القيادي الاشتراكي الفرنسي فرانسوا هولاند يزور الجزائر للتباحث مع مسؤوليها

قال: فرنسا ستخرج كبيرة لو تحملت مسؤولياتها تجاه تاريخها

TT

يعقد النائب الاشتراكي الفرنسي، الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي، فرانسوا هولاند، اليوم، لقاءات على مستوى عال مع مسؤولين جزائريين خلال زيارة للجزائر تدوم 3 أيام.

وقال هولاند لـ«الشرق الأوسط»: «إن الوقت حان لانطلاقة جديدة» في العلاقات الجزائرية - الفرنسية التي تأثرت كثيرا في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي.

من جهته، قال فوزي لمداوي، منتخب محلي فرنسي من أصول جزائرية، وعضو قيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي: إن هولاند يلتقي اليوم مع عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأمين عام حزب الأغلبية البرلمانية «جبهة التحرير الوطني».

وأوضح لمداوي، الذي يرافق هولاند في زيارته، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن برنامج زيارته يتضمن تنظيم لقاءات مع رئيس «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية العليا) عبد القادر بن صالح، الذي يعتبر، دستوريا، الرجل الثاني في الدولة. ويلتقي أيضا رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية السفلى) عبد العزيز زياري، ورئيس «المجلس الاقتصادي والاجتماعي»، محمد الصغير باباس، ومسؤول أكبر تجمع لأصحاب العمل الخواص «منتدى رؤساء المؤسسات»، رضا حمياني. وتبحث هذه اللقاءات، حسب مصدر من حزب «جبهة التحرير»، العلاقات الثنائية في بُعدها الاقتصادي، وفي جانبها التاريخي المثير للجدل بسبب ارتباطه بالاستعمار، وما خلفه من حساسيات، يجد البلدان صعوبات جمة في تجاوزها على الرغم من مرور أكثر من 48 سنة على استقلال الجزائر. وتعكس درجة مسؤولية الأشخاص، الذين سيلتقيهم هولاند، طابعا شبه رسمي لزيارته التي يرافقه فيها النائب الأوروبي عبد القادر عريف، الذي ينحدر من أصول جزائرية، والنائب الأوروبي الفرنسي ستيفان فول. وتفيد مصادر، على صلة بالزيارة، بأن هولاند طلب لقاء الرئيس بوتفليقة، الذي «يفترض أنه وافق على الطلب»، بحسب المصادر. واستقبل بوتفليقة هولاند خلال زيارته للجزائر عام 2006، لما كان هولاند أمينا عاما للحزب الاشتراكي، الذي يحظى بتعاطف واضح من لدن الجزائريين، بسبب دفاعه عن المهاجرين.

ويعيش في فرنسا نحو مليون جزائري، إضافة إلى مليوني فرنسي من أصول جزائرية.

وسألت «الشرق الأوسط» هولاند، عشية زيارته، عن سبب تنقله إلى الجزائر، فقال: «ينبغي أن يدرك الجميع أنني صديق الجزائريين»، مشيرا إلى أنه سيبحث «القضايا المشتركة بيننا، بما في ذلك قضية التاريخ مع مسؤولين من مستوى عال». وأضاف، بخصوص مطلب الجزائريين الاعتراف بجرائم الفترة الاستعمارية: «سوف تخرج فرنسا كبيرة لو تحملت مسؤولياتها تجاه تاريخها». وتقول مصادر «جبهة التحرير الوطني» الجزائرية (الجهة التي تستضيف القيادي الاشتراكي): إن هولاند بصدد خوض حملة ترشح مسبقة للانتخابات التمهيدية في الحزب الاشتراكي، استعدادا لانتخابات الرئاسة في 2012. ويقول لمداوي: إن المهاجرين في فرنسا «والجزائريين على وجه الخصوص، سيكون لهم وزن كبير في ميزان الربح والخسارة في حال ترشح هولاند لانتخابات الرئاسة». وحول احتدام الصراع بين قيادات الحزب في الانتخابات التمهيدية المرتقبة، قال هولاند: «عندما ينتهي هذا المسار الذي أرجو ألا يطول، سوف يُجند كل الاشتراكيين وراء الذي أو التي ينبغي أن يكون أو تكون رئيسا للجمهورية الفرنسية». وتحفظ هولاند عن الخوض في مدى رغبته في الترشح للانتخابات التمهيدية.