حريق في غابات الكرمل يودي بحياة 40 سجانا إسرائيليا

إسرائيل تطلب مساعدات دولية لإخماد النيران

TT

لقي 40 سجانا إسرائيليا مصرعهم، أمس، حرقا، في غابات الكرمل قرب مدينة حيفا وذلك في أعقاب نشوب حريق هائل دمر 8 آلاف دونم من الغابات المحمية. وأصاب الحريق عشرات المواطنين، بينهم قائدة شرطة حيفا، بحروق خطيرة، تهدد حياتها. وكاد يصيب مئات الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في سجن الدامون المبني في الغابة منذ العهد التركي.

وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن الحادث ككارثة قومية. وتوجه بنداء عاجل إلى كل من روسيا واليونان وقبرص وإيطاليا، طالبا المساعدة في إخماد النيران، وقال الناطق بلسانه إن قادة هذه الدول تجاوبوا ووعدوا بإرسال طائرات إطفاء خاصة.

كان الحادث قد وقع بعد ظهر أمس، إثر اشتعال نيران في مكان ما قرب بلدة عسفيا العربية. وقالت الشرطة إنها تحقق فيما إذا كان اشتعال النار الأولي جاء نتيجة إهمال أو إشعال مقصود من جهات تخريبية، وفي كلتا الحالتين سيستوجب الأمر تقديم المسؤولين عن ذلك إلى المحاكمة. وقال وزير الشرطة، يتسحاق أهرنوفتش: إن هذه جريمة قتل جماعي تضاهي في خطورتها عمليات الإرهاب الكبرى.

وإثر هذا الحريق بدأت أجهزة الدفاع الأمني الإسرائيلية استدعاء قواتها، تساندها الشرطة وقوات الجيش، وقررت إخلاء سجن الدامون، حفاظا على أرواح نزلائه الأسرى الفلسطينيين وسجانيهم الإسرائيليين، وإخلاء بلدة تعاونية يهودية تدعى بيت أورن، التهمتها النيران فيما بعد ودمرتها بالكامل. كما أخليت أحياء عدة من بلدة عسفيا وأخليت جامعة حيفا وبلدة عين حوض العربية وقرية الفنانين عين هود وغيرها.

وعندما وصلت الحافلة التي تقل السجانين المكلفين بإخلاء سجن الدامون، علقت بين النيران، ففقد السئق سيطرته عليها واصطدم بشجرة، فقتل تقريبا جميع السجانين الذين استقلوها، وأكثر من نصفهم عرب من فلسطينيي 48.

وقد واصلت عشرات الطواقم الإطفائية محاولاتها لاحتواء الحريق الهائل في عدة أماكن على المنحدرات الغربية لجبل الكرمل، طيلة الليل.

ولكن الطائرات التي تشارك في عملية إخماد الحريق أوقفت عملها مع حلول الظلام، خوفا من سقوطها. وتمكن الأطباء في مستشفى كرمل بحيفا من إنقاذ حياة امرأة أصيبت بحروق بالغة الخطورة من جراء الحريق. وتم نقلها إلى مستشفى رمبام لمواصلة العلاج.

وأشار مصدر داخل سجن الدامون إلى أن الأسرى الفلسطينيين لم يصابوا بأذى، وعملية إخلائهم تتم بنجاح؛ لأن الرياح تهب بالاتجاه المعاكس لمباني السجن. وقال وزير الأسرى في الحكومة الفلسطينية، عيسى قراقع: إن السجينات الفلسطينيات وعددهن 16 نُقلن بسلام من سجن الدامون إلى سجن الشارون القريب. من جهته، اتصل رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض هاتفيا برئيس الدولة شيمعون بيريس وأعرب عن أسفه للكارثة وعن مشاطرته والشعب الفلسطيني الأحزان لعائلات الضحايا.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: إن الحديث يجري عن حريق خطير جدا أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، وإن إسرائيل لم تشهد في الماضي كارثة بمثل هذا الحجم. وجاءت أقوال نتنياهو في موقع الحدث؛ حيث طار إليه في المساء. وقال رئيس لجنة الكنيست للشؤون الصحية والبيئية، النائب دوف حانين، من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: إن علامات وقوع مثل هذه الكارثة كانت موجودة من قبل، مؤكدا أن المكاره البيئية، لا سيما مكبات النفايات غير المرخصة، قد تؤدي إلى سقوط ضحايا. ودعا النائب حانين إلى تشكيل لجنة تحقيق لتقصي الحقائق حول شبوب الحريق الهائل اليوم. وقال وزير الدفاع إيهود باراك: إن الحديث يجري عن كارثة خطيرة جدا، مؤكدا أنه أصدر تعليماته إلى الجيش الإسرائيلي بوضع جميع القوات والوسائل اللازمة الموجودة بحوزته تحت تصرف الوحدات الإطفائية ووحدات النجدة من أجل إخماد الحريق ومعالجة المصابين وانتشال المحاصرين.