كوسوفو: انطلاق حملة الانتخابات المبكرة.. و29 حزبا تخوض السباق

وسط جدل حول الحوار مع بلغراد وخفض قوات الأطلسي

عيسى مصطفى رئيس «الرابطة الديمقراطية في كوسوفو» يلقي خطابا في أول أيام الحملة الانتخابية في بريشتينا أمس (إ.ب.أ)
TT

انطلقت أمس في كوسوفو حملة الانتخابات التشريعية المبكرة المقرر إجراؤها في 12 من الشهر الحالي، وسط تجاذبات سياسية معقدة على خلفية الوجود الدولي في كوسوفو والاندماج في المؤسسات الدولية وقضية الحوار مع بلغراد، التي تأجلت إلى ربيع العام القادم، وتحديات اقتصادية أبرزها نسبة البطالة، التي تصل إلى 40%. ويخوض هذه الانتخابات 29 حزبا، منها 8 أحزاب صربية. وانتشرت أمس لوحات إعلانية كبيرة تدعو المواطنين للتصويت وانتخاب الأحزاب التي يرون أنها تحقق مصالحهم العامة. وقال إبراهيم ماكولي، رئيس كتلة «التحالف من أجل كوسوفو جديدة» الذي كان وراء مشروع حجب الثقة عن الحكومة مما تسبب في الدعوة لهذه الانتخابات «نجاح الحملة الانتخابية سيعزز من فرص استقرار كوسوفو بعد حجب الثقة عن حكومة هاشم تاتشي، وهذا سيكون له ما بعده، لا سيما حل الأزمة التي دعت لتقديم المشروع إلى البرلمان».

من ناحيته، قال رئيس الوزراء هاشم تاتشي «هذا امتحان للديمقراطية في كوسوفو، وهذا تحد لا يمكننا تجاهله». أما رئيس كتلة «التحالف من أجل مستقبل كوسوفو» أرديان دجيني فذكر أن «على حكومة تاتشي أن تذهب بسبب أخطائها في الفترة الماضية، والمتعلقة بحملة الخصخصة، وقضية «تليكوم كوسوفو»، والوضع في شمال كوسوفو، وغيرها من السياسات الفاشلة».

وكانت الأزمة السياسية في كوسوفو قد تفاقمت بعدما قدم الرئيس السابق، فاطمير سيديو، استقالته، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بسبب اتهامات المحكمة الدستورية له بخرق الدستور، حيث ظل رئيسا لحزبه، رغم حظر الدستور ذلك، وهو ما دفع «الاتحاد الديمقراطي في كوسوفو»، الذي يرأسه، إلى الخروج من الحكومة. ويرى محللون صرب أن استقالة سيديو وحل حكومة تاتشي تكتيك ألباني لتأجيل الحوار مع بلغراد وربح الوقت.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد أعرب عن استعداد المنظمة الدولية للمشاركة في الحوار الذي سيشرف عليه الاتحاد الأوروبي. ودعا بلغراد وبريشتينا للإقبال على الحوار بنوايا طيبة. وتأتي الانتخابات وسط تحسن في الوضع الأمني، مما حدا بحلف شمال الأطلسي لوضع خطة للانسحاب من كوسوفو على مراحل، وهو ما تعارضه صربيا. وأعربت صربيا عن مخاوفها من انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من كوسوفو، ومعارضتها لسياسة خفض عدد القوات الأطلسية في الجمهورية الجديدة، التي أعلنت استقلالها في 17 فبراير (شباط) 2008، واعترفت به حتى الآن نحو 70 دولة.

وقال قائد الجيش الصربي ميلوي ميليتيتش، إنه لا يؤيد خفض عدد قوات حلف شمال الأطلسي «كيه فور» في كوسوفو، مبررا ذلك بأسباب أمنية. على الجانب الآخر، قال الخبير العسكري الألباني الجنرال المتقاعد فاطمير حليمي إن «الموقف الصربي يعبر عن ميكافيلية عجيبة، فبلغراد كانت ترفض التدخل الأطلسي في المنطقة، وحاربته، وهي اليوم تدافع عن بقائه في كوسوفو». وتابع «صربيا كانت تسعى للإبقاء على كوسوفو تحت هيمنتها للأبد، وعندما خرجت عن سيطرتها تريد لها الآن أن تظل قاعدة عسكرية لحلف شمال الأطلسي، لأن خروج القوات الأجنبية سيعزز من سيادة واستقلال كوسوفو».