إسرائيل: تزايد الاتهامات لوزير الداخلية «الشرقي».. ومطالبته بالاستقالة

حرائق الكرمل تشعل النقاش الطائفي في البلاد

TT

سيطرت إسرائيل تماما على حريق الكرمل، لكن حرائق أخرى اشتعلت داخل البلاد، بعدما فضح الحريق الكبير عجزها في مواجهة الكوارث الكبيرة التي قد تنتج عن حروب أو حوادث طبيعية أخرى مثل الزلزال.

وناقش الكنيست الإسرائيلي أمس، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الحريق الهائل الذي شب في غابات الكرمل، وأودى بحياة 42 شخصا، ومئات المنازل، وآلاف الدونمات وملايين الأشجار.

وبدأت الجلسة بوقوف أعضاء الكنيست دقيقة صمت، قدم بعدها وزير الأمن الداخلي، يتسحق اهرونوفيتش، تصورا عن الخسائر التي سببها الحريق، وقدرها بأكثر من 120 مليون شيقل.

ولم تخل جلسة الكنيست من انتقادات كبيرة لاستعدادات إسرائيل لأي طارئ، وقال النائب العربي أحمد الطيبي محذرا وساخرا من الحكومة الإسرائيلية: «إن أي طائرة عملاقة لن تساعدنا عندما تقع هزة أرضية قوية مثلا».

وزاد اهرونوفيتش من حدة التوتر مع وزير الداخلية ايلي يشاي، عندما شكر جميع الوزراء واستثناه، وكانت دعوات كبيرة أطلقت في إسرائيل لإقالة يشاي من منصبه وهو ما أشعل نقاشا طائفيا في إسرائيل بسبب أصول يشاي الشرقية.

وكان سياسيون وكتاب ومثقفون إسرائيليون وجمعيات ومؤسسات دعوا يشاي إلى الاستقالة في أعقاب الإخفاق في إخماد الحريق الهائل الذي شبّ في جبل الكرمل بداية.

وشن أعضاء الكنيست هجوما قاسيا على يشاي، قائلين إنه عرف كيف يطرح مواقف متشددة وكيف يحصل على ميزانيات عاليه لصالح شؤون قريبة منه ومن حزبه (شاس) في إشارة إلى الميزانيات التي حصل عليها لطلاب المعاهد الدينية والمباني الدينية، لكنه لم يعمل بشكل مشابه لصالح قوات الإطفاء والإنقاذ.

وحسب صحيفة «هآرتس» فإن الحكومة الإسرائيلية صادقت في يوليو (تموز) الماضي على منح ميزانية بمبلغ 27 مليون دولار تقريبا لقوات الإطفاء لكن يشاي لم يعمل على تحويل هذا المبلغ إلى خدمات الإطفاء والإنقاذ.

ونقلت «هآرتس»عن قياديين في حزب العمل قولهم إن الخلل في أداء يشاي في مجال إخماد الحرائق ينضم إلى سلسلة من الخلل والتصريحات الظلامية التي أطلقها، والاستنتاج الحتمي هو أن على يشاي تحمل المسؤولية والاستقالة من منصبه.

وقال عضو الكنيست، ايتان كابل، إن القيمة الأخلاقية المناسبة هي أن يعود إيلي يشاي إلى بيته حتى لو لم يكن مذنبا في كل شيء، لكن لا يوجد في دولة إسرائيل اليوم مفهوم تحمل المسؤولية.

وفتحت هذه الاتهامات، باب النقاش العنصري في إسرائيل باعتبار يشاي من أصول شرقية مغربية. ونقل عن يشاي قوله إن هذا الهجوم غير المسبوق الذي طاله نابع من كونه شرقيا.

ودافع أعضاء الكنيست آخرون وشخصيات اجتماعية وسياسية عن يشاي، متهمين خصومه بمعاداته بسبب أصوله الشرقية، وقال وزير الشؤون الدينية يعقوب مرجي، وهو من شاس: «إن ما يحدث اليوم في الإعلام هو تنكيل بايلي يشاي، وهذا ليس من قبيل الصدفة، وللتذكير فإن يشاي هو شرقي وحردي ويميني، ولو كان وزيرا آخر لما تعاملوا معه كما يتعاملون مع يشاي».

وأضاف: «نحن لا نثق بمن يديرون الرأي العام في إسرائيل لأنهم مصابون بفيروس العنصرية ضد الشرقيين».

ويسلط الجدل حول يشاي الضوء على علاقة اليهود الشرقيين في إسرائيل باليهود الاشكناز (الأوروبيين)، إذ يعتقد الشرقيون أن تعامل الاشكناز معهم يتم بصورة فوقية، والتاريخ في إسرائيل مليء بمثل هذه الصراعات.

وكان استطلاع للرأي العام أجراه معهد «مأغار موحوت» لاستطلاعات الرأي ونشره موقع «واللا» الإسرائيلي أمس، أظهر زيادة في شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي، وحزب الليكود في أعقاب حريق الكرمل، بينما أظهر تراجعا في شعبية وزير الداخلية وحزب شاس.

وبيّن الاستطلاع أن المستطلعين منحوا نتنياهو 78 نقطة من أصل 100 نقطة فيما يخص إدارته لأزمة حريق الكرمل، وهو ما يعتبر تقديرا عاليا مقارنة بما منحه الجمهور الإسرائيلي لرؤساء الحكومات السابقة.

وبالمقابل حمل الجمهور وزير الداخلية ايلي يشاي، مسؤولية فشل مواجهة الحريق، وهو ما انعكس في تراجع عدد مقاعد حزبه (من 11 إلى 9 مقاعد) في الاستطلاع، إذ سيخسر مقعدين برلمانيين لو أجريت الانتخابات اليوم.