حزب بارزاني يعقد مؤتمره العام السبت المقبل

وسط توقعات بتغيرات جذرية في قيادته

TT

يستعد الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، لعقد مؤتمره التنظيمي الثالث عشر بعد أحد عشر عاما من انعقاد آخر مؤتمر للحزب. وأكد مصدر قيادي في الحزب أنه «تقرر عقد المؤتمر يوم السبت المقبل 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي بمشاركة أكثر من ألف مندوب تم انتخابهم في المؤتمرات الفرعية خلال الفترة الماضية وبحضور شخصيات سياسية عراقية وأجنبية وكردستانية».

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر المقبل «سيكون نوعيا بكل المقاييس، لأنه مضت فترة طويلة جدا على آخر مؤتمر للحزب رافقتها أحداث سياسية كبيرة جدا في مقدمتها سقوط النظام السابق وتحرير العراق وتقدم البناء الديمقراطي في إقليم كردستان، بالإضافة إلى أحداث ووقائع دولية غيرت الكثير من المعادلات السياسية في العالم، والحزب الديمقراطي لم يعتد تأخير مؤتمراته الحزبية بهذا القدر، ولكن ظروف العراق وكردستان وما رافقها من تطورات وأحداث دراماتيكية حالت دون الالتزام بموعد عقد المؤتمرات الحزبية، لذلك فإن المؤتمر القادم سيكون نوعيا بكل المقاييس، وسيعطي دفعة قوية جدا للحزب، سواء على مستوى التنظيمات الحزبية أو على مستوى تجديد القيادة».

وبسؤاله عن التغييرات المرتقبة على مستوى قيادة الحزب أشار المصدر إلى أنه «بالتأكيد الحزب كله ينتظر تغييرا جذريا بهذا المستوى، فهناك إجماع كامل بضرورة دفع الشباب إلى المقدمة وتطعيم القيادة بالعناصر من ذوي الكفاءة والخبرة، وعدم التوقف عند الحرس القديم، إذا جاز التعبير، صحيح أن هؤلاء قدموا الكثير لحزبهم، ولكن آن الأوان لإشراك الشباب والمرأة أيضا في المستويات القيادية، وسيكون للسيد نيجيرفان بارزاني دور محوري بهذا الشأن، فهو مرشح لقيادة جناح التغيير والتجديد في الحزب، وهناك آمال كبيرة معلقة على دوره القادم، خصوصا أنه أثبت خلال السنوات الماضية قدرته الكاملة على صيانة وحدة الحزب».

وحول وجود تكتلات أو أجنحة متصارعة داخل الحزب أكد المصدر أنه «ينفرد الحزب الديمقراطي الكردستاني من بين جميع الأحزاب الكردستانية بعدم وجود تكتلات أو أجنحة حزبية فيه، هناك طبعا اختلافات في الرأي حول الكثير من المسائل، ويحدث الجدل والنقاش داخل اجتماعات الحزب وفي جميع مؤسساته ومكاتبه القيادية، وهذا أمر طبيعي بل ومطلوب لإثراء الحوارات داخل الحزب وبناء المواقف تجاه التطورات والأحداث، ولكن جميع هذه الاختلافات، ولا أقول الخلافات، يتم التفاهم حولها داخل الإطار الحزبي، ولم نشعر يوما بأنه كانت هناك تكتلات حزبية وعلى أي مستوى، وهذا يعود إلى قدرة قيادة الحزب على التفاهم مع الجميع، والدليل على قوة وتماسك الحزب هو بقاؤه موحدا على الرغم مما أصاب الكثير من الأحزاب الكردستانية الأخرى من تصدعات وانشقاقات، وهذا ما لم يحدث في حزبنا، وهذا في حد ذاته يعتبر دليلا مضافا إلى عدم وجود تكتلات حزبية عندنا».

وكشف المصدر أن «هناك نية بإشراك المرأة في المراكز والمناصب القيادية في الحزب، وأعتقد بأن تعتمد الكوتة بهذا الصدد، ورغم أن البعض من نساء الحزب يرفضن اعتماد هذه الصيغة للمشاركة في اللجنة القيادية على اعتبار أنها تنتقص من وزن المرأة، ولكن هناك الأغلبية التي تحبذ هذه الصيغة، ولو كبداية، إلى حين أن تثبت المرأة قدرتها القيادية في الحزب».

يذكر أن الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يعتبر أحد أعرق الأحزاب السياسية في العراق قد تأسس في جمهورية مهاباد الكردية الإيرانية عام 1946، وقاد نضال الشعب الكردي ضد الأنظمة العراقية منذ إعلان الزعيم الكردي الراحل الملا مصطفى بارزاني ثورته التحررية في سبتمبر (أيلول) من عام 1961 ضد حكومة عبد الكريم قاسم، وانتخب الرئيس الحالي مسعود بارزاني لرئاسة الحزب في المؤتمر المنعقد عام 1979 وما زال رئيسا للحزب يعاونه نائبه نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الإقليم السابق.