أمانو يرد على «ويكيليكس»: لم أنحز إلى أميركا ضد إيران.. وتقاريري واقعية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتزم تعزيز جهودها لحماية المعلومات الحساسة

TT

دافع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، أمس، عن موقفه، بعد أن نُشر مضمون برقية دبلوماسية أميركية على موقع «ويكيليكس» وصفته بأنه مؤيد للأميركيين، خصوصا في الملف الإيراني.

وقال أمام الصحافيين، بمناسبة اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المنعقد في فيينا: «تقاريري تحتوي فقط على وقائع، وسأواصل بناء تقاريري فقط بالاستناد إلى وقائع».

وتكشف برقية نشرها موقع «ويكيليكس»، أمس، عن أن واشنطن تعتبر أمانو من أشد مريديها في مسائل أساسية، مثل البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، وهذه المعلومات من شأنها زيادة التوتر القائم أصلا بين مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران.

والدبلوماسي الياباني الذي تسلم مهامه في وكالة الطاقة العام الماضي، رفض التعليق مباشرة على برقية أخرى ورد فيها أن مسؤولا رفيعا آخر في الوكالة الدولية أطلع دبلوماسيين أميركيين على نتيجة تحقيقاته، بعد تفتيش موقع نووي إيراني. واعتبر أنه «من غير المناسب» بالنسبة إليه التعليق على محتوى البرقية، إلا أنه أشار إلى أن «التواصل مع الدول الأعضاء جزء من العمل اليومي. لا ضير في ذلك». وقال: «هذا لا يعني أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية نقلت معلومات سرية حول البرنامج النووي الإيراني إلى الولايات المتحدة».

وقال أمانو: «نحن نتعامل مع مواضيع صعبة وحساسة بالتأكيد، من دون الذهاب نحو الكشف عن معلومات سرية»، وأضاف: «هذه التعليمات موجهة إلى كامل فريق عمل الوكالة»، وقالت برقية دبلوماسية مسربة إن يوكيا أمانو لمح أيضا قبل توليه المنصب العام الماضي إلى أنه يقف في صف الولايات المتحدة بوضوح في عدد من القضايا، بما في ذلك إيران، حسبما نقلت صحيفة «غارديان» البريطانية.

وذكرت إحدى البرقيات المسربة على موقع «ويكيليكس»، أن أمانو تحدث للسفير الأميركي في فيينا في عدة مناسبات بأنه سيضطر إلى تقديم تنازلات إلى الدول النامية، «لكنه في صف الولايات المتحدة بوضوح في كل قرار استراتيجي مهم؛ من تعيين الشخصيات رفيعة المستوى إلى التعامل مع برنامج التسلح النووي المزعوم لإيران».

وقد تزيد البرقيات التي نشرها موقع «ويكيليكس» الإلكتروني من التوتر بين أمانو وإيران في وقت حساس بالنسبة للدبلوماسية الدولية، بشأن برنامج الجمهورية الإسلامية النووي محل النزاع، ومن المقرر أن تستأنف الأسبوع المقبل في جنيف محادثات بين إيران وممثلة القوى الست الكبرى، وهي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين، في أول اجتماع من نوعه منذ أكثر من عام. وتتهم الدول الغربية إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.

وفي أول تقرير له حول إيران في فبراير (شباط) ألقى أمانو بثقله وراء الشكوك الغربية، وعبر عن مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن طهران ربما تعمل على تطوير صاروخ قادر على حمل رأس نووية. واتهمت إيران أمانو، وهو دبلوماسي ياباني مخضرم، بالتحيز، وتوترت العلاقات أكثر في يونيو (حزيران)، حين قال إن طهران تعطل عمل الوكالة برفضها السماح بدخول بعض المفتشين.

وبعد انتخاب أمانو مديرا عاما للوكالة بفارق قليل في يوليو (تموز) من العام الماضي، وقبل تسلمه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2009، وصفته البعثة الأميركية في فيينا في برقية لها بأنه «مدير عام لكل الدول لكنه متفق معنا». وانتخب أمانو ليخلف المدير السابق محمد البرادعي الحاصل على جائزة نوبل للسلام.

وانتخب أمانو للمنصب بفضل دعم الدول الصناعية الكبير، لكن عددا كبيرا من الدول النامية تعتبره أداة في يد القوى الغربية.

وتحدثت برقية أخرى نشرتها «غارديان» عن اجتماع مع أمانو، أبرز «التلاقي بدرجة كبيرة بين أولوياته وأجندتنا (الأميركية) في الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وأعلنت وكالة الطاقة، أمس، أنها تعتزم تعزيز جهودها لحماية المعلومات الحساسة، في خطوة تتواكب مع التسريبات التي كشفها موقع «ويكيليكس»، وشدد دبلوماسي في مقر الوكالة في فيينا على أن هذا الإعلان لا علاقة بينه وبين البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي نشرها «ويكيليكس»، إلا أنه أضاف أن «تسريبات (ويكيليكس) أظهرت الحاجة إلى حماية المعلومات التي تكون لدى أي منظمة وطنية أو دولية».