وثائق جديدة على «ويكيليكس» وهجمات إلكترونية عليه

الإكوادور تعرض المأوى لمؤسسه

TT

صباح جديد في واشنطن أتى مع نشر وثائق جديدة مسربة من وزارة الخارجية الأميركية أمس. وبعد أن تعهد موقع «ويكيليكس» بمواصلة نشر وثائق أميركية سرية، وصل عدد البرقيات الأميركية المسربة المنشورة على الموقع إلى 294 وثيقة من أكثر من 251 ألف وثيقة ينوي الموقع نشرها. وبينما حصل عدد من الصحف المتعاونة مع «ويكيليكس» على كل الوثائق مسبقا، فإن نشر الوثائق نفسها سيستمر تدريجيا على الموقع خلال الأشهر المقبلة، مما يعني إحراجا متواصلا للولايات المتحدة. ولكن تعرض موقع «ويكيليكس» لعدد من «الهجمات» الإلكترونية أمس، مما بطأ عملية نشر الوثائق، وينذر بإمكانية شل الموقع مستقبلا في حال نجحت تلك الهجمات.

وقال القائمون على «ويكيليكس» في صفحتهم على موقع «تويتر» أمس إنهم تعرضوا لهجوم يهدف إلى منع المتصفحين من الوصول إلى الموقع الإلكتروني. وتعرض الموقع أمس لعدد من الهجمات المعروفة بـ«دي دي أو إس» لمنع الوصول إلى الموقع. وجاء على صفحة «ويكيليكس» أمس: «هجمات (دي دي أو إس) تفوق الـ10 غيغابايت في الثانية»، وكان الموقع قد تعرض لهجوم مماثل يوم الأحد الماضي ولكنه لم يمنع الموقع من مواصلة عمله. وهناك جهات في الحكومة الأميركية بحثت إمكانية تعطيل الموقع، إلا أن الموقف الرسمي الأميركي يرفض ضلوع الإدارة الأميركية مباشرة في هذه الهجمات.

وجاء على موقع «ويكيليكس» في صفحته الرئيسية أن «برقيات السفارات (الأميركية) ستنشر على مراحل خلال الأشهر القليلة المقبلة»، موضحا أن «مواضيع هذه البرقيات في غاية الأهمية ومنتشرة في مناطق مختلفة من العالم، يوجب ذلك من أجل إعطاء الوثائق حقها».

وبينما كان تركيز الوثائق بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن غالبية الوثائق متعلقة بالحرب على العراق وتبعاتها، نشرت برقيات مثيرة للجدل حول الصين أمس. ودفع ذلك بكين إلى منع موقع «ويكيليكس» وعدم السماح للمستخدمين في الصين من الوصول إليه، معلنة حرصها على العلاقات الصينية - الأميركية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، أمس إن «الصين علمت بالتقارير الحكومية وتأمل في أن تعالج الولايات المتحدة الأمر». ويذكر أنه منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عطل موقع «ويكيليكس» آلية تقديم وثائق مسربة جديدة له. ووضعت رسالة إلى صفحة الموقع الخاصة بتقديم وثائق سرية بطريقة آمنة تفيد بأن كمية الوثائق لدى «ويكيليكس» في المرحلة الحالية لا تسمح باستقبال وثائق جديدة.

وبينما يهدد أسانج بنشر المزيد من الوثائق الحكومية، والآن الوثائق من القطاع الخاص، تزداد الدول المناهضة له. فقد أصدرت السويد مذكرة اعتقال في حقه بتهم متعلقة بالتحرش الجنسي، نددت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وغيرها من دول بأفعاله، إلا أن الأكوادور فاجأت دولا عدة مساء أول من أمس، بإعلانها استعدادها لتقديم إقامة دائمة لأسانج، واستضافته. ويقيم أسانج في لندن حاليا، بينما توزع أعمال «ويكيليكس» في دول عدة، إذ تتسلم التبرعات بمصارف في آيسلندا وألمانيا وعبر حساب مصرفي سويسري. وقال نائب وزير الخارجية الأكوادوري كينتو لوكاس: «نحن على استعداد لمنحه حق الإقامة في الأكوادور، من دون مشكلات أو شروط». وأضاف نائب الوزير على موقع «أكواردوانميدياتو»: «سندعوه للمجيء إلى الأكوادور كي يقدم المعلومات التي يملكها بحرية، وليس فقط على الإنترنت، بل في منتديات عامة عدة». ولم يرد أسانج على هذا العرض بعد، ولكنه قد يلجأ إليه في حال قررت المملكة المتحدة تسليمه للسويد التي تطالب به. ومن اللافت أنه حتى الآن لم توجه الولايات المتحدة أي تهم ضد أسانج، لكنها بدأت تحقيقا رسميا يقوده مكتب المباحث الفيدرالية (إف بي أي) لمعرفة كيفية تسريب تلك الوثائق. وقد وجهت تهم تسريب وثائق «البنتاغون» للجندي برادلي ماننغ المعتقل في سجن انفرادي في الولايات المتحدة.