الرد الأميركي على مطالب السلطة لم يصل.. وإسرائيل تواصل البناء الاستيطاني

تحذيرات من اقتحامات يومية للمسجد الأقصى في «عيد الأنوار» اليهودي

عمال فلسطينيون يواصلون البناء في مستوطنة هار حوما (جبل ابو غنيم) جنوب القدس المحتلة، امس (أ ف ب)
TT

بينما كانت السلطة الفلسطينية، أمس، تنتظر الرد الأميركي النهائي حول جهود واشنطن في إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما القدس الشرقية، تمهيدا لاستئناف المفاوضات، ردت إسرائيل بطريقتها المعروفة، وذلك بالمصادقة، على بناء 625 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بسغات زئيف شمال شرقي القدس، أما الرد الأميركي فلم يصل.

وصادقت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الإسرائيلية على إقامة 625 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بسغات زئيف، بعد عامين من مصادقة سابقة لوزارة الداخلية الإسرائيلية التي طلبت إدخال الإصلاحات الضرورية على الخطة وهو ما تم.

وتضاف الوحدات الاستيطانية الجديدة لأكثر من 1300 وحدة استيطانية شرع الإسرائيليون بإقامتها في مستوطنات بمنطقة القدس المحتلة، و1000 وحدة استيطانية أخرى في مستوطنات بالضفة الغربية، وذلك خلال شهر من انتهاء فترة تجميد الاستيطان في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكان المجلس البلدي اليهودي في القدس قد صادق مطلع هذا الأسبوع على بناء 130 وحدة استيطانية في مستوطنة غيلو جنوب القدس، إضافة لطرح خطة ضخمة تتضمن مشروع مد سكة حديدية من شمال إسرائيل إلى مستوطنات في نابلس.

واعتبر الفلسطينيون الخطة الإسرائيلية الجديدة كافية لإعلان الولايات المتحدة إفشال إسرائيل لجهود استئناف المفاوضات.

ولم يفض اجتماع عقده الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أمس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، مع القنصل الأميركي العام في مدينة القدس دانيال روبنشتاين، إلى أي نتائج.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في تصريح بثته الوكالة الرسمية، «لم نتسلم أي رد أميركي بعد حول نتيجة نقاشاتهم مع الجانب الإسرائيلي»، مضيفا أن «الجانب الأميركي أبلغنا أن مشاوراته واتصالاته المكثفة ستستمر في الأيام المقبلة مع كافة الأطراف».

وأكد الناطق الرئاسي أن «الرئيس (الفلسطيني) يطالب بتجميد شامل للاستيطان حتى يمكن العودة إلى المفاوضات، كما أن الرئيس أدان المشاريع الاستيطانية التي تم الإعلان عنها اليوم (أمس)، وتلك المشاريع تؤكد عدم جدية إسرائيل في المضي بعملية التفاوض».

وأضاف «من الواضح أن الجانب الإسرائيلي لا يزال يماطل ويضيع الوقت، وفي الوقت الذي نتسلم فيه ردا رسميا سنعرضه على القيادة الفلسطينية ولجنة المتابعة العربية».

وهاجم أبو ردينة بشدة خطط إسرائيل لبناء مزيد من المنازل في المستوطنات في القدس الشرقية، وقال إنها تظهر عدم رغبتها في استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين.. يبدو أن هذه رسالة إسرائيلية للفلسطينيين والأميركيين بأنهم يرفضون أي اتفاق لاستئناف المحادثات.

من جهة ثانية، شهدت مدينة القدس مزيدا من التوتر في أعقاب محاولة مستوطنين أمس اقتحام المسجد الأقصى، وهو ما تسبب في مواجهات محدودة مع فلسطينيين.

وجاء ذلك في أول يوم دعت فيه جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى يوميا، ولمدة أسبوع.

وكانت هذه الجماعات قد وجهت، عبر بيانات وزعتها على مواقعها الإلكترونية، أتباعها إلى المشاركة باقتحامات يومية للمسجد الأقصى وطيلة أسبوع احتفالاتهم بما يسمى عيد الأنوار (الحانوكا) الذي بدأ أمس.

وحذرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في إسرائيل، من هذه الدعوات، التي قالت إنها تهدف أيضا إلى تنظيم أيام دراسية ومحاضرات حول الهيكل المزعوم داخل المسجد الأقصى المبارك.

ولفتت المؤسسة، في بيان صادر عنها، إلى أن الاقتحامات قد تكون على مدار أسبوع كامل بمناسبة العيد الإسرائيلي الذي يدعى «الحانوكا»، الذي يسميه البعض عيد «تطهير الهيكل»، الذي يرتبط حسب ادعاءاتهم بشعائر لتطهير الهيكل.

وأشارت المؤسسة إلى أن بعض المواقع الإلكترونية الصهيونية نشرت أنباء تدعي فيها أن سبب انحباس المطر هو عدم «الصعود إلى جبل الهيكل» وعدم الاهتمام ببنائه.

وقال شهود عيان في القدس إن الشرطة الإسرائيلية سمحت مقابل ذلك لأكثر من 70 متطرفا يهوديا بدخول باحات الأقصى تحت حمايتها، في إطار ما يعرف ببرنامج «السياحة الأجنبية» للحرم، في وقت فرضوا فيه قيودا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن 45 عاما إلى المسجد الأقصى.