قوات الأمن السودانية تداهم مقار السلطة الانتقالية في دارفور وتعتقل كوادر حركة مناوي

مصادر في الخرطوم تشير إلى أن كبير مساعدي البشير السابق يسعى لخوض حرب جديدة بعد الاستفتاء

TT

داهمت قوات مشتركة بالسلاح من الاحتياطي المركزي وجهاز الأمن والمخابرات السوداني أول من أمس مقار السلطة الانتقالية لدارفور في الفاشر التي يرأسها كبير مساعدي الرئيس السوداني السابق رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، واعتقلت كل الموجودين فيها، في وقت نقل فيه مركز إعلامي تابع للحكومة، اعتزام حركة مناوي الدخول في حرب ضد الخرطوم بعد إجراء الاستفتاء في جنوب السودان في التاسع من يناير (كانون الثاني).

وقالت مصادر من الفاشر لـ«الشرق الأوسط» إن حكومة ولاية شمال دارفور قامت بتطويق مقري السلطة الانتقالية لدارفور واستولت على أجهزة الكومبيوتر ومولد كهربائي كبير إلى جانب سيارتين تابعتين للسلطة. وأضافت أن الأجهزة الأمنية قامت بإغلاق الطرق المؤدية إلى مقار السلطة الانتقالية، وتابعت المصادر (لم يعرف بعد سبب هذا الإجراء) أن قوات الأمن بدأت في حملة تفتيش عن منسوبي حركة مناوي لإلقاء القبض عليهم، وأنها اعتقلت أحمد يعقوب مدير مفوضية التعويضات، وقالت المصادر إن قوات الأمن احتلت دار حركة تحرير السودان فصيل مني أركو مناوي في الفاشر وضربت حولها طوقا أمنيا.

من جهته، قال مستشار الشؤون القانونية في الحركة عبد العزيز سام إن حركته تحمل والي شمال دارفور محمد عثمان يوسف كبر مسؤولية هذا الإجراء إلى جانب تحميله مسؤولية اعتقال أي فرد من أعضاء الحركة، وقال إن مكاتب الحركة أو السلطة الانتقالية في الخرطوم وهي عاصمة السودان لم يتم الاستيلاء عليها أو إغلاقها، وتساءل (فلماذا في الفاشر؟).

وتوترت العلاقة بين الخرطوم وحركة تحرير السودان فصيل مناوي منذ مايو (أيار) الماضي، وتوجه رئيس الحركة بعد أن رفضت الحكومة إعادته إلى منصبه الذي كان يشغله مساعدا للبشير، مما دفع مناوي إلى أن يتخذ من جوبا مقرا له، وكان الرئيس عمر البشير قد أصدر قرارا قبل يومين بتعيين والي غرب دارفور جعفر عبد الحكم رئيسا مكلفا للسلطة الانتقالية لدارفور.

من جهة أخرى، نقل المركز السوداني للخدمات الصحافية الحكومي أن حركة تحرير السودان برئاسة مني أركو مناوي، عقدت اجتماعا طارئا لمكتبها السياسي الخميس الماضي في أم درمان، حضره كافة أعضاء المكتب السياسي للحركة لمناقشة ما تناقلته أجهزة الإعلام حول اعتزام الحركة العودة للحرب مجددا وحشدها للآليات وتحريك قواتها ناحية الجنوب، ما دعاها إلى إصدار بيان والتبرؤ من محاولات عودتها للحرب.

وذكر المركز أن اجتماع المكتب السياسي خلص إلى تكوين لجنة برئاسة داود حسين الطاهر، وصالح منصور مقررا لها، وعضوية كل من عصام جميل الله وعادل طيارة الناطق الرسمي باسم الحركة، بهدف إعادة مجموعة الإصلاح المنشقة عن الحركة التي تسمى «تيار الإصلاح» للتفاوض معهم وإرجاعهم للحركة بشتى السبل، مشيرا إلى أن الاجتماع أوصى بتقديم تنازلات لمجموعة الإصلاح إلى جانب إغرائهم حتى يعودوا لصفوف الحركة.

وأضاف المركز أن مناوي اتصل بأعضاء المكتب السياسي من مقره بجوبا وأمرهم بالمجيء إلى جوبا في مدة أقصاها التاسع من يناير المقبل، وتحريك كافة العسكريين إلى دارفور تمهيدا لإعلان الحرب بعد أن اشترطت عليهم الحركة الشعبية بحسب المركز السوداني للخدمات الصحافية - عدم إعلان الحرب قبل التاسع من يناير لجهة تعارضه مع الاستفتاء، وأن القائد العسكري لحركة مناوي الذي يدعى محمدين تحرك إلى بحر العرب لتسلم دعم عسكري من الحركة الشعبية تمهيدا لإعلان الحرب رسميا بعد التاسع من يناير.