قمة لـ«الأمن والتعاون» تناقش الوضع في آسيا الوسطى

المنظمة تعقد أول قمة منذ 11 سنة

TT

افتتحت أول قمة تعقدها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ 1999 أمس في استانا، عاصمة كازاخستان، التي تواجه انتقادات في مسألة حقوق الإنسان. وتعقد هذه القمة وسط إجراءات أمنية مشددة في وسط استانا الذي قطع عن بقية أحياء المدينة ونشر فيه نحو سبعة آلاف شرطي.

وقال الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف إن «هذه القمة تشكل مؤشرا على نهضة المنظمة» التي تؤثر الخلافات بين روسيا والغرب على عملها، لأن أي قرار فيها يتطلب توافقا بين الدول الأعضاء. ودعا نزارباييف إلى إقامة «مجال أمني مشترك تحده أربعة محيطات: الأطلسي والهادي والمتجمد الشمالي والهندي»، مشيرا إلى أن التهديدات الرئيسية للأمن الأوروبي تقع خارج أوروبا، وذكر خصوصا أفغانستان.

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه «حان الوقت للتحرك من أجل العمل معا فعليا» في نشر السلام وحقوق الإنسان. وكرر الأمين العام للمنظمة مارك بيران الفكرة نفسها، لكنه أشار إلى «نقص الثقة» و«ضعف الإرادة المشتركة» لدى الدول الأعضاء. أما رئيس الجمعية البرلمانية للمنظمة بتروس افتيميو فقد دعا إلى «إحياء المنظمة»، وقال «لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالفشل».

وتشكل هذه القمة نجاحا دبلوماسيا للرئيس نزارباييف، إذ إن المنطقة لم تستقبل من قبل حدثا بهذه الأهمية. ومن القادة الذين يحضرون القمة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، وعدوه اللدود الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، ورئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. كما حضر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى استانا المدينة الصغيرة التي حولها الرئيس نزارباييف منذ 1997 وبفضل عائدات احتياطات النفط الهائلة، إلى عاصمة يبلغ عدد سكانها 700 ألف نسمة ومبنية بهندسة معمارية حديثة.

وتناقش القمة الوضع غير المستقر في قرغيزستان وأفغانستان والأزمات في الاتحاد السوفياتي السابق، مثل النزعة الانفصالية لترانسدينستريا في مولدوفا، والنزاع بين أرمينيا وأذربيجان حول ناغورني قره باخ. لكن لا يتوقع التوصل إلى أي اختراق دبلوماسي كبير لأن أي قرار يفترض أن يتخذ بالإجماع.

ولهذه القمة معارضوها أيضا.. فنزارباييف، 70 عاما، يحكم منذ عهد السوفيات، ويواجه باستمرار انتقادات من قبل المنظمات الحكومية لأدائه في مجال الديمقراطية، بينما تؤكد المنظمة أنها مكلفة خصوصا ضمان احترام المبادئ الديمقراطية. ولم تنظم انتخابات حصلت على اعتراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأنها حرة. ويسيطر حزب نزارباييف على كل مقاعد البرلمان بينما منح الرئيس لقب «أبو الأمة» مما يمنحه صلاحيات وحصانة دائمة.

وأشارت كلينتون عشية القمة إلى أن الحصيلة الديمقراطية للبلاد «متباينة»، بينما عبرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان عن أسفها «للجمود» في هذا المجال في كازاخستان.