فتح وحماس تريان في تقرير «ويكيليكس» دليلا على صدقيتهما

أشعل حربا كلامية بين الحركتين

TT

أشعلت تقارير «ويكيليكس» الجدل فلسطينيا، وخصوصا بين حركتي فتح وحماس، اللتين استغلتا التقرير في إظهار صدق كل منهما في ما يخص الموقف من الحرب على غزة والمصالحة الفلسطينية، ومهاجمة الآخر.

وكان موقع «ويكيليكس» قال في وثائقه التي نشرها يوم الأحد الماضي، إن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أجرى اتصالات مع مصر والسلطة قبل شن الحرب على غزة، وسألهما إن كانا على استعداد للسيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة حماس، فرفضتا ذلك، كما أشار إلى الفيتو الأميركي على المصالحة.

واعتبرت فتح أن ذلك يدل على صدقيتها. وقال الناطق باسمها أحمد عساف، إن حركته «كانت الأسبق من تقرير (ويكيليكس) عندما أعلنت عن وجود فيتو خارجي على المصالحة الفلسطينية قبل أن يكشف ذلك التقرير بأكثر من عام، وعلى الرغم من ذلك وقعت على وثيقة المصالحة». وأضاف: «ومن يخضع للفيتو وغيره هو من لم يوقع عليها حتى اللحظة». وأضاف عساف: «نهجنا في فتح يقوم على الصدق في التعامل مع أبناء شعبنا في كافة القضايا، ونتحدث بخطاب واحد واضح صادق، لأننا متصالحون مع أنفسنا ولا يوجد في مواقفنا أو أفعالنا ما نخفيه أو نخجل منه لأننا نعبر عن إرادة شعبنا وطموحه»، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية وفتح «لم تدخرا جهدا مع كافة الأطراف الدولية والعربية من أجل منع العدوان الهمجي على أهلنا في القطاع. وحاولنا مع قيادة حماس السيطرة على غزة بالقوة المسلحة من أجل القيام بخطوات تمنع عن شعبنا الويلات. وعندما رفضت التجاوب طلبت القيادة من الجامعة العربية التدخل لدى قيادة حماس التي رفضت كل هذه المحاولات، لأن لها هدفا مشبوها سعت لتحقيقه ولو على حساب المشروع الوطني ودماء أبناء شعبنا.. وهو فتح معبر رفح لتكريس إمارة حماس وتشويه موقف مصر والإساءة إليها ومحاولة تحجيم دورها لصالح إيران».

واستهجن عساف «إمعان حماس في سياسة تزوير الحقائق ومحاولاتها الدائمة لتشويه المواقف الوطنية المشرفة لفتح التي أصبحت على ما يبدو العدو الوحيد لها، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف الجبهة الداخلية وتحويل معاركنا مع الاحتلال إلى معارك داخلية»، مطالبا قيادة حماس وإعلامها بـ«تحري الصدق، لأن الصدق ينجي صاحبه ولأن حبل الكذب قصير». وكان عساف يرد على اتهامات سابقة من حماس لفتح والقيادة الفلسطينية بالتورط في حرب غزة. وقالت حماس إن «كل من شارك الاحتلال في العدوان على غزة بأي وسيلة كانت سيلقى حسابه»، معتبرة أن تقارير «(ويكيليكس) المتعلقة بمعرفة فتح بوجود عدوان على القطاع ليست أمرا جديدا».

وقال القيادي في حماس صلاح البردويل، «نحن لم نستبعد قبل ذلك أن تكون فتح والسلطة ساهمتا بشكل أو بآخر في هذه الحرب لأهداف سياسية وهو إسقاط حماس واستعادة زمام الأمور». وأضاف: «العدو الصهيوني لا يستأذن لا من فتح ولا من غيرها لخوض حرب على غزة، ولكنه يستأنس، إذا أراد أن يخوض حربا.. بالآراء من حوله. لكن في النهاية إذا رأى أن مصلحته في أن يضرب غزة فهو لا ينتظر فتح إنما يخوض هذه المعركة».