أوباما يجتمع مع قادة الحزبين في بلده لبحث ملفات مهمة.. أبرزها إنقاذ «ستارت»

ميدفيديف يهدد الغرب بسباق للتسلح إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن الدرع الصاروخية

TT

كان مقررا أن يجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض أمس مع كبار المسؤولين من الحزبين الرئيسيين في البلاد، لإجراء محادثات حول عدة ملفات مهمة؛ أبرزها محاولة إنقاذ الاتفاقية الموقعة مع روسيا حول خفض الأسلحة النووية «ستارت». جاء هذا في حين هدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الدول الغربية ببدء سباق جديد للتسلح إذا تعذر التوصل إلى اتفاق على إنشاء منظومة مشتركة مضادة للصواريخ مع حلف شمال الأطلسي.

وقال أوباما عشية لقائه مع كبار المسؤولين الديمقراطيين والجمهوريين: «نحن نواجه تحديات تتطلب تعاونا بين الديمقراطيين والجمهوريين والمستقلين»، مضيفا: «لا يمكننا تحمل العودة مجددا إلى العقائد القديمة». وبعد أربعة أسابيع من هزيمة الديمقراطيين، استقبل الرئيس القادة الجمهوريين في البيت الأبيض في قمة قد تؤدي إلى تهيئة الأجواء لمعارك سياسية استعدادا لترشحه لولاية رئاسية ثانية في 2012.

ويبدو أن معاهدة «ستارت» لا تزال تتعثر منذ أن أبدى الجمهوريون وفي مقدمهم المسؤول الثاني في الأقلية جون كيل، تحفظاتهم على المصادقة عليها بسبب انعدام الضمانات في رأيهم حول تحديث الترسانة النووية الأميركية. ومجلس الشيوخ المؤلف من مائة مقعد يضم حاليا 56 ديمقراطيا ومستقلين اثنين يصوتان معهم. وتتطلب المصادقة على الاتفاقية 67 صوتا. ويشغل الجمهوريون 42 مقعدا حاليا لكن العدد سيرتفع إلى 47 حين يبدأ الكونغرس الجديد فترته الشهر المقبل. وعشية اللقاء قال أوباما الذي كان صعد ضغوطه من أجل المصادقة على اتفاقية خفض الأسلحة النووية، إن الاتفاقية «أساسية من أجل أمننا وسلامتنا».

وكان مفترضا أن يتطرق اللقاء الذي يستغرق ساعة واحدة من دون جدول أعمال محدد، إلى ملفات أخرى مهمة. واعتبر مسبقا أن اللقاء يشكل فرصة لوضع التنافس الحزبي جانبا والتعاون في أهداف كبرى مثل معالجة مسألة البطالة التي تسجل معدلات مرتفعة في الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأميركي: «آمل أن يشكل الاجتماع خطوة أولى نحو علاقة عمل جديدة ومثمرة (مع الجمهوريين) لأنه لدينا الآن مسؤولية مشتركة». وأكد أنه سيستمع إلى أفكار زملائه الجمهوريين والديمقراطيين حول سبل مواصلة النمو الاقتصادي وإيجاد وظائف.

وفي شأن ذي صلة بملف الدفاع، هدد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس البلدان الغربية، وضمنها أميركا، ببدء سباق جديد للتسلح إذا تعذر التوصل إلى اتفاق على إنشاء منظومة مشتركة مضادة للصواريخ مع حلف شمال الأطلسي. وقال ميدفيديف في خطاب إلى الأمة: «لدينا بديل في السنوات العشر المقبلة؛ إما أن نتفق على الدفاع المضاد للصواريخ وننشئ آلية تعاون فعلية، وإما إذا لم نتوصل إلى اتفاق بناء، ستكون هناك دوامة جديدة من سباق التسلح». وأضاف: «يتعين علينا إذا فشلنا، أن نتخذ قرارا حول نشر قوات ضاربة جديدة».

وفي قمة لشبونة التي عقدت في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قررت روسيا والحلف الأطلسي تعميق تعاونهما على صعيد الدفاع المضاد للصواريخ، لكن الرئيس الروسي حذر آنذاك من أن روسيا لن تعطي ردا إيجابيا حول إنشاء درع في أوروبا إلا إذا اشتركت فيه اشتراكا كاملا. وأوضح ميدفيديف أمس أن اقتراحه الذي قدمه في لشبونة يتضمن توحيد «القدرات الروسية وقدرات الحلف لحماية كل الدول الأوروبية من ضربات صاروخية».

وكتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» في أواخر نوفمبر، نقلا عن مشاركين في القمة، أن الرئيس الروسي قدم اقتراحا في اجتماع مغلق خلال تبادل للآراء مع القادة الثمانية والعشرين للحلف الأطلسي. وبموجب هذا الاقتراح الذي وصف بأنه «دفاع مضاد للصواريخ في منطقة محددة»، تتولى روسيا مسؤولية التصدي لكل صاروخ يطلق على أوروبا ويعبر أراضيها أو المنطقة التي تقع على عاتقها. وتقوم بلدان حلف شمال الأطلسي بالخطوة نفسها حيال كل صاروخ يطلق على روسيا. ورفض قادة الحلف الأطلسي بلباقة هذا الاقتراح من خلال إحالته إلى خبرائهم لدرسه، كما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال».