أوباما يدعو الصين للتعاون وإرسال رسالة إدانة لبيونغ يانغ

اجتماعات مكثفة في واشنطن حول كوريا الشمالية

TT

تنشغل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بتفادي مواجهة بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية بعد قصف بيونغ يانغ جزيرة تابعة لكوريا الجنوبية في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وفي الوقت نفسه، تشعر الإدارة الأميركية بحيرة بسبب رفض بيونغ يانغ التعاون مع مجموعة الدول الست في المحادثات السداسية حول برنامجها النووي.

وتنظر واشنطن إلى بكين، وهي الحليف الأقوى لكوريا الشمالية، للضغط عليها ومنعها من التمادي في اعتدائها على كوريا الجنوبية وتبديد المخاوف الدولية من برنامجها النووي. واتصل أوباما، مساء أول من أمس، بالرئيس الصيني هو جينتاو لبحث الملف الكوري الشمالي، وحث الصين على التعاون مع الولايات المتحدة في الضغط على كوريا الشمالية. وأفاد بيان من البيت الأبيض حول المكالمة الهاتفية بين الزعيمين بأن «الرئيسين بحثا مصلحتنا المشتركة في أمن واستقرار شمال شرق آسيا وأولوية ضمان نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، واتفقا على أهمية عمل الولايات المتحدة والصين سويا لتحقيق هذه الأهداف المشتركة». وأبلغ أوباما هو «الحاجة لكف كوريا الشمالية عن تصرفاتها المثيرة والالتزام بتعهداتها الدولية، بما في ذلك التزاماتها بموجب إعلان الدول الست عام 2005» التي تشمل نزع الأسلحة النووية.

ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية ووسائل إعلام صينية أمس عن هو قوله إنه قلق حول الأوضاع هناك، وطالب برد «هادئ ومنطقي من جميع الأطراف». وتمتنع الصين عن إدارة بيونغ يانغ مباشرة إلا أنها أبدت استياءها من التصعيد في شبه الجزيرة الكورية الحساسة.

وبينما أدان أوباما قصف بيونغ يانغ لجزيرة تابعة لكوريا الجنوبية، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، قال بيان البيت الأبيض حول المكالمة بين الرئيسين: إن أوباما «حث الصين على العمل معنا ومع آخرين لإرسال رسالة واضحة لكوريا الشمالية بأن أعمالها الاستفزازية غير مقبولة». كانت مكالمة أوباما لهو ضمن جملة من التحركات الأميركية في الأيام الماضية للضغط على بيونغ يانغ وتأكيد وجود تداعيات لتصرفاتها، خاصة استخدام القوة العسكرية. ويعتبر البيت الأبيض أن للصين التأثير الأكبر في تحذير بيونغ يانغ من استفزازات مستقبلية، ويعول على الصين للحد من مثل هذه الأعمال.

وجاء اتصال أوباما في وقت تعاني الإدارة الأميركية تداعيات تسريب برقيات دبلوماسية على موقع «ويكيليكس» شملت برقيات منتقدة للقيادة الصينية وتبدي إشارات إلى عدم الثقة بين الطرفين، إلا أن الإدارة الأميركية حرصت منذ تولي أوباما الرئاسة على تحسين العلاقات مع بكين، وقد اتصل أوباما بهو، هاتفيا أو مباشرة، مرات عدة خلال الأشهر الماضية.

وخلص بيان البيت الأبيض إلى الإشارة إلى أن «الرئيس (أوباما) شدد على التزام الولايات المتحدة بأمن حلفائنا في المنطقة»، في إشارة واضحة إلى كوريا الجنوبية واليابان.

وتأكيدا على هذا الالتزام، استضافت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في واشنطن، أمس، وزيري الخارجية الكوري الجنوبي والياباني. وعقدت مع كل منهما اجتماعات أحادية وبعدها عُقد اجتماع موسع للوزراء الثلاثة في مقر وزارة الخارجية الأميركية أمس لبحث ملف كوريا الشمالية.

والتقت كلينتون، صباح أمس، وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم سانغ هوان لمدة ساعة، لتلتقي بعدها وزير خارجية اليابان سيجي ميهارا لنحو 40 دقيقة تم بعدها عقد اجتماع ثلاثي. وقالت كلينتون عند استقبالها كيم: «نحن ملتزمون جدا بعلاقتنا وتحالفنا مع الجمهورية الكورية، ونحن مصرون على معالجة كل القضايا العالقة والتوصل إلى نتائج مناسبة للمضي قدما».

تأتي الاجتماعات في واشنطن في وقت تقوم فيه سيول بمناورات عسكرية بدأت أمس وتستمر لمدة 5 أيام. وقد أدانت كوريا الشمالية هذه التدريبات، معتبرة أنها محاولة لاستفزازها.

كما تتزامن زيارة كيم مع توصل واشنطن إلى اتفاق مع سيول حول اتفاقية تجارة حرة، توثق علاقة البلدين وتؤكد الدعم الأميركي لكوريا الجنوبية.