الأسد لواشنطن: لا تعاون أمنيا بالمجان.. الكويت تنفي طلبا بالتخلص من معتقلي غوانتانامو

وثيقة: الأردن يخشى أن يدفع العرب ثمن حوار أميركي - إيراني.. عمان: هذه تحليلات مسؤولين أميركيين

إحدى الوثائق التي نشرتها نيويورك تايمز عن «ويكيليكس» أمس (أ.ب)
TT

ذكرت برقيات سربها موقع «ويكيليكس» أن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ ساسة أميركيين أن المخابرات السورية أنقذت «أرواح أميركيين» لكنه أضاف أن دمشق لن تستأنف التعاون الأمني حتى تتحسن العلاقات السياسية. ونفت الكويت أمس أن يكون وزير داخليتها قد دعا الأميركيين إلى التخلص من الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو كما جاء في تقرير دبلوماسي سري على موقع «ويكيليكس». وكشفت وثائق أخرى أن الأردن يخشى أن يضر أي حوار بين الولايات المتحدة وإيران بالمصالح العربية، خصوصا للدول المعتدلة.

ونقلت برقية قول الأسد لوفد من الكونغرس الأميركي زار دمشق في فبراير (شباط) العام الماضي: «لقد أنقذت أرواحا أميركية» مشيرا لمعلومات نقلها لملك البحرين عن هجوم وشيك على مواطنين أميركيين. وتوجد في البحرين قاعدة بحرية أميركية. وذكرت البرقية أن الأسد قال للوفد: «إذا رغبت الولايات المتحدة في تعاون مماثل في المستقبل.. لا يمكن أن تبادر سورية بتعاون أمني دون تعاون سياسي متلازم». وجاء في برقية أخرى أن الرئيس السوري كرر الشرط في اجتماع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقال: «لا أقدم أي تعاون في مجال المخابرات مجانا» مضيفا أنه ينبغي على البلدين إعادة بناء العلاقات من نقطة «انعدام الثقة».

وعينت إدارة أوباما سفيرا جديدا لدى دمشق في فبراير ولكن الكونغرس لم يقر تعيينه بعد، متهما سورية بتزويد حزب الله بالأسلحة. وتفيد البرقيات أن الأسد قال أيضا إنه «غير مقتنع» بتطوير طهران أسلحة نووية. وتقول إيران إن برنامجها لأغراض سلمية محضة وتنفي اتهامات الغرب. وجاء في تقرير عن الاجتماع الذي عقد في فبراير 2009: «برر ذلك بأن إيران لا يمكنها استخدام أسلحة نووية كرادع لأن لا أحد يصدق أن تستخدمها إيران فعليا ضد إسرائيل». وأشار الأسد إلى أن ضربة نووية إيرانية ضد إسرائيل ستؤدي لسقوط عدد كبير من الضحايا بين الفلسطينيين وهو ما لن تخاطر به إيران أبدا».

من جهة ثانية، نفت الكويت أمس أن يكون وزير داخليتها دعا الأميركيين إلى التخلص من الكويتيين المعتقلين في غوانتانامو كما جاء في تقرير دبلوماسي سري على موقع «ويكيليكس». وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح على هامش مؤتمر للتنمية في شرق السودان «إن وزير الداخلية (الشيخ جابر خالد الصباح) صرح أن هذا كله كذب». وبحسب وزير الخارجية فإنه «مستحيل أن الكويت تتخلى عن أبنائها المحتجزين من دون وجه حق في غوانتانامو»، مشيرا إلى أن بلاده لا تحتفظ بمحاضر عن الاجتماعات التي تشير إليها وثائق «ويكيليكس».

إلى ذلك، كشفت الوثائق أن الأردن يخشى أن يضر أي حوار بين الولايات المتحدة وإيران بالمصالح العربية خصوصا للدول المعتدلة. ويشير تقرير صادر عن السفير الأميركي في عمان ستيفن بيكروفت يعود تاريخه إلى الثاني من أبريل (نيسان) عام 2009 نشره موقع «ويكيليكس» إلى أن الملك عبد الله الثاني حذر المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشل بأن حوارا أميركيا مع إيران قد يثير انشقاقات بين الدول العربية.

وعبر العاهل الأردني عن خشيته من أن «أمرا كهذا سيكافئ المتشددين في المنطقة، بينما يقوض المعتدلين العرب، دون إقناع إيران بوقف دعمها للإرهاب وتجميد برنامجها النووي أو التخلي عن طموحاتها بالهيمنة»، وفقا لبيكروفت. وبحسب الوثيقة فإن مسؤولين أردنيين وصفوا إيران بأنها «إخطبوط تمتد أذرعه بدهاء للتلاعب وتقويض خطط الغرب والمعتدلين في المنطقة».

ومن بين «الأذرع» بحسب التقرير، «قطر وسورية وحزب الله اللبناني.. وحماس في الأراضي الفلسطينية، والحكومة العراقية أحيانا والمجتمعات الشيعية في المنطقة». وأضاف تقرير السفير أنه «في حال كان لا بد من إجراء محادثات أميركية - إيرانية مباشرة فإن القيادة الأردنية تصر على أن لا يتم ذلك على حساب المصالح العربية، وخصوصا للدول المعتدلة كالأردن ومصر والمملكة العربية السعودية والسلطة الوطنية الفلسطينية التي ترأسها حركة فتح». وأكد الأردن ردا على نشر وثائق «ويكيليكس» أن ما ورد فيها «يعكس تحليلات مسؤولين أميركيين وقراءاتهم»، مؤكدا أن «المسؤولين الحكوميين الأردنيين هم وحدهم من يمثلون المواقف الرسمية الأردنية». وأشار مصدر حكومي أردني أن الأردن «أكد دائما على ضرورة التعامل مع الملف النووي الإيراني عبر الطرق الدبلوماسية والسلمية وعلى ضرورة أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل وأن تلتزم جميع دول المنطقة بالقوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة». وأضاف المصدر أن «موقف الأردن الثابت الذي أكد عليه الملك أكثر من مرة، هو رفض أي عمل عسكري ضد إيران والتحذير من النتائج الكارثية لمثل هذا العمل على أمن المنطقة واستقرارها».