات كثيرة، أهمها التركيز على تنمية الموارد البشرية كعنصر أساسي ومورد مهم في البناء، وأن نمضي إلى الأمام بنفس قوة العمل للمزيد من الإنجاز في خطط التنمية»، وفيما يخص ما تحقق في مجال التنمية، قال الراشدي «كما ذكر السلطان قابوس، في خطابه بمناسبة انعقاد مجلس عمان، أن ما تم إنجازه حقق نسبا كثيرة في مجال التنمية.. ولكن الأهم هو استكمال ملحمة البناء للأجيال القادمة والتطوير الدائم وفق الثوابت الوطنية والقائمة على التوازن، بما يحافظ على تنمية منسجمة، والتي نعتبرها عنوان العمل في عمان. كما نعتمد على المعرفة والعلم في التنمية البشرية، لأن الدول المتقدمة تستخدم المعرفة كأداة مهمة في التقدم على الرغم من قلة مواردها الطبيعية».

وأكد الراشدي أن تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على عمان كان قليلا، وقال «الدليل أن الخطة الخمسية الراهنة حظيت بميزانية هي الأكبر من نوعها في تاريخ السلطنة، وقد شملت عددا من المشاريع ذات الطابع الاستراتيجي مثل الطرق والمطارات، وتطوير مطاري مسقط وصلالة ومن المتوقع أن تبلغ تكلفتهما أكثر من ملياري ريال عماني. وإلى جانب ذلك تتضمن خطط الحكومة إنشاء مطارات داخلية في صحارى ورأس الحد والدقم، ومهبط للطائرات في ولاية آدم بالمنطقة الداخلية، وتتضمن الخطط أيضا توسيع الموانئ بما يعزز الحركة بين السلطنة ودول العالم وكلها تصب في تنويع موارد السلطنة».

كما أوضح الراشدي أن «زيادة دخل الفرد العماني تكون عبر قدرته على الإنتاج.. خاصة أن السلطنة لا تفضل سياسة المعونات أو الدعم من خلال التضامن الاجتماعي، لأنه يؤثر على القدرة الإنتاجية. وفي الدول المتقدمة تحقق التقدم والتنمية عبر الإنتاج».

وعن دور الإعلام في دعم التنمية، قال الراشدي إن الإعلام العماني ولد كثمرة من ثمار النهضة، مجسدا الفكر المستنير للسلطان قابوس. وأنه يعبر عن جهود التنمية ويحافظ على السمات المميزة للشخصية العمانية، وأصبح جسرا للتواصل بين المواطن العماني ومحيطه الخارجي. وأضاف أن «فلسفة الإعلام العماني تستند على استراتيجية إعلامية أهدافها توضيح مفهوم المواطنة الحقة بكل أبعادها، وتنمية قدرات المواطن وتوعيته بدوره الأساسي في البناء، وتعميق تجربة المشاركة في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية في مجال الشورى، وتأصيل مبدأ العمل كقيمة دينية وحضارية».

وأشار إلى أن «محاور الإعلام الخارجي تهتم بعدم التدخل في شؤون الغير، والتعايش السلمي بين الشعوب، وتطبيق مبدأ حسن الجوار واحترام السيادة الوطنية لكل دولة، ومناصرة القضايا الوطنية العادلة في المحافل الدولية. كما نهتم بالإعلام الذي يقرب، وندعم الحوار والخطاب الذي يحترم الخلاف، ولكن بعيدا عن سياسة القطيعة، بمعنى حل أي أزمة بالحوار وليس بالفرقة».

وعن رؤيته للقمة الاقتصادية والاجتماعية التي تنعقد في مصر الشهر المقبل، وما إذا كانت ستسهم في تخفيف الخلافات السياسية بين الدول العربية، قال الراشدي: «التعاون الاقتصادي العربي له الأولوية في تعزيز العلاقات السياسية.. والدول العربية تحتاج للتعاون في هذا المجال، خاصة التبادل التجاري وتسهيل حركة البضائع.. ويمكن للعالم العربي أن يحقق الكثير عبر الصدق في المواقف والالتزام بما يتم الاتفاق عليه من قرارات».