العراقيون منشغلون بأداء منتخبهم في «خليجي 20» أكثر من مشاورات تشكيل الحكومة

يمزجون بين فرحتهم بتأهل فريقهم للدور الثاني وفوز برشلونة على ريال مدريد

مشجعو الكرة العراقيون يحتفلون بتأهل منتخبهم في «خليجي 20» الليلة قبل الماضية («الشرق الأوسط»)
TT

لم يتوقع «أبو مصطفى»، من أهالي مدينة الصدر شرق بغداد، أن ينتهي في السجن بتهمة محاولة قتل زوجته بسبب مباراة كرة القدم بين منتخبي العراق وعمان في بطولة «خليجي 20» ولكن هذا ما حصل له فعلا مساء أول من أمس.

إذ بينما كان أبو مصطفى يهم بمغادرة بيته لمتابعة المباراة في مقهى قريب من داره وهو عرف اعتاد عليه مشجعو المنتخب اعترضته زوجته فنشب بينهما شجار انتهى بضربه إياها بشدة ومن ثم خرج من البيت تنفيذا لرغبته، وهنا همت الزوجة بالاتصال بأهلها لإخبارهم، وكان رد فعلهم أن طلبوا منها بترك البيت والمجيء إليهم، لكن سوء حظها جعلها تخرج أثناء الإعلان عن نهاية المباراة وتأهل العراق للدور نصف النهائي وبدء الكرنفال المسلح كما هي العادة حيث تشتعل سماء بغداد بأضواء العيارات النارية التي أنهت إحداها حياة «أم مصطفى» لينتهي زوجها في السجن كـ«متهم أول».

وما إن انتهت المباراة حتى خرجت جموع الشباب العراقي في فرح عفوي معتاد بعد أي مباراة مهمة للمنتخب العراقي يهتفون وهم يستقلون السيارات وفي مسيرات راجلة ترافقهم أصوات العيارات النارية والتجمع في ساحات عامة لبدء احتفالات صاخبة إلى ساعات متأخرة من الليل. وبالنسبة للكثير من محبي الكرة في العراق أصبحت الفرحة فرحتين إثر فوز نادي برشلونة على ريال مدريد بخمسة أهداف مقابل لا شيء ضمن الدور الإسباني. فالشباب العراقي منقسم تقريبا إلى نصفين كل منهما يشجع أحد هذين الناديين وبتشدد لا يمكن وصفه، حتى وصل الأمر إلى تعليق أعلام النادي الفائز في عموم شوارع العاصمة، والأغرب من ذلك، لم يخل شارع من شوارعها من شجار نجم عن هذه النتيجة، بينما لجأ باعة في أسواق الجملة في الشورجة إلى إجراء تخفيضات في الأسعار تكريما لبرشلونة وهنا كان البيع بواسطة مكبرات الصوت «لعيون الأهداف الخمسة العالمية اليوم نبيع الحاجة بخمسمية»، أي بـ500 دينار.

وجاء إطلاق العيارات النارية رغم الحظر المفروض على ذلك. وقال المتحدث الرسمي باسم قيادة شرطة بغداد العقيد مشتاق طالب المحيمداوي لـ«الشرق الأوسط» إنه قبل أي مناسبة رياضية «تجتمع قيادة شرطة بغداد بضباط المراكز لتوجيههم أمنيا لمنع هكذا أعمال، ولدينا أوامر وتعليمات تمنع إطلاق العيارات النارية، كما وجهنا نداءات عممت على جميع مراكز الشرطة لأخذ الحيطة والحذر وإلقاء القبض على من يقوم بإطلاق العيارات، وفعلا تم جلب الكثير من المخالفين وستتم محاسبتهم وفق التعليمات المعمول بها».

وجاءت بطولة «خليجي 20» لتنسي العراقيين هموم تشكيل الحكومة. ويؤكد أبو ياسين، وهو صاحب مقهى وسط بغداد، أن مقهاه كان يشهد نقاشات حامية حول من سيتولى المناصب في الحكومة الجديدة «لكن الجميع ترك نقاش السياسية وما إن بدأت خليجي 20 حتى صار العراقي يتابع ما ستؤول إليه المباريات خصوصا تلك التي يكون فيها العراق طرفا». وفي مدينة البصرة جنوب العراق بين أحمد حسن (30 سنة)، موظف، أن «أغلب الذين أقابلهم يتحدثون عن مباريات كأس الخليج أكثر من أخبار تشكيل الحكومة العراقية». وفي مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، أشار غيث إبراهيم (35سنة)، طبيب، إلى أن أهالي المدينة «قد أصابهم الملل من متابعة أخبار تشكيل الحكومة لذا فإن أغلب المواطنين توجهوا إلى متابعة مباريات منتخب العراق خلال كأس الخليج عسى أن يجدوا ما يسليهم»، مضيفا أن «المقاهي وحتى البيوت تجدها تعيش حالة قلق أثناء متابعة المباريات وتسمع صراخ المشجعين حتى وأنت في نهاية الشارع جراء التفاعل مع معطيات المباراة».