جوبا: اتفقنا مع الخرطوم على شراكة في مجال النفط لأجل محدد بعد انفصال الجنوب

العاملون في شركات النفط يلوحون باستقالتهم «لدواعٍ أمنية»

TT

أعلن نائب رئيس حكومة جنوب السودان رياك مشار أن الجنوب والشمال اتفقا على الدخول في شراكة في مجال النفط لأجل محدد بعد الانفصال، في وقت تجمع فيه العشرات من العاملين بحقول النفط بمنطقة بانتيو (جنوب) وقرروا تقديم استقالاتهم وإيقاف عملية الإنتاج بسبب «تهديدات أمنية محتملة»، مع اقتراب إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب بعد نحو 40 يوما. في غضون ذلك كشفت الخرطوم عن زيادة إنتاج النفط المنتج بالشمال وتدشين نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه لزيادة جديدة من الإنتاج اليوم بجنوب كردفان.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن أزمة حادة اندلعت وسط مهندسين وعمال في حقول النفط بمنطقة بانتيو بولاية الوحدة، وقالت المصادر إن نحو 70 من العاملين هناك قرروا الدفع باستقالاتهم من العمل على خلفية إرهاصات عنف محتمل يتزامن مع عملية استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، وعبرت المصادر من قلقها من توقف عملية إنتاج النفط الذي تعتمد الحكومة المركزية في موازنتها العامة عليه بنسبة 70%، بينما يعتمد الجنوب بنسبة 98%؛ حيث ينتج النفط في الجنوب ويصدر عبر شمال السودان، وأدت التطورات إلى استعجال نائب رئيس حكومة جنوب السودان رياك مشار للتوجه إلى بانتيو وعقد لقاء مع العاملين في حقول النفط، وأرسل مشار تطمينات للعاملين وللشمال بالتأكيد أن الخرطوم وجوبا اتفقتا على «شراكة لأجل محدد فيما يتعلق بالنفط». وقال مشار: «إن الخرطوم وجوبا تعتمدان على النفط ولا بديل لنا سوى حمايته وحماية العاملين في حقوله، ولن نسمح بالمساس بهم». في الوقت الذي أكد فيه أن «كل الشماليين في الجنوب سيكونون في أمان حال انفصال الجنوب، ولن يتعرضوا لأي اعتداءات». وعلم أن إدارة شركة «النيل الكبرى» أخطرت ولايتي الوحدة وجنوب كردفان بالتطورات لبحث مسألة تأمين العاملين بحقول النفط في الفترة المقبلة، بينما وجه رياك مشار بتشكيل غرفة عمليات من أمن الشركة والشرطة والقوات المشتركة والجيش الشعبي لاحتواء التفلتات الأمنية المحتملة وحماية العاملين وآبار النفط داخل حدود الجنوب، في وقت شدد فيه وزير النفط بجنوب السودان لوال أشويل على أن تأمين الشركة والعاملين مسؤولية الحكومتين المركزية والولائية.

في غضون ذلك، كشفت وزارة النفط السودانية عن أن نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه سيقوم اليوم بعملية تدشين المرافق النفطية الجديدة بمربع 6 بولاية جنوب كردفان التي ستضيف 30 ألف برميل يوميا من النفط الخفيف، وقالت الوزارة في بيان صحافي: «إنه نتيجة لهذا الإنتاج سيرتفع حجم النفط المنتج من مربع 6 إلى 60 ألف برميل يوميا، وإن الإنتاج يمكن أن يصل في غضون سنوات قليلة إلى 100 ألف برميل يوميا». وأوضحت أن الإضافة الجديدة من حقل «جيك» الذي تم اكتشافه عام 2005 الذي يقع علي بعد 15 كيلومترا جنوب غرب مدينة الفولة في ولاية جنوب كردفان ينتج 15 ألف برميل يوميا، كما يتم إنتاج كميات إضافية من حقول «موقا» و«كي» والفولة الشمالي الشرقي واستخدامها للوصول إلى الكميات المستهدفة، وتعمل في المربع شركة «بترو إنرجي» وهي شراكة بين شركتي «النفط الوطنية الصينية» و«سودابت السودانية».

إلى ذلك، عبر مركز كارتر عن قلقه ومخاوفه تجاه ضعف وفتور عمليات التسجيل للاستفتاء بشمال السودان وجنوبه، وعقد فريق من المركز الذي يشارك في عملية مراقبة استفتاء جنوب السودان اجتماعا مع قيادات من المؤتمر الوطني الحاكم بولاية الخرطوم بحث خروقات ارتكبت في عملية تسجيل الناخبين الجنوبيين. وعبر المؤتمر الوطني في اللقاء عن أمله في أن يتسم أداء مركز كارتر في مراقبة عملية التسجيل بالحياد والواقعية ونقل الوطني لمركز كارتر تحفظاته على عملية ترحيل الجنوبيين من الشمال، واعتبر ذلك محاولة من الحركة الشعبية للسيطرة على الناخبين الجنوبيين تحت سيطرتها.