«الإعلام الفلسطينية» تزيل من موقعها دراسة تؤكد إسلامية حائط البراق

المتوكل طه لـ «الشرق الأوسط»: الدراسة تمثل قناعاتي الشخصية.. واستهجن توظيفها في ابتزاز السلطة

TT

أثارت دراسة نشرها المتوكل طه وكيل وزارة الإعلام الفلسطينية التي يرأسها الدكتور سلام فياض، التي دلل فيها على أن حائط البراق أو الحائط الغربي للمسجد الأقصى الذي يطلق عليه اليهود «حائط المبكى» جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى وأنه يخص المسلمين دون غيرهم، ردود فعل غاضبة في كل من إسرائيل وواشنطن.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية أن حملة الانتقادات الحادة التي وجهتها إسرائيل والإدارة الأميركية أسفرت عن قيام السلطة بإزالة الدراسة من الموقع الرسمي لوزارة الإعلام الفلسطينية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال المتوكل طه إنه يستهجن رد الفعل الصادر عن تل أبيب وواشنطن الهادف لاستغلال ما نشر في ابتزاز السلطة الفلسطينية سياسيا.

وأوضح طه أنه استند في بحثه إلى عدد كبير من الوثائق البريطانية والأوروبية وحتى الإسرائيلية التي تدلل بما لا يدع مجالا للشك على أن حائط البراق موقع إسلامي وأنه لا علاقة له باليهود من قريب ولا بعيد، مشددا على أن دراسته علمية وأنه استند فيها إلى مسوغات علمية وليس مسوغات أخلاقية وسياسية. وحول إزالة الدراسة من موقع الوزارة على شبكة الإنترنت قال طه إنه لم ينشر الدراسة باسم وزارة الإعلام، بل إنها تعبر عنه قناعاته الشخصية، مشددا على أنه يتحمل بشكل شخصي المسؤولية عن كل ما جاء فيها. وأكدت دراسة طه أن الحائط الغربي هو حائط إسلامي وجزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف، مشيرا إلى أن هذا كان موقفا ردده الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وعند سؤاله عن التناقض الحاصل في حقيقة أن يقتنع بما جاء في دراسته، وإزالة الدراسة من موقع الوزارة، قال طه إنه حاليا في إجازة وليس له علاقة بنشر المادة على الموقع أو إزالتها منه، موضحا أن الدراسة نشرت في نحو 1800 وسيلة إعلامية ما بين موقع على الشبكة العنكبوتية وصحف ومجلات، ومن دون أن يطلب شخصيا ذلك. ورفض طه الانتقادات الإسرائيلية والأميركية، قائلا إنه يرفض تسييس القضية على اعتبار أن الحديث يدور عن دراسة علمية، يتوجب الرد عليها بالأدلة والبراهين وليس عبر تصدير المواقف السياسية. وأشار إلى أنه من غير المستغرب أن تسلك إسرائيل هذا السلوك وهي تقوم دائما بسرقة التراث والفلكلور والأزياء الفلسطينية وتدعي ملكيتها وهي تعي أنها لا تخصها. وأدان فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأميركية نشر الدراسة قائلا: «نحن ندين بشدة هذه التصريحات، ونرفضها رفضا تاما بوصفها خاطئة من منظور الوقائع ولا تراعي أحاسيس الآخرين وتنطوي على استفزاز شديد». وأضاف: «أثرنا مرارا مع قادة السلطة الفلسطينية ضرورة الاستمرار في مكافحة كل أشكال السعي لنزع الشرعية عن إسرائيل، بما في ذلك نفي الارتباط التاريخي لليهود بالأرض».

وأصدر رئيس لجنة الخارجية التابعة للكونغرس، هيوارد برمن، بيانا أدان فيه الدراسة، وقال إنه يستنكر «بشدة الدراسة، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض يدركون الأهمية الروحية للحائط الغربي بالنسبة لليهود في العالم»، على حد تعبيره. واعتبر نفي «علاقة اليهود بالحائط الغربي» استفزازا وتحريضا لا يقل عن نفي علاقة الفلسطينيين بالحرم الشريف. وطالب السلطة الفلسطينية بإدانة الدراسة فورا، وإصدار بيان ينفي أن يكون الحديث عن موقف رسمي للسلطة. كما طالب بإزالة أي ذكر للدراسة من موقع السلطة. وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدراسة قائلا: «نفي الصلة بين الشعب اليهودي والحائط الغربي من جانب وزارة الإعلام بالسلطة الفلسطينية أمر مخز ولا يستند إلى أساس».