نشر موقع «ويكيليكس» المثير للجدل وثائق تضمنت معلومات عن الجيش الموريتاني، والجماعات القريبة من تنظيم القاعدة، إضافة إلى الجماعات الإسلامية ضمنها جماعة «الدعوة والتبليغ»، التي تعتبر أكثر الجماعات حضورا في موريتانيا.
وتضمنت إحدى الوثائق معلومات دقيقة عن الخطط العسكرية والسياسات الدفاعية التي يعتمدها الجيش الموريتاني، وهي معلومات ذكر الموقع أن السفارة الأميركية في نواكشوط زودت بها واشنطن، كما ألقت الوثائق المنشورة الضوء على قضايا أمنية واقتصادية واجتماعية في بعض الدول الأفريقية، ضمنها موريتانيا ومالي والنيجر.
وأبدى مراقبون استغرابهم من اهتمام السفارة الأميركية بجماعة «الدعوة والتبليغ»، التي تعتمد في سياستها، منذ بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي، على الأنشطة السلمية، وذلك من خلال إلقاء محاضرات في المساجد، وحظر التدخل في الشأن السياسي على المنتسبين إليها، مما أكسبها قبولا شعبيا واسعا، إلى جانب انعدام التوتر بينها وبين الحكم القائم.
وقال محمد المصطفى ولد بدر الدين، نائب رئيس حزب اتحاد قوى التقدم المعارض، والنائب في البرلمان الموريتاني، لـ«الشرق الأوسط»: «إن ما نشره موقع (ويكيليكس) من اهتمام أميركي بمنطقة الساحل عموما، وموريتانيا خصوصا، يمكن أن نربطه بتصريحات السفيرة الأميركية الجديدة في نواكشوط، التي أشادت مؤخرا بجهود موريتانيا في مكافحة الإرهاب».
وزاد ولد بدر الدين قائلا «ربما تكون السفارة الأميركية في موريتانيا قد استطاعت بالفعل جمع ما طلب منها من معلومات استخباراتية»، مضيفا أنه من المنطقي أن تكون الإشادة الأميركية بدور موريتانيا هي الأخرى «عائدة إلى دخول الجيش الموريتاني الحرب منفردا ضد (القاعدة)، وهو ما نبهنا إلى خطورته أكثر من مرة».