السلطة الفلسطينية تغلق فضائية «فلسطين الغد» القريبة من دحلان

صحافيون يتهمونها بقطع أرزاقهم لأسباب شخصية

TT

اتهم صحافي فلسطيني السلطة بسحب ترخيص قناة تلفزيونية مستقلة جديدة، قبل أن تبدأ بثها التجريبي في الأول من يناير (كانون الثاني) المقبل، والتسبب في قطع أرزاق قرابة 45 عاملا فيها. وحسب ما قاله الصحافي الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» فإن السبب وراء سحب ترخيص القناة هو الخلافات بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ومحمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. ويقول هذا الصحافي إن القناة التي يطلق عليها اسم «فلسطين الغد»، تمتلكها مجموعة من رجال الأعمال منهم دحلان نفسه ونجيب ساويرس رجل الأعمال والملياردير المصري.

لكن مصادر فلسطينية قالت إن إلغاء تصريح قناة «فلسطين الغد» جاء بتوجيهات من الرئاسة إلى وزارتي الاتصالات والداخلية تؤكد عدم وجود حاجة إلى مزيد من القنوات الفضائية، وهو قرار صدر في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ويشمل 3 مشاريع أخرى منها مشروع تقدم به نجل الرئيس طارق.

وأكدت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار الرئاسة جاء بعيدا عن قضايا شخصية أو غيرها»، موضحة أن دحلان ليس رئيس مجلس إدارة الشركة كما يزعم البعض، فهو (دحلان) أعلن بعد انتخابه عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح قبل نحو 16 شهرا، وأمام أعضاء اللجنة أن لا علاقة له بالقناة، باستثناء بعض الأسهم، حسب قول المصادر.

في هذا السياق ذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن لجنة التحقيق التي شكلتها اللجنة المركزية للنظر في «التطاولات على الرئيس» المتهم بها دحلان، برئاسة محمد غنيم (أبو ماهر) وعضوية عزام الأحمد وصخر بسيسو وعثمان أبو غربية، التقت دحلان الذي دافع عن نفسه ضد هذه الاتهامات. ويفترض أن تطرح لجنة التحقيق التي أكدت مجددا أن لا خلافات شخصية بين أبو مازن ودحلان، ما توصلت إليه في اجتماع للجنة المركزية لفتح.

وعلى صعيد قناة «فلسطين الغد»، فقد رفض إلياس الزنانيري مدير الفضائية التعقيب على القرار. وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن الإجراءات القانونية في بدايتها، وهو بالتالي يرفض التعقيب على قرار الوزارة. وبررت الوزارة القرار بـ«إجراءات قانونية» تتعلق بالتراخيص، حيث جاء في بيان الوزارة: «استنادا للصلاحيات المخولة لنا وتحقيقا لمقتضيات المصلحة العامة، تقرر إغلاق فضائية شركة (المستقبل) فضائية (فلسطين الغد)، استنادا إلى التعليمات والقرارات بهذا الشأن. إضافة إلى أحكام البث، تغلق المحطة المذكورة اعتبارا من تاريخه».

غير أن الصحافي الفلسطيني قال إن العاملين في فضائية «فلسطين الغد» التي ستطلقها شركة «دار المستقبل للإعلام»، يضعون اللمسات الأخيرة لبدء البث التجريبي في الأول من يناير، لكن قرار سحب الترخيص أوقف كل شيء. وأوضح الصحافي أن الشركة أعطت العاملين إجازات حتى 25 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، في انتظار نتائج المجريات القانونية التي اتخذتها الشركة ردا على قرار وزارة الاتصالات، مشيرا إلى أن محامي الشركة يشكك في قانونية القرار.

وحسب الصحافي فإن بعض العاملين في هذه الفضائية يواجهون البطالة للمرة الثانية بعدما أدت الخلافات بين أبو مازن ونبيل عمرو، عضو المجلس الثوري السابق سفير فلسطين السابق في القاهرة، إلى وقف مشروع فضائية «الفلسطينية» التي كان يفترض أن تنطق باسم حركة فتح ردا على قناة مثل «الأقصى» الناطقة بلسان حركة حماس.

وأكد المصدر الفلسطيني أن لا علاقة بين قرار سحب تراخيص هذه القنوات بأي خلاف من أي نوع ومع أي كان.