وزير إماراتي: التسريبات طالت قاعدة أساسية في الدبلوماسية.. هي السرية

السعودية: سياستنا واضحة ومعروفة ولا علاقة لنا بوثائق «ويكيليكس»

أنور قرقاش (أ.ف.ب)
TT

في ثاني رد فعل خليجي على ما نشره موقع «ويكيليكس» الأميركي من وثائق سرية، بعد الموقف السعودي الذي قال إنه غير معني بهذه الوثائق، اعتبرت الإمارات العربية المتحدة التي تناول التقرير قلقها من إيران، أن بعض ما تضمنته تسريبات الموقع أخرج من سياقه الطبيعي، وأنه يمثل وجهة نظر أميركية. واعتبر مسؤول إماراتي رفيع أن هذه التسريبات «طالت قاعدة أساسية في العلاقات الدبلوماسية، هي قضية السرية».

وقال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أمس: إن تسريبات موقع «ويكيليكس» تمثل «وجهة نظر أميركية وإن بعض ما تضمنته أخرج من سياقه الطبيعي»، رافضا التعليق عليها.

وقال قرقاش، على هامش مؤتمر دولي للاستثمار في أفغانستان عُقد في دبي: «لا أعتقد أن هناك مجالا ليكون عندنا تعليق معين على أي من هذه التسريبات التي تمت، ولا أعتقد أن دورنا نحن أن نعلق على حوارات جرت». وبحسب قرقاش فإن هذه التسريبات «طالت دول العالم كلها وهي أساسا تعبر عن وجهة نظر أميركية.. وبلا شك أن هذه التسريبات طالت قاعدة أساسية في العلاقات الدبلوماسية، هي قضية السرية»، معتبرا أن «الكثير من الإشارات التي تمت إشارات أخذت أحيانا خارج سياقها الطبيعي ولم تراع مثلا الأحداث المحيطة بمقابلات معينة»، مشيرا إلى أنه «بطبيعة الحال مثل هذه اللقاءات تتناول القضايا المهمة، وهي قضايا على بال صانع القرار في دول العالم» في إشارة إلى لقاءات تتناول مضمونها الوثائق الدبلوماسية السرية التي نشرها «ويكيليكس».

وصرح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أمس أن المملكة العربية السعودية ليس لديها أي علاقة بوثائق «ويكيليكس». وجاء تصريح المصدر ردا على الاستفسارات عن الموقف حيال ما تضمنته الوثائق المنشورة على موقع «ويكيليكس». وقال إنه «ليس للمملكة أي علاقة بهذه الوثائق أو أي دور في صياغتها، كما أنها لا تعلم مدى صحتها وموثوقيتها. ولذلك، فإن المملكة لن تعلق عليها»، وأضاف: «عموما، إن سياسة المملكة ومواقفها واضحة ومعروفة».

ويرى رياض قهوجي، المحلل السياسي ومدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، أن ما يدور في الجلسات المغلقة يكون في أطر مختلفة في كثير من الأحيان «ويمكنك أن تلاحظ أن التسريبات التي رأيناها هي إما أن شخصا ينقل ما سمع وإما أن أحدا ما قال له».

يضيف قهوجي في إطار تقليله من دقة التسريبات أن ما لاحظه من خلال متابعة تسريبات «ويكيليكس» أن التسريبات عبارة عن جملة محدودة وكأنها مقتطعة من سياقها، كما أن سياق الحديث غير واضح، متسائلا: «هل يمكن أن تأخذ هذه الوثائق وتستخدم كمرجع تاريخي، خاصة أنه يمكن وصف هذه التسريبات بغير المكتملة ولا يعرف طبيعة اللقاء أو الحوار الذي على أساسه صدرت التصريحات التي تحتويها».

ووفقا للخبير العسكري «في السياسة غالبية السياسيين في العالم، إن لم نقل كلهم، تصريحاتهم العلنية تختلف عن تصريحاتهم الخاصة، وأنا التقيت مسؤولين أميركيين كثيرين قالوا إن موقفهم مع إسرائيل خاطئ، لكنهم لا يستطيعون أن يقولوا هذا الكلام في العلن»، وهو ما يراه قهوجي شبيها بالوضع العربي والخليجي تحديدا تجاه إيران وملفات أخرى.

أما أهمية الوثائق برأي قهوجي فأنها ترينا إلى حد ما كم هي الدبلوماسية الأميركية عاجزة وأنها قوة عالمية في انحدار من خلال حجم تهويل الخطر الإيراني «ولو كانت التسريبات صحيحة فإيران تحولت إلى قوة عظمى يصعب التعامل معها». وفيما إذا كانت هذه التسريبات للموقع الأميركي قد تكون سببا في زيادة توتير الأجواء يقول قهوجي: «نحن نعيش في مجتمع مليء بنظرية المؤامرة، أسأل: هل يمكن أن يكون تسريب الوثائق جزءا من مؤامرة لزيادة الشرخ بين الدول العربية وإيران لتهيئة المنطقة لحرب مقبلة؟ لِمَ لا؟».