بدء أعمال مؤتمر قوميات العراق في أربيل

أوقاف كردستان تستضيف مؤتمرا للمذاهب الدينية

برهم صالح، رئيس إقليم كردستان، يلقي كلمة أمام المشاركين في مؤتمر قوميات العراق في أربيل أمس (موقع الاتحاد الوطني الكردستاني)
TT

بدأت في أربيل أمس أعمال مؤتمر القوميات العراقية تحت شعار «أطياف العراق مصدر ثرائه الوطني»، بحضور رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح ووزيرة حقوق الإنسان في الحكومة العراقية وجدان ميخائيل، وعدد من المسؤولين وأعضاء البرلمان وشخصيات دينية تمثل مختلف أديان ومذاهب العراق.

وألقت وجدان ميخائيل كلمة الافتتاح، أشارت فيها إلى «أن هذا المؤتمر يعقد بتوجيه من رئيس الوزراء نوري المالكي وبرعاية رئيس حكومة الإقليم برهم صالح، والهدف منه هو إيصال رسالة إلى كل أطياف العالم بأن أطياف العراق مصدر ثرائه الوطني وجماله بذلك التنوع، أما الريح الصفراء فلا تأخذ معها إلا الخبث ويبقى الخير والطيب ثابتا في الأرض». وأضافت أن «الغاية من هذا المؤتمر هو التعبير عن وحدتنا وألفتنا وتعايشنا السلمي وتفويت الفرصة على المتربصين لاستغلال الظروف، ووضع الأوراق على الطاولة والتحدث بمنتهى الصراحة عن المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأقليات وعن الضمانات والحقوق لمختلف أبناء الشعوب التي نص عليها الدستور».

ثم ألقى برهم صالح كلمة في المؤتمرين استهلها بالترحيب بالحاضرين وقال: «نحن هنا لنتحدث ونتحاور حول موضوع مهم جدا، وهو موضوع التعددية في بلاد الرافدين، حضرنا إلى هنا لنؤكد تمسكنا بواقع بلدنا التعددي الذي هو نعمة من الله، لكن المستبدين أرادوا لها أن تكون نقمة ومصدرا للتناحر بين أبناء البلد الواحد، ونحن نجتمع اليوم هنا نجد أنه من واجبنا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق وهي مرحلة بناء أسس جديدة للدولة، دولة السلام مع شعبها وجيرانها ومحيطها، أن نتمسك بمبدأ أساس في هذا البلد وهو التنوع والتعددية، وهما مصدر قوتنا وتماسكنا». وتحدث صالح عن التهديدات التي تواجه المسيحيين في العراق قائلا: «نحن اليوم نواجه تحديا خطيرا يتمثل في تهديد المسيحيين في بغداد ونينوى وغيرها من مدن العراق، إن الإرهابيين الذين يستهدفون المسيحيين يعرفون جيدا أن ذلك يؤلم كل عراقي خير وشريف، ولكن ما لمسناه من العراقيين وتمسكهم بوحدتهم كان هو الرد على تلك المخططات المشبوهة، وعليه فأنا أرى أنه من واجب كل عراقي مخلص وشريف وبغض النظر عن انتمائه الديني والعرقي أن يدافع عن إخوانه من المكونات الأخرى، وأن نوحد الصفوف لحماية أهلنا المسيحيين، ومن هذا المنطلق جاءت دعوة السيد الرئيس مسعود بارزاني بفتح أبواب الإقليم أمام جميع الإخوة المسيحيين المعرضين للتهديدات الإرهابية، ونحن في حكومة الإقليم سنبذل كل ما بوسعنا من أجل توفير الحماية ومتطلبات الحياة والعيش الكريم للمقبلين منهم إلى أربيل والسليمانية ودهوك وغيرها من مناطق كردستان بالتعاون مع الحكومة الاتحادية، وقد شكلنا لجنة عليا برئاسة وزير الداخلية وممثل رئاسة الإقليم للعمل على توفير جميع وسائل الاستقبال والراحة لهؤلاء المقبلين إلينا، وأملنا أن تكون هذه الحالة مؤقتة ريثما تتحسن الأوضاع في بغداد ويعود كل منهم إلى ديارهم آمنين».

من ناحية ثانية، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في حكومة إقليم كردستان مريوان النقشبندي لـ«الشرق الأوسط» عن أن رئيس الوقف الشيعي الدكتور علي الخطيب طرح خلال المؤتمر مقترحا يقضي بأن تقوم وزارة الأوقاف في كردستان بتنظيم مؤتمر لرجال دين العراق بمختلف طوائفهم ومذاهبهم من أجل توحيد الكلمة. وأضاف: «وبما أننا في الوزارة نعتبر هذا المقترح يشمل موضوعا مهما وحساسا جدا يتعلق بحياة العراقيين، خاصة أن المسائل والخلافات السياسية بات من الممكن حلها بمحادثات أطرافها، لذلك نرى أن المهمة المقبلة هي توحيد صفوف علماء الدين ومواقفهم في ما يتعلق بمستقبل العراق، وعليه فإن الوزارة ترحب بهذا المقترح وستدرسه بالعمق، من أجل العمل على التحضير له في المستقبل القريب». كما أعلن النقشبندي أن الوزارة «تعمل حاليا على اتخاذ الإجراءات الضرورية استعدادا لعقد مؤتمر حول حقوق المرأة في الإسلام، في إطار سعيها لتوضيح موقف الشريعة الإسلامية من العنف الذي يستهدف النساء والذي وصل إلى مديات خطيرة داخل المجتمع الكردستاني، والذي يصاحبه تصاعد للاتهامات ضد علماء الدين بهذا الشأن».