عباس: ننتظر ردا أميركيا بشأن الاستيطان.. ولن يبقى الاحتلال جاثما على صدورنا

قال إن ترومان رفض الاعتراف بيهودية إسرائيل فكيف سيقبل بها الفلسطينيون

TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) إنه ينتظر الرد الرسمي الأميركي حول مسألة وقف الاستيطان اليوم، مؤكدا أن طبيعة الرد الأميركي هي التي ستقرر الخطوة الفلسطينية التالية. وأوضح أبو مازن: «حتى الآن لم نتسلم شيئا، وربما نتسلم غدا (اليوم) الرد الرسمي، فإذا قبلوا (وقف الاستيطان) فنحن جاهزون، وإن لم يقبلوا فسنقول إن هذا الخيار انتهى، وسنبحث عن خيار آخر».

وشدد أبو مازن على أنه سيستخدم كل الخيارات الممكنة لإنهاء الاحتلال، في إشارة إلى اعتراف أميركي بالدولة الفلسطينية، أو اعتراف من مجلس الأمن، أو طلب وصاية دولية، أو الانتهاء إلى حل السلطة. وقال أبو مازن خلال وضعه حجر الأساس لقصر رئاسي للضيافة في قرية سردا شمال رام الله: «إذا فشلت مساعي استئناف المفاوضات سنذهب إلى خيارات أخرى، وكلها سلمية، ولن نقبل إطلاقا بأن يبقى أرخص احتلال في العالم جاثما على صدرونا»، وأردف: «نحن ننتظر؛ إما أن تسير المفاوضات المباشرة، ونناقش بندين محددين في الفترة الأولى، وهما الحدود والأمن، لنحدد الحدود، ثم بعد ذلك نستكمل مباشرة المفاوضات (أو لا)»، وأضاف أبو مازن: «كل ما نطالب به هو العودة إلى المفاوضات لنتحدث بعضنا مع بعض حول حدود عام 1967 التي أقرها العالم كله، والقدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين ولن نقبل بغير ذلك أبدا». وتابع القول: «الأميركيون قالوا إن السقف الزمني للمفاوضات هو سنة، تجمل فيها كل قضايا المرحلة النهائية، ونحن رفعنا شعارا يقول إن المفاوضات هي الأساس، ولكن لدينا خيارات سنطرحها في المستقبل». وتساءل أبو مازن: «نحن جاهزون لإقامة الدولة الفلسطينية، فهل الطرف الإسرائيلي مستعد لقيام هذه الدولة إلى جانب دولة إسرائيل التي لن نكون بديلا عنها؟ نحن وافقنا على بناء دولة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل باستقرار وأمن، ولكن لا نريد أقل من ذلك، ولا نطالب بأكثر من ذلك».

واستعرض أبو مازن مسيرة المفاوضات الطويلة، قائلا إنه أنجز الكثير منها في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت الذي منعته ظروفه الداخلية من الاستمرار. وأضاف: «والآن نحن نسعى لبدء المفاوضات المباشرة مع الجانب الإسرائيلي، ولكن لبدء هذه المفاوضات يجب أن يتوقف الاستيطان، وهذا ليس موقفنا نحن فقط، بل موقف جميع دول العالم، بما في ذلك الإسرائيليون، فلو سألتم الإسرائيليين سؤالا: هل تريدون أن يتوقف الاستيطان؟ فسيجيبون: نعم. لأن الاستيطان ليس أثمن من المستقبل، نحن نعرض عليهم مستقبلا زاهرا خاليا من العنف، والقتل والتدمير، وهم يعرفون ذلك».

وكرر أبو مازن رفضه لدولة ذات حدود مؤقتة قائلا إنها «ستتحول إلى حدود دائمة لو قبلنا بها». وقال: «هذا قلناه لهم ونقوله في كل مناسبة.. حدود عام 1967 وتعديلات متبادلة طفيفة بالقيمة والمثل، وأرضنا كما هي». وفي ما يخص موضوع الدولة اليهودية، قال أبو مازن إنه موضوع انتهى منذ توقيع اتفاقية سلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين. وتساءل: «لماذا كل يوم يأتون بمطلب جديد؟». ومضى يقول: «إذا كان رئيس الولايات المتحدة الأميركية هاري ترومان شطب بيده عام 1948 كلمة الدولة اليهودية واستبدلها بعبارة إسرائيل في وثيقة اعتراف أميركا بإسرائيل، فلماذا أنا أقبل؟ وأنا أعلم لماذا يطلبون مني ذلك، ولكن هم أحرار في تسمية أنفسهم ما يريدون، وليذهبوا إلى الأمم المتحدة ويسموا أنفسهم ما يريدون، ولكن نحن لن نقبل بهذا».