ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في المغرب.. ورفع درجة التأهب الأمني

شخص واحد فقط نجا من كارثة «حافلة بوزنيقة»

الأمطار الكثيفة أعاقت حركة المرور في شوارع كثيرة بمدينة الرباط المغربية (تصوير: عبد اللطيف الصيباري)
TT

قالت مصادر أمنية مغربية إن قوات الأمن والوقاية المدنية رفعت من أهبة الاستعداد لمواجهة مخاطر الفيضانات في المغرب، في حين ارتفعت حصيلة ضحايا سقوط حافلة في واد يقع في الطريق الرابط بين مدينتي المحمدية وبوزنيقة (شمال الدار البيضاء) إلى 26 قتيلا، وذلك بعد العثور على جثتي شخصين آخرين كانت جرفتهما السيول أول من أمس.

وارتفعت حصيلة قتلى الفيضانات المهولة التي عرفتها مناطق مختلفة من المغرب إلى 35 شخصا، بينما ما زال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين.

وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن المعلومات الأولية تفيد أن 33 شخصا كانوا على متن الحافلة إضافة إلى السائق، مشيرا إلى أن شخصا واحدا حتى الآن هو الذي نجا من الحادث، وأشار إلى إن المياه جرفت أحد رجال الوقاية المدنية أثناء التدخل لإنقاذ الضحايا، وقال إن اسمه نور الدين السرتي.

وأوضح المصدر أن الحادث وقع أول من أمس في نهر «الشكاك» الذي يوجد في ضواحي بوزنيقة، على بعد كيلومترين من البلدة التي تقع بين الرباط والدار البيضاء. وكانت الحافلة تقل عمال وعاملات شركة تعمل في مجال الأسلاك الكهربائية. ولم يكن السائق يريد عبور القنطرة لكنه تحت إصرار ركاب الحافلة حاول أن يجتازها بيد أن الحافلة سقطت في النهر.

ونجا من الحادث المروع شخص واحد فقط، قال إنه نجا من الغرق لأنه كان قريبا من باب الحافلة، حيث استطاع الخروج بسرعة وسبح لمدة قصيرة، وتمسك بشجرة على ضفة الوادي. وأدلى هذا الشخص الناجي بإفادات حول أسباب سقوط الحافلة، قائلا إن السائق تردد في عبور الطريق بسبب ارتفاع منسوب المياه، إلا أن معظم الركاب الذين كانوا عائدين إلى بيوتهم بعد انتهاء دوام العمل، حثوه على الإسراع لنقلهم إلى منازلهم، فوقعت الكارثة.

وفي ورزازات (جنوب المغرب)، لقي شخص مصرعه أمس بعد أن جرفته مياه وادي ورزازات، الذي ارتفعت حمولته بسبب الأمطار التي هطلت على الإقليم.

وأفاد مصدر من السلطة المحلية بأن الضحية الذي لم يتم تحديد هويته جازف بقطع قنطرة وادي ورزازات على متن دراجته حينما بدأ منسوب مياه الوادي يتجاوز علو القنطرة فجرفته المياه التي كانت تجري بقوة.

ومنعت السلطات المحلية حركة المرور فوق هذه القنطرة التي تربط مدينة ورزازات بإقليم زاكورة عبر قرية «تارميكت» المحاذية للمدينة. وعادت أمس حركة النقل عبر القطارات إلى حالتها الطبيعية بعد أن شهدت اضطرابا بسبب الفيضانات التي أدت إلى تأخير وإلغاء عدد كبير من الرحلات ما بين الدار البيضاء والرباط، لكنه تم تقليص رحلات القطارات بحيث يسير قطار كل ساعة بدلا من نصف ساعة.

وفي الدار البيضاء، ما زال رجال الوقاية المدنية وقوات الأمن يعيشون حالة استنفار قصوى، لمواجهة تداعيات الأمطار والفيضانات الأخيرة التي شهدتها معظم أنحاء المغرب. وإضافة إلى الخسائر البشرية، حدثت خسائر مادية كبيرة، شملت البنى التحتية للطرق، والمنشآت السكنية، فضلا عن ممتلكات السكان التي جرفتها المياه. ولا يزال سكان أحياء «سيدي البرنوصي» في الدار البيضاء، وبعض أحياء مدينة المحمدية، يعيشون حالة من الهلع الكبير بسبب السيول والأمطار التي تعاقبت على المنطقة. وقال مصدر في الأرصاد الجوية المغربية إن مستوى الأمطار التي عرفتها مدينة الدار البيضاء وصلت إلى 203 مليمترات، وهو رقم قياسي يعادل نصف المعدل الطبيعي السنوي للأمطار في هذه المنطقة.