علاوي: إيران دعتني للقاء سليماني في طهران فرفضت.. وتزود الآن ميليشيات بالسلاح

أكد لـالشرق الأوسط» انسحاب «العراقية» من العملية السياسية إذا لم تشارك في صناعة القرار السياسي

إياد علاوي (تصوير: حاتم عويضة)
TT

قال الرئيس الأسبق للحكومة العراقية، الدكتور إياد علاوي، رئيس ائتلاف العراقية التي فازت بـ91 مقعدا نيابيا في الانتخابات التشريعية، إن «الوثائق التي كشف عنها موقع (ويكيليكس)، والتي تتعلق بالتدخل الإيراني في العراق يجب أن تكون منطلقا مهما للتقصي والتحقيق، لأنها وثائق رفعت بشكل رسمي إلى الإدارة الأميركية ووزارة دفاعها»، وأضاف علاوي عن هذه الوثائق: «صحيح أنها لا تشكل دليلا قانونيا لكنها تشكل الأساس لانطلاق تحقيق قانوني ناجز، لكن للأسف لم ينطلق أي تحقيق يتعلق بتدخلات إيران في الوضع العراقي ولا عن الوضع الداخلي العراقي. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فليس لي علم ما إذا تشكلت لديهم لجان تحقيقية أم لا». وأشار إلى أن «إيران تدخلت وتتدخل بقوة في الشأن العراقي، وتدخلها سافر إلى حد إطلاق المسؤولين في طهران تصريحات تتعلق بالشأن السياسي العراقي، ودعت جهات معينة لزيارة طهران عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما دعمت أشخاصا معينين في حين أعلنت موقفا مسبقا معاديا من آخرين، فإيران تقول صراحة إن عندها خط أحمر على ائتلاف العراقية وعلى إياد علاوي، لأنها تريد عراقا منقسما وتخشى عودة المشروع الوطني بقوة».

وكشف علاوي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن أن «المسؤولين الإيرانيين وجهوا دعوة لي لزيارة طهران والاجتماع بشخص اسمه قاسم سليماني، فكان ردي: لماذا أذهب إلى إيران للاجتماع بضابط مخابرات إيراني؟ وما علاقتي به؟ وماذا سأفعل هناك؟ واقترحت أنه إذا أراد الإيرانيون أن نلتقي فليكن ذلك في أي بلد عربي يختارونه ونتحدث علانية عن المشكلات والمخاوف لدى الطرفين، نحن لا مشكلات لنا مع إيران سوى ملفات تتعلق بالعراق وملفات عربية يمكن بحثها وغلقها»، منوها بأن «هناك مؤتمرا تم عقده في تركيا حضره الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لإرسال رسالة واضحة إلى إيران بعدم تدخلها في الشأن العراقي، وهناك اثنان من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، أحدهما بعث برسالة إلى المسؤولين الإيرانيين، والثاني زار بنفسه طهران بعد اجتماعاتي معهما كل على انفراد وطلبي منهما مفاتحة إيران في عدم التدخل في العراق».

وشدد رئيس ائتلاف العراقية على أن «إيران تتدخل في الشأن العراقي بشكل سافر. وحسب تصريحات مسؤولين أميركيين وعراقيين، فإن طهران تجهز حاليا أسلحة لفصائل وميليشيات عراقية في الداخل، ثم إننا لا نعيش على كوكب المريخ، بل في العراق ونرى ونلمس كل يوم حجم التدخل والتأثير الإيراني على المسرح السياسي العراقي. والمسؤولون الإيرانيين أيدوا ودعموا بقوة بقاء نوري المالكي رئيسا للوزراء، وبعد ترشيح المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون، لرئاسة الوزراء، كان أول تصريح لرئيس البرلمان الإيراني علي أكبر لاريجاني: (لقد أسعدنا كثيرا ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة)».

وعن المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية، قال علاوي: «هناك بعض القوى السياسية العراقية تريد إفراغ هذا المجلس من محتواه وأن يكون استشاريا، وقوى سياسية أخرى تريده فاعلا وأن تكون قراراته ملزمة، وهناك قوى إقليمية، وعلى رأسها إيران لا تريد لمثل هذا المجلس أن يكون فاعلا، لأنها لا تريد أن يكون للدور الوطني أي مجال في صناعة القرار السياسي العراقي المستقل»، مشيرا إلى أن «إيران مخطئة، لأنني أعتقد أن تدخلها السافر في الشأن العراقي وبهذه الطريقة سوف يرتد سلبا عليها».

وحول مشاركته في العملية السياسية، قال رئيس ائتلاف العراقية: «تبقى الاختيارات كلها مفتوحة وتعتمد على قدرة مشاركتنا في صناعة القرار السياسي وتوزيع الصلاحيات، وإذا لم يمنح المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية صلاحيات وتكون قراراته ملزمة فأنا لن أشارك في الحكومة وفي العملية السياسية. وفي تقديري أن القائمة العراقية لن تشارك أيضا، وعند ذاك نبني إمكانية للمعارضة وتعبئة المجتمع العراقي، فنحن لا نريد أن تتكرر مأساة السنوات الماضية للتكريس لحكم الحزب الواحد والشخص الواحد»، منبها إلى أن «المفهوم الأساسي للديمقراطية هو التداول السلمي للسلطة وتبديل الوجوه لتتدفق دماء جديدة للعملية السياسية مستندة إلى تفويض شعبي لتتمكن من التغيير، فأنا عندما كنت رئيسا للحكومة كانت السلطتان التشريعية والتنفيذية في يدي وهناك كثير من القادة السياسيين قد طلبوا مني تأجيل الانتخابات لكنني رفضت لأني أردت لعجلة الديمقراطية أن تسير وأن يتم تداول سلمي للسلطة، وعندما لم نفز في الانتخابات سلمنا كل شيء وخرجنا. عندما يتم التمسك بالكرسي وبالسلطة، وعندما يتم تهميش الأغلبية ورأيها تفقد الديمقراطية خاصيتها ولا تسمى ديمقراطية، ويجب أن يجدوا لها اسما آخر مثل (الديمقراطية الطائفية)، مثلا».