كلينتون ترحب بحضور إيران المباحثات..وطهران تعتبر اغتيال العالم تحذيرا

بيرنز: العقوبات تكلف إيران 60 مليار دولار

مضادات للطائرات تطلق قذائفها أثناء مناورات عسكرية أجراها الجيش الايراني منتصف الشهر الماضي (أ. ب)
TT

قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمس، إن بلادها ترحب بقرار إيران الانضمام إلى محادثات تجري في جنيف الشهر الحالي. وأضافت أنها ستركز أولا وقبل كل شيء على البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

وقالت كلينتون من أستانة، عاصمة كازاخستان: تشجعنا بموافقة إيران على الاجتماع في جنيف الأسبوع المقبل.

وتابعت: إنها فرصة لإيران حتى تأتي إلى الطاولة وتناقش القضايا التي تهم المجتمع الدولي وأولها وأهمها برنامجها النووي.

ومن المقرر أن تجتمع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون مع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي في جنيف يومي السادس والسابع من ديسمبر (كانون الأول) في أول مباحثات على مستوى عال مع طهران منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2009. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن أنشطة تخصيب اليورانيوم لن تكون مطروحة للتفاوض، مثيرا الشكوك بشأن استعداد إيران لبحث البرنامج النووي المثير للجدل الذي تقول إنه مخصص فقط للأغراض السلمية.

ولم تترك كلينتون مجالا للشك في أن الولايات المتحدة تزمع طرح القضية النووية على طاولة التفاوض، قائلة إن طهران يجب أن تكون مستعدة للانضمام إلى المحادثات بالروح التي عرضت بها.

وقالت كلينتون، المجتمع الدولي كان واضحا تماما. يحق لإيران استخدام الطاقة النووية المدنية في الأغراض السلمية. غير أنه ليس من حقها امتلاك برنامج للأسلحة النووية. وأضافت هدف المفاوضات سيكون تأكيد قلق المجتمع الدولي برمته من أعمال ونيات إيران.

وقالت كلينتون إن القوى الكبرى ما زالت مستعدة لبحث اقتراح تقديم وقود لمفاعل أبحاث في طهران وافقت عليه طهران في البداية في العام الماضي كإجراء لبناء الثقة لكنها تراجعت عنه في وقت لاحق. وأضافت أن الاقتراح سيبحث بالتأكيد لكن يجب تعديله ليأخذ في الاعتبار مخزونات إيران المتزايدة من اليورانيوم منذ انهيار أول اتفاق في أواخر العام الماضي. وبينت كلينتون نريد أن نرى إيران تتخذ موقفا كعضو مسؤول بالمجتمع الدولي لكن لكي تفعل ذلك عليها أن تتوقف عن انتهاك الالتزامات الدولية وأن تكف عن أي جهود تقوم بها أو قامت بها في الماضي نحو صنع أسلحة نووية.

من جهة أخرى، قال مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية أمس، إن القوى العظمى ستحث إيران على اتخاذ خطوات ملموسة لتبديد بواعث قلقها تجاه برنامجها النووي، وخاصة زعمها تخصيب يورانيوم إلى درجة تصل إلى 20 في المائة. وأضاف ويليام بيرنز وكيل وزارة الخارجية سنواصل التأكيد على أهمية اتخاذ خطوات لتبديد بواعث القلق هذه، ومضى يقول قضية تخصيب اليورانيوم إلى نحو 20 في المائة... أمر يتعين التطرق إليه.

ومن المقرر أن يجتمع ممثلون للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا مع مسؤولين إيرانيين الأسبوع المقبل. في الوقت ذاته قال بيرنز في إفادة للكونغرس أمس إن العقوبات الأميركية والأوروبية على إيران ربما تكلف قطاع الاستثمار في مجال الطاقة عشرات المليارات من الدولارات. وأضاف ويليام بيرنز وكيل وزارة الخارجية في شهادة معدة كي يلقيها أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب وفقا لتقديرات موثوق بها فإن خسائر إيران في استثمارات الطاقة ربما تصل في المجمل إلى 50 - 60 مليار دولار إلى جانب التكنولوجيا الضرورية والمعرفة الفنية التي تصاحبها.

على صعيد آخر، قال رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيراني علي أكبر صالحي أمس إن اغتيال العالم النووي الإيراني البارز كان تحذيرا من الغرب لبلاده قبل إجراء محادثات جديدة حول برنامج إيران النووي. وقال صالحي خلال مراسم تشييع مجيد شهرياري الفيزيائي النووي الذي قتل الاثنين في طهران في انفجار قنبلة في سيارته «أراد هؤلاء الأشرار أن يظهروا وجههم القبيح وجه سياسة العصا والجزرة قبل المفاوضات النووية المقبلة» حسبما ذكر التلفزيون الرسمي على موقعه على الإنترنت.

ولم يسم صالحي بلدا بالتحديد لكن القادة الإيرانيين اتهموا أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) والأميركية (سي آي إيه) بالتدبير للاعتداء الذي أودى بحياة شهرياري وآخر أدى إلى إصابة عالم آخر فريدون عباسي بجروح. وكان العالمان يقومان بدور أساسي في إدارة البرنامج النووي الإيراني.

وحمل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الثلاثاء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن مسؤولية الاعتداءين لنشر أسماء مسؤولين إيرانيين يخضعون لعقوبات دولية لمشاركتهم في البرنامج النووي الإيراني. وقال «نحمل مسؤولية هذه الجرائم لمن صادقوا على ذلك القرار ضدنا لأنهم ذكروا أسماء علمائنا فيه». وقال إن نشر هذه اللوائح «حافز للقتلة الصهاينة». وأضاف «يشهد علي الله إن حدث ذلك مرة ثانية فسأقاضي كل عضو من أعضاء مجلس الأمن الدولي».