كيري في الدوحة: أمير قطر يؤكد أن حماس ستقبل حدود 1967 من دون إعلان حتى لا تفقد شعبيتها

شدد على أهمية الجولان لسورية وأنها مفتاح الحل الدائم

TT

بين الوثائق المسربة عن موقع «ويكيليكس» التي أوردتها صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس وثيقة عن لقاء بين السيناتور جون كيري وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حضره السفير الأميركي والدكتور جوناه بلانك من لجنة العلاقات الخارجية، وفيه حث أمير قطر على بذل واشنطن الجهود للوصول إلى سلام دائم، كما شدد على ضرورة تواصل واشنطن مع سورية وأشار في بداية الجلسة للوفد الأميركي إلى أن المقاعد الوثيرة التي يجلسون علها صُنعت في سورية.

وتناول اللقاء الكثير من القضايا الشائكة التي دارت في أغلبها حول قضية السلام الإسرائيلية الفلسطينية؛ حيث طلب الأمير من السيناتور جون كيري ضرورة بذل الولايات المتحدة قصارى جهدها لإيجاد حل دائم للنزاع العربي – الإسرائيلي. وأشار إلى أن أفضل السبل تكمن في التواصل مع سورية، مشددا في الوقت ذاته على أن إيران لا يمكن الوثوق بها.

وقال أمير قطر: إن حماس ستقبل حدود 1967 مع إسرائيل، لكنها لن تعلن ذلك حتى لا تفقد الدعم الشعبي الفلسطيني. وأكد أن هدف مصر يتمثل في البقاء كشريك أساسي في اللعبة والحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة الذي يتمحور حول التوسط في السلام الإقليمي ما دام ذلك بالإمكان.

وردا على ما قاله كيري من أنه أجرى محادثات جيدة مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق قبل أشهر، قال الأمير إن الرئيس الأسد يرغب في إحداث تغيير كبير، لكن مقتل الرئيس الحريري وتوجيه الاتهامات إلى دمشق بالضلوع في الحادث أحدثا بعض «التعقيدات» بالنسبة له، مشيرا إلى أنه «لا يزال صغيرا بعدُ ويمكن أن ينضج».

وحذر الأمير من أن السوريين لن يقبلوا بكل المقترحات الأميركية، مشددا على أنه لطالما تواصل الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان وأن عودة هذه الأرض أمر بالغ الأهمية بالنسبة لدمشق. وأوضح الأمير أن السوريين يفقدون الثقة في الولايات المتحدة وأن الإسرائيليين لديهم اليد العليا الآن في المنطقة نتيجة لدعم الولايات المتحدة، وأن القادة الإسرائيليين بحاجة لأن يمثلوا شعب إسرائيل الذين لا يثقون في العرب أيضا. وقال الأمير إن هذا مقبول ولا يمكننا لومهم؛ لأن الإسرائيليين تعرضوا للتهديد لفترة طويلة.

وحول الدعم السوري لحزب الله رد كيري بأن على الرئيس بشار الأسد إذا كان راغبا في السلام والتنمية الاقتصادية لبلاده أن يكون رجل دولة، وهو ما يعني أن يساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي في التواصل معه.

لكن الأمير طالب الولايات المتحدة بالعمل على حل قضية مرتفعات الجولان أولا منوها بأن السوريين مختلفون من ناحية التفكير عن الإيرانيين، وأن السوريين تحولوا إلى إيران طلبا للدعم؛ لأنهم لم يجدوا ملجأ سواها. وأن الوقت هو الأنسب للحوار مع سورية.

وحول مساعدة قطر للولايات المتحدة في التعامل مع المتشددين الداعمين للعنف في الأراضي الفلسطينية، قال الأمير: إن الإجابة المختصرة عن ذلك هي المسار السوري، وهو ما يعني حث إسرائيل على إعادة الجولان إلى سورية، فعودة الجولان لا تمثل أهمية لسورية فحسب، بل لحزب الله وإيران أيضا.. فالسوريون قادرون على مساعدة خالد مشعل، المقيم في دمشق، والآخرين على القيام بخيارات صعبة في حال أظهرت الولايات المتحدة لسورية استعدادها للتعامل مع مشكلة الجولان.

وعلى صعيد الدور المصري قال الأمير إن هدف المصريين البقاء في اللعبة والحفاظ على العلاقة مع الولايات المتحدة التي تتمحور حول الوساطة في عملية السلام، قدر الإمكان، مشيرا إلى أنه يعلم أن حماس وفتح اتفقتا على مذكرة التفاهم، لكن مصر أرادت تغييرها، وأنه يشعر بأنه يعلم أن العاصمة (القاهرة) مصدر التقارير بأن غزة تخضع لضغوط.

وقال: «الجميع يعلمون أن مصر لديها مشكلة مع الإخوان المسلمين. هذا صحيح، ونحن نعي ذلك، لكن لا ينبغي لمصر أن تتوقع من العالم الخارجي اتخاذ إجراءات من شأنها أن تساعدها داخليا».

وأكد الأمير أن التقارب بين قطر وحماس لا يعني مشاركتها الآيديولوجية نفسها أو موافقتها على نهجها، لكنها توسطت من قبل بناء على طلب أميركي، خاصة عندما حثت حماس بناء على طلب من الإدارة السابقة للمشاركة في الانتخابات الفلسطينية.

وحول آلية اتخاذ القرار بين قادة حماس في غزة ودمشق، أشار الأمير إلى أن الاعتقاد أن مشعل يجلس في دمشق والآخرين يحصلون على الأوامر منه، اعتقاد خاطئ؛ لأن هناك الكثير من الأطراف تدخل في عملية اتخاذ القرار في غزة، ويختلفون حول السياسة، لكن الخلاصة أنهم يرغبون في عودة الحق للفلسطينيين من الإسرائيليين.

وحسب الوثيقة خلال الحديث عن الشأن الإيراني، أكد الأمير أن النظام الإيراني قوي؛ لأن الرئيس محمود أحمدي نجاد غير فاسد، وأن هذا «هو سر نجاحه»، وخاتمي ليس فاسدا لكنه في موقف ضعيف؛ لأنه إصلاحي. أما رفسنجاني فعلى العكس من ذلك.

وردا على ما قاله كيري بشأن فشل المساعي الأميركية التي لم تلق استجابة من الطرف الإيراني في الوقت الذي التقى فيه آية الله خامنئي رئيس الوزراء الروسي بوتين، وأن على الولايات المتحدة أن تسعى للحوار معه، رد الأمير بأن كيري صائب فيما ذهب إليه وأن الولايات المتحدة بحاجة إلى الحديث بصورة مباشرة مع المسؤولين الإيرانيين.

من ناحية أخرى، عبر كيري عن خشيته من اعتقاد إيران أنها تتعامل مع الولايات المتحدة التي تفكر بمنطق عام 1953 التي حاولت الإطاحة بالحكومة الإيرانية، وهو ما رد الأمير عليه بالقول إن الإيرانيين لا يمكن لومهم في اتخاذ مثل هذا الموقف.

وبشأن الطموحات الإيرانية قال الأمير: إن إيران تريد أن تصبح «قوة عظمى» ولكن من أي نوع؟ وذكر كيري بأن الولايات المتحدة يجب ألا تنسى أن الإيرانيين فرس وأنها بحاجة إلى التقارب معهم من هذا المنطلق.

وشدد كيري على ضرورة إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية، منوها بأن الطموحات النووية الإيرانية يمكن أن تثير سباق تسلح في المنطقة. وأكد أن الكثير من قادة الدولة طالبوا بالحصول على الأسلحة النووية في حال وصول إيران إليها. لكن الأمير رد بأنه لا يصدق أنهم جادون في ذلك وأنهم يقولون ذلك لمجرد زيادة الضغوط على إيران.

واختتم الأمير الاجتماع بالقول: إنه نتيجة لـ30 عاما من التعامل مع الإيرانيين، سيقولون لك 100 كلمة، لكن لا تصدق سوى كلمة واحدة مما قالوا.