سلطانية: الوكالة الذرية أسهمت في اغتيال علماء إيرانيين

قال إن الأسماء رفعتها الوكالة إلى مجلس الأمن

TT

اتهم السفير علي أصغر سلطانية، المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الوكالة بالإسهام فيما وصفه بعمليات إرهابية تترصد بالاغتيال علماء وخبراء إيرانيين ممن وردت أسماؤهم في قوائم رفعتها الوكالة لمجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن عددا من الخبراء الإيرانيين الذين ماتوا اغتيالا هم ممن سبق أن أوكلت إليهم الحكومة الإيرانية مهام مساعدة المفتشين الدوليين أثناء عدد من الزيارات الدورية التي يقوم بها المفتشون للتحري داخل إيران.

جاء ذلك في حديث لسلطانية مع الصحافيين، مساء أمس، بمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعاصمة النمساوية فيينا، عقب نقاش مستفيض لمجلس أمناء الوكالة لقضية الملف النووي الإيراني.

وكان سلطانية قد أشار إلى أن إيران أصبحت طيلة الـ8 سنوات الماضية منذ أن بدأ طرح ملفها النووي كقضية أمام مجلس الأمناء، ضحية جهل الوكالة وفشلها في الفصل بين ما هو التزام وفق اتفاقية الضمانات الموقعة عليها إيران وبين البروتوكول الإضافي الذي أوقفت إيران تفعيله وبين ما تقوم به إيران طوعيا. مبينا أن هذا الخلط قاد الوكالة وعددا من الدبلوماسيين الغربيين لتسييس عمل الوكالة واتهام إيران دون أسس قانونية بعدم التعاون وعدم الالتزام رغم أن إيران لم تمنع المفتشين الدوليين يوما أو تحول دون عمليات التفتيش داخل إيران.

وفي سياق مواز رفض سلطانية التعليق على ما تسرب من وثائق تتهم مدير الوكالة الياباني يوكيا أمانو بالانحياز للولايات المتحدة، مكتفيا فقط بتأييد الوثائق التي أشارت إلى أن مسؤولين كبارا بالوكالة يسربون ما تحصل عليه الوكالة من معلومات من دولها الأعضاء. مذكرا بأن إيران ودولا أخرى سبق أن أشارت إلى هذه التصرفات غير المسؤولة.

من جانبه كان يوكيا أمانو مدير عام الوكالة قد امتنع عن الإدلاء بأي تعليق حول ما نسبته له تسريبات الوثائق التي كشفها «ويكيليكس» والتي كشفت أن أمانو سبق أن أكد اتفاقه مع الولايات المتحدة الأميركية في كل مواقفها داخل الوكالة بما في ذلك ما يختص بالتعيينات لكبار المسؤولين.

وكان أمانو قد تمسك بسياسة لا تعليق رغم محاولات الصحافيين التضييق عليه للإدلاء بأي تعليق حول تلك الاتهامات، مصرا على أنه من غير المناسب له أن يعلق على تسريبات داخلية تخص دولة عضوا بالوكالة، مضيفا أنه وبحكم تجربته السابقة كدبلوماسي لأكثر من 30 عاما متيقن تماما أن التقارير ترد عادة بصيغ مختلفة لاختلاف مصادرها.

وكان أمانو في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» قد امتنع عن نفي أو تأكيد ما تسرب ويتهمه بعدم الحياد وبالانحياز للولايات المتحدة وهي اتهامات طالما رددتها إيران مرارا مشيرا في رد على سؤال إن كان ينوي نقاشها مع المندوب الإيراني إلى أن الحوار مع السفير سلطانية مفتوح بينهما دائما ولا يحجبه حجاب، موضحا أنه لم يتلق أي احتجاج بشأن هذه التسريبات من أي عضو.

في سياق آخر وصف أمانو الذي صادف يوم أمس ذكرى تعيينه قبل عام كمدير عام للوكالة أداءه بالجيد قياسا بما أنجزه خلال العام، مؤكدا أنه لم يقم بأي خطأ وأنه يسعى لتأدية مهامه على أكمل وجه.

هذا وكان أمانو قد عبر في كلمته الافتتاحية التي ألقاها أمام اجتماع مجلس الأمناء صباح أمس، عن قلقه مما يدور من نشاط نووي داخل كورية الشمالية التي قطعت منذ العام الماضي صلتها بالوكالة تماما وذلك عندما طردت حكومة بيونغ يانغ ما تبقى من عدد محدود لمفتشي الوكالة بعد أولئك الذين طردتهم 2002 ورمت بمعداتهم وخلعت كاميراتهم وأختامهم.

من جانب آخر كان أمانو قد كرر شكواه من عدم التزام إيران، مما يعيق من إمكانية الوصول لحل للمسائل والقضايا التي ما تزال عالقة ومما يحول دون إمكانية أن تقرر الوكالة طبيعة النشاط النووي الإيراني وما إن كان لأغراض سلمية بحتة كما تقول إيران أو أن له أهدافا عسكرية كما تتهمها دول غربية.