وزير الداخلية العراقي: اعتقال 39 من قيادات «القاعدة».. وإفشال مخطط لاستقطاب أجانب

متحدث عسكري يعلن اعتقال «إرهابي» مغربي في عملية للجيش العراقي شمال تكريت

وزير الداخلية العراقي جواد البولاني يعلن في مؤتمر صحافي أمس اعتقال عناصر في «القاعدة».. والمعتقلون يجلسون موثوقي الأيدي في مقر جهاز مكافحة الإرهاب ببغداد (أ.ب)
TT

اعتقل 39 عنصرا من تنظيم «القاعدة»، بينهم «أمير» و«وزير» في تنظيم «دولة العراق الإسلامية»، حسبما أعلن وزير الداخلية العراقي جواد البولاني في مؤتمر صحافي ببغداد أمس. وأكد البولاني إفشال مخطط لاستقطاب «إرهابيين أجانب» إلى البلاد.

وقال البولاني إن «قواتنا الأمنية استطاعت اعتقال 39 عنصرا من تنظيم القاعدة مسؤولين عن قيادة العمليات الإرهابية في محافظة الأنبار ودعم العمليات الإجرامية في بغداد». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله إن «القوات الأمنية أفشلت مشروعا إرهابيا لـ«القاعدة» لاستقطاب عناصر أجنبية (...) وبين المعتقلين وزير وأمير». واعتبر البولاني العملية «إنجازا كبيرا في هذه المرحلة» دون أن يحدد متى وأين اعتقل هؤلاء.

وعرضت الوزارة المجموعة المسلحة التي تم إلقاء القبض عليها من قبل الأجهزة الأمنية، وقال البولاني إن هذه المجموعة قامت بتنفيذ أكثر من 40 عملية إرهابية في الأشهر الأخيرة في محافظتي بغداد والأنبار وأنها (المجموعة) تمثل الحاضنة لأغلب الإرهابيين في العراق، مشددا على أن العمليات انخفضت بشكل كبير.

وأكد البولاني، الذي ارتدى الزي العربي في المؤتمر، وهو ما درج عليه مؤخرا في لقاءاته الرسمية، أن «تنظيم القاعدة فشل في توظيف الإرهابيين من الجنسيات الأجنبية بسبب نجاح الأجهزة الأمنية، وأن الشهرين الأخيرين شهدا انخفاضا في العمليات الإرهابية من 50 عملية إلى 5 عمليات، بعد إفشال معظمها من قبل الأجهزة الأمنية». ولفت البولاني إلى «العثور على وثائق أكدت قيام والي الأنبار بدعم والي بغداد بالمقاتلين والأسلحة لتنفيذ عمليات بهدف إعادة بغداد إلى ما كانت عليه بين العامين 2004 و2006». وحذر من استمرار نشاط «القاعدة» لأن «لديها قابلية على تنفيذ هجمات». كما دعا إلى الإسراع بإعدام من يدان من هؤلاء لضمان عدم إطلاق سراحهم من قبل أجهزة الأمن، حسبما نسبت إليه وكالة «أسوشييتد برس».

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال اللواء ضياء حسين مدير الأدلة الجنائية في وزارة الداخلية، إن وزارته تطالب بتطبيق القانون وحكم القضاء على المجرمين، مشيرا إلى أن دعوة وزير الداخلية لإعدام من تثبت إدانته تأتي ضمن هذا الإطار لتطبيق القانون، الأمر الذي أيده فيه قاسم محمد محافظ الأنبار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وقال «إن الدعوة لتطبيق أحكام الإعدام بحق المدانين بقضايا القتل من تنظيمات القاعدة تأتي لتطبيق القانون لأن الجهد الذي تقوم به وزارة الداخلية قد يضيع بعدم الإسراع بتطبيق القانون»، مشيرا إلى أن الجهد الذي قامت به وزارة الداخلية مع القوات في محافظة الأنبار كان وراء إضعاف تنظيمات القاعدة في المحافظة أو ما يسمى بولاية الأنبار.

وفي المؤتمر الصحافي قال اللواء حسين «تمكنا من اعتقال هؤلاء الإرهابيين بعد اعترافات لعناصر آخرين من التنظيم تم اعتقالهم من قبل وهم يديرون تنظيم القاعدة في الأنبار». وأضاف أن «قواتنا استطاعت اعتقالهم بالتعاون مع العشائر وجهود أبناء المحافظة». وأضاف «أن أبرز المجرمين الذين ألقي القبض عليهم هو حامد عبد الرزاق الزاوي وهو ما يسمى وزير الأمن بالإضافة إلى مساعده إبراهيم شلال الزوبعي المسؤول عن إدخال الانتحاريين العرب والأجانب إلى العراق».

وكانت وزارة الداخلية أعلنت السبت الماضي اعتقال المجموعة «الإرهابية» المسؤولة عن مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد وعن الهجوم على قناة «العربية» الفضائية والمصرف المركزي ووزارة الدفاع القديمة وسرقة محلات صاغة وأعمال عنف أخرى. وأكدت أن «عددهم 13 شخصا تم اعتقالهم في منطقة الداوودي في حي المنصور في غرب بغداد وشارع فلسطين (وسط)».

وقتل 46 مسيحيا بينهم كاهنان إضافة إلى سبعة من عناصر الأمن في هجوم استهدف في 31 أكتوبر (تشرين الأول) كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في وسط بغداد في أعنف اعتداء يطاول مسيحيي العراق.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري مقتل اثنين من «الإرهابيين» واعتقال اثنين أحدهما «مغربي الجنسية» في عملية للجيش. وأوضح أن العملية نفذت فجر أمس في منطقة المشيرفة، شمال محافظة صلاح الدين، كبرى مدنها تكريت. وعثر خلال المداهمات على «كميات كبيرة من المواد المتفجرة والأسلحة»، وفقا للمصدر.

من جهتها، ذكرت قناة «العراقية» الرسمية «اعتقال سالم صرفيج، أمير تنظيم القاعدة في منطقة الفرات الأوسط (جنوب غربي بغداد) في عملية إنزال جوي نفذتها قوات الرد السريع في وزارة الداخلية». يشار إلى أن الفرات الأوسط تشمل النجف وكربلاء وضواحيهما.

وفي النجف، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة لؤي الياسري للصحافيين إن «الأجهزة الأمنية قبضت على مجموعة إرهابية من أربعة عراقيين مسؤولة عن سلسلة تفجيرات في المحافظة خلال العام الجاري». وأضاف أن «المجموعة اعترفت بمسؤوليتها عن تفجير مرآب السيارات في منطقة صافي صفا في مارس (آذار) الماضي مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من العراقيين والزوار الإيرانيين». وتابع أن الأربعة مسؤولون عن «التفجير المزدوج في سوق الجملة قرب بنات الحسن والتفجير الأخير ضد الزوار الإيرانيين في شارع المدينة».. لكنه رفض الكشف عن مكان وزمان الاعتقال «لأسباب أمنية»، حسب قوله.