مصدر يمني: تسريبات ويكيليكس «تلفيقات».. ومواقفنا معلنة وغير مزدوجة

منظمة العفو: التسريبات تؤكد ما كشفناه من أن الجيش الأميركي أطلق صواريخ على أبين عام 2009

TT

وصف اليمن تسريبات «ويكيليكس» المتعلقة به، التي نسبت إلى الرئيس علي عبد الله صالح عرضا بالتغطية على ضربات أميركية، بأنها تلفيقات لا أساس لها من الصحة.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن ما سربه موقع «ويكيليكس» حول اليمن ونشر في عدد من الصحف «لا يعتبر نقلا دقيقا وصحيحا لحقيقة ما دار بالفعل في تلك اللقاءات، بل انطوى على تلفيقات لا أساس لها من الصحة». وقال المصدر: «إن مواقف اليمن واضحة ومعلنة وغير مزدوجة، وتعامله مع أشقائه وأصدقائه ينطلق من ثوابته الوطنية والقومية»، مؤكدا أن اليمن «يبني علاقاته مع جميع الدول على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في شؤونه الداخلية أو المساس بثوابته وسيادته».

واعتبر المصدر أنه بالتالي «ما تضمنته تلك الوثائق ونشرها لا يهمان الجمهورية اليمنية بشيء»، مشيرا إلى أن بلاده تعاني «الافتراءات في بعض وسائل الإعلام لتشويه مواقفها والنيل من سمعتها». وبحسب تقرير أرسله السفير الأميركي في صنعاء، بدا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكأنه أقر في يناير (كانون الثاني) خلال لقاء مع الجنرال ديفيد بترايوس، بالتغطية على غارات أميركية على الأراضي اليمنية. وأكد صالح بسحب الوثيقة أنه سيستمر بالقول أمام الرأي العام إن القوات اليمنية، وليست الأميركية، تنفذ الضربات ضد «القاعدة». وقال، في هذا السياق: «سنواصل القول إن هذه القنابل منا وليست منكم».

إلا أن الرئيس صالح رفض نشر قوات أميركية على الأراضي اليمنية التي توجد فيها عناصر «القاعدة». وقال لمسؤولين أميركيين: «عليكم ألا تدخلوا منطقة العمليات، ويجب أن تبقوا في مركز العمليات المشترك». وبحسب التسريبات، رحب صالح باقتراح بترايوس التوقف عن استخدام صواريخ بحرية واللجوء إلى قنابل بالغة الدقة يتم إلقاؤها من طائرات في إطار مكافحة الإرهاب.

من جهتها، أعلنت منظمة العفو الدولية أن الوثائق الدبلوماسية السرية التي كشف عنها موقع «ويكيليكس» تؤكد ما سبق أن كشفت عنه هي حول ضلوع الولايات المتحدة في غارة جوية نهاية العام الماضي أسفرت عن عشرات القتلى في اليمن، مكررة طلبها التحقيق في ذلك. كانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد أفادت في أغسطس (آب) بأن الجيش الأميركي شن في مايو (أيار) الماضي غارة جوية سرية على موقع يشتبه بأنه موقع لتنظيم القاعدة، أودت خطأ بحياة مسؤول يمني محلي، كما ذكرت أن تلك الغارة كانت الرابعة على الأقل التي تستهدف تنظيم القاعدة في جبال وصحراء اليمن منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقالت المنظمة، ومقرها لندن: «إن برقية دبلوماسية توافقت مع صور نشرتها منظمة العفو قبل بضعة أشهر، تظهر أن الجيش الأميركي أطلق صواريخ في جنوب اليمن في ديسمبر 2009 أدت إلى مقتل عشرات السكان». وقال فيليب لوتر، مساعد مدير فرع منظمة العفو في الشرق الأوسط: «يبدو أن هذه البرقية تؤكد المعلومات التي كشفت عنها منظمة العفو الدولية، وتظهر أن الغارة في محافظة أبين (الجنوبية) شنها الجيش الأميركي وليس الحكومة اليمنية». وأضاف لوتر: «ينبغي فتح تحقيق فوري حول مقتل عشرات السكان خلال الغارة الجوية في أبين، على أن يشمل ذلك التورط الأميركي» في الغارة. وتابع: «تجب محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم غير القانونية». وفي يونيو (حزيران) نشرت المنظمة غير الحكومية صورا قالت إنها تظهر بقايا صاروخ من طراز توماهوك المصنع في الولايات المتحدة، إضافة إلى قنابل انشطارية يبدو أنها استخدمت في هجوم شن في 17 ديسمبر في جنوب اليمن وأسفر عن مقتل 55 شخصا.