أردوغان يطالب واشنطن بمعاقبة دبلوماسييها الذين كتبوا برقيات عن حسابات له في سويسرا

لمح إلى اللجوء للقضاء.. وبرقيات تتحدث عن نفوذ الإسلاميين

رجب طيب أردوغان
TT

رد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعنف، أمس، على ما ورد في وثائق أميركية سربها موقع «ويكيليكس»، عن أنه يملك حسابات سرية في سويسرا. ودعا إلى معاقبة الدبلوماسيين الأميركيين الذين قال إنهم روجوا لأكاذيب وإشاعات في برقياتهم إلى وزاراتهم.

وجاء رد أردوغان على برقية سرية للسفير الأميركي بتاريخ 30 ديسمبر (كانون الأول) 2004 يقيم فيها السنة الثانية لأردوغان في السلطة، ويقول فيها إنه سمع من مصدرين أن أردوغان لديه 8 حسابات في بنوك سرية، وحسب السفير فإن التفسير لذلك أن ثروته جاءت من هدايا قدمت لحفل زواج ابنه، كما أن رجال أعمال أتراكا يدفعون مصروفات تعليم أربعة من أبنائه في الولايات المتحدة.

وفي تصريحات تلفزيونية أمس حسب «أسوشييتد برس» قال أردوغان إنه مستعد للاستقالة لو أثبتت المعارضة أنه وضع أي أموال في بنوك سويسرية.

وقال أردوغان إن هؤلاء الدبلوماسيين يجب أن يحاسبوا لترويجهم أكاذيب وذلك بعد أن دعت المعارضة التركية رئيس الوزراء إلى توضيح قضية الحسابات. وتقول برقية أخرى مسربة إلى موقع «ويكيليكس» إن أقارب لأردوغان يستفيدون من الصفقات التجارية مع إيران.

وقال أردوغان أمس إنه قد يلجا إلى مقاضاة الدبلوماسيين الذي كتبوا البرقيات، مشيرا إلى أن «الولايات المتحدة اعتذرت، لكن ذلك ليس كافيا».

وحسب وكالة الأنباء الألمانية ترسم البرقيات التي كانت بعث بها السفارة الأميركية في أنقرة، والتي نشرها موقع «ويكيليكس» على الإنترنت، فإن صورة تركيا توضح النفوذ المتزايد للمستشارين وخبراء الاقتصاد الإسلاميين. ووفقا لهذه البرقيات، يستقي أردوغان معلوماته من الصحافة، ذات الصبغة الإسلامية.

وتقول البرقيات إن رئيس الوزراء التركي يعتمد على «الكاريزما والغريزة والمعلومات المصفاة لمساعديه الذين يستخلصون نظريات المؤامرات من الإنترنت أو الذين لديهم أوهام عن خيالات عثمانية إسلامية جديدة».

وذكرت وسائل الإعلام التركية أول من أمس أن وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، الذي رأى مستشار حكومي أميركي أنه يشكل خطورة بسبب نفوذه الإسلامي على أردوغان، تلقى اعتذارا في واشنطن من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

ومن الناحية الرسمية، ترفض أنقرة هذه التسريبات، وقد شكلت وزارة الخارجية التركية لجنة لتقييم العدد المتزايد من البرقيات الأميركية التي تم تسريبها بين أنقرة وواشنطن. وكتبت صحيفة «راديكال» التركية اليسارية الليبرالية تقول «الإمبراطور لا يرتدي ملابس»، مع رسم كاريكاتيري للعم سام وهو عار ويشير بإصبع واحدة، في لإشارة إلى عبارته النمطية التي تقول «العم سام يريدك»، ويغطي جسده العاري بيده الأخرى.

وتصف الصحف التركية المتورطة في تسريب الوثائق بأنه كزلزال. وتوصف أردوغان بأنه لا يثق في أحد سوى الذين يعملون معه، غير أنه يتمسك بالعدل.

لن تسبب مثل هذه التصريحات ضررا سياسيا لأردوغان على المستوى المحلي. وذكرت صحيفة «راديكال» أنه إذا لم يخرج شيء مروع للنور، فإنه ربما تتحول هذه التسريبات إلى «أفضل هبة للانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل».