جمعيات حقوق الإنسان تطلب من مؤسس «ويكيليكس» عدم نشر أسماء نشطائها

تخشى على حياة نشطاء تحدثوا إلى دبلوماسيين أميركيين في دول قمعية

TT

أثار الكشف عن كميات ضخمة من البرقيات الدبلوماسية السرية الأميركية، حفيظة جماعات حقوق الإنسان، التي تخشى من أن تقوم «ويكيليكس» أو وكالات الأنباء بنشر أسماء النشطاء المحليين الذين تحدثوا مع دبلوماسيين أميركيين في بلدان ذات حكومات قمعية، مما يعرض حياتهم إلى الخطر.

في حين لم تنشر حتى الآن أي حالات من مثل هذا القبيل، إلا أن اثنتين من كبرى المجموعات الرائدة، في مجال حقوق الإنسان وهما، «هيومان رايتس ووتش»، ومنظمة «هيومان رايتس فيرست»، قد كتبتا إلى مؤسس «ويكيليكس» لحثه على شطب أسماء أي نشطاء لها من الوثائق التي قد تتيح للسلطات في البلدان المعنية تحديد هويتهم وبالتالي التعرض لهم بالسجن أو العنف.

وحذرت وزارة الخارجية الأميركية، من أن عددا كبيرا من الناشطين والصحافيين، تعتقد أنهم سوف يتعرضون للخطر إذا تمت تسميتهم في وثائق «ويكيليكس». وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن هناك «مصادر حساسة للغاية» ويمكن اعتقالهم أو استهدافهم بعنف إذا نشرت أسماؤهم. وأضاف «هناك قوائم حمراء».

ورفض مسؤولون أميركيون تقديم أي تفاصيل عن الأشخاص الذين قد يكونون عرضة للخطر أو الكشف عن اتصالات بينهم ومسؤولين أميركيين. كما رفضت الخارجية أيضا طلب «ويكيليكس»، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مدها بمعلومات عن أسماء الأفراد الذين «قد تتعرض حياتهم للخطر أو للضرر» في حال نشر أسمائهم.

وقال كينيث روث، المدير التنفيذي لـ«هيومان رايتس ووتش»، إنه حث مؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانج خطيا خلال عطلة نهاية الأسبوع على «شطب أسماء أي من المدافعين عن حقوق الإنسان في الوثائق». وفي الوقت نفسه، أعرب عن القلق من أن وزارة الخارجية تحاول استخدام «الخوف من الكشف عن أسماء هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان كذريعة لمنع (ويكيليكس) أو تقييدها للوصول إلى معلومات من هذا النوع».

وقال كينيث روث إنه ناقش «احتمالا نظريا»، حول أن تكون جماعات حقوق الإنسان مستهدفة من قبل الحكومات القمعية في لقاء مع محامي مؤسس ويكيليكيس جنيفر روبنسون. وقال إن روبنسون أكد له أنهم كانوا على علم بهذه المشكلة، وسوف يتم التعامل معها. وأشار إلى أنه «ليست هناك أي أدلة حتى الآن بوجود أي من مدافعي حقوق الإنسان، قد تم الكشف عنه، ولا يمكن الجزم بحدوث ذلك».

ومن جانبها أعربت إليسا ماسيمينو، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة «هيومان رايتس فيرست»، في رسالة وجهتها يوم السبت إلى أسانج، عن قلقها، من أن الكشف عن أسماء الناشطين قد تكون له نتائج «متهورة للغاية»، كما أنها «تزيد من خطر تعرضهم للسجن والاضطهاد والعنف».

وتقول جماعات حقوقية مقرها الولايات المتحدة إن ناشطين لها في عدد من الدول تحدثوا إلى المسؤولين الأميركيين، باتوا الآن أمام مخاطر حقيقية مع ازدياد احتمالات نشر وثائق جديدة من «ويكيليكس». وقال أحد الناشطين «الناس خائفون، نحن نتلقى الكثير من رسائل البريد الإلكتروني من ناشطين يتخوفون من نشر أسمائهم حتى ولو بشكل عرضي في هذه الوثائق».

وقال مسؤول أميركي كبير لـ«واشنطن بوست»، إن الولايات المتحدة قد اتخذت عددا من الخطوات في الأسبوعين الماضيين لحماية الأشخاص المعرضين للخطر، ومواصلة جهودها في المقابل. وامتنع المسؤول عن تحديد البلدان التي يعتقد أن يتعرض فيها ناشطون يقيمون فيها للخطر، إلا أنه أشار إلى وجود بعضهم في «دول لديها حكومات رهيبة». وقال المسؤول إن هناك قدرا كبيرا من الجدل الدائر داخل الحكومة حول ما إذا كان ينبغي التفاوض مع «ويكيليكس» حول صيغ منقحة. وأضاف «إنها مسألة حساسة للغاية». وقالت «ويكيليكس» إن لديها صيغها المنقحة الخاصة، ولكن المسؤول قال: «نحن لا نثق في حكمهم».