محافظ بنك إنجلترا المركزي انتقد «قلة خبرة» كاميرون ووزيره للخزانة

دعوات لكينغ بالتنحي بعد تسريب ملاحظاته بحجة تخليه عن مبدأ «عدم الانحياز السياسي»

ميرفين كينغ
TT

أبدى محافظ البنك المركزي في بريطانيا قلقا كبيرا إزاء ما اعتبره «قلة خبرة» من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ووزيره للخزانة جورج أوزبورن، حسبما جاء في وثيقة دبلوماسية أميركية جرى تسريبها ونشرها موقع «ويكيليكس». وأظهر محافظ بنك إنجلترا المركزي ميرفين كينغ، شكوكه حول قدرات كاميرون وأوزبورن خلال الأشهر التي سبقت توليهما السلطة إثر الانتخابات العامة التي جرت في مايو (أيار) الماضي.

وتثير الوثيقة أسئلة حول أهلية الرجلين اللذين يخوضان الآن أكبر برنامج لخفض العجز في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية. ومثل المحافظين السابقين لبنك إنجلترا، فإن من المفترض أن تجد ملاحظات كينغ صدى في أوساط الاقتصاديين والمستثمرين.

وفي محادثة جرت في 16 فبراير (شباط) الماضي، مع السفير الأميركي في لندن لويس سوزمان، عبر كينغ عن «قلق كبير حول افتقاد قادة المحافظين الخبرة». ورأى أن زعيم الحزب ديفيد كاميرون و(وزيره للخزانة) جورج أوزبورن «لا يدركان بشكل كامل الضغوط التي سيواجهانها من مختلف المجموعات عندما يحاولان خفض النفقات»، حسبما جاء في الوثيقة. وتحت عنوان «المحافظون ليسوا مستعدين»، ذهبت الوثيقة الدبلوماسية إلى وصف أفكار كينغ عن حزب المحافظين؛ إذ قال إن الحزب يعاني «قلة العمق». ونقلت الوثيقة أيضا عن كينغ قوله: «كاميرون وأوزبورن لديهما عدد قليل من المستشارين».

وتعتبر الوثيقة محرجة لكينغ، الذي يفترض أن تكون مهامه محصورة في تحديد معدل الفائدة وليس لعب أي دور سياسي. كان بنك إنجلترا المركزي قد صار مستقلا عن سيطرة الحكومة في عام 1997. وكينغ الذي خدم لفترة طويلة في البنك المركزي، اختير رئيسا لفترة ثانية من 5 سنوات من قبل رئيس الوزراء العمالي السابق غوردن براون عام 2008. وتنحى براون ومعه حزب العمال عن السلطة إثر انتخابات مايو الأخيرة.

وقال ديفيد بلانشفلاور، وهو عضو سابق بارز في لجنة السياسات المالية لبنك إنجلترا المركزي: إن كينغ «ارتكب خطيئة غير قابلة للاغتفار بتعريضه استقلالية البنك المركزي» للاهتزاز. وأضاف بلانشفلاور في مقال نشرته صحيفة «الغادريان» أمس أن كينغ «يتوقع منه أن يكون مستقلا لكنه أظهر نفسه منحازا سياسيا، ولذلك أصبح في وضعية لا يمكن الدفاع عنها. يجب عليه التنحي».

وامتنع كينغ عن التعليق على تسريب الوثيقة، واكتفى بإصدار بيان مقتضب قال فيه إن لديه «علاقة عملية وفعالة جدا مع كل من رئيس الخزانة ورئيس الوزراء».

وتستعد بريطانيا والولايات المتحدة لتسريبات جديدة يتوقع أن تكشف عن مزيد من المراسلات بين الدبلوماسيين الأميركيين والسياسيين في دول أخرى، على الرغم من أن كلا من الطرفين أكد أن «العلاقة الخاصة» بين البلدين الحليفين لا تزال قوية. وأصدر نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ، الذي التقى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في عاصمة كازاخستان، الأستانة، حيث تجري أعمال قمة مجموعة الأمن والتعاون في أوروبا، بيانا قال فيه: «إن التسريبات الأخيرة لـ(ويكيليكس) لن تؤثر على علاقاتنا الوحيدة والقوية». كما شددت كلينتون أمس على أن تسريب وثائق دبلوماسية أميركية حساسة لن يؤثر على العلاقات الخارجية للولايات المتحدة، وأشارت إلى أنها ناقشت موضوع التسريبات مع نظرائها الأجانب في قمة الأستانة.