البرادعي يتعهد بمواصلة العمل مع «الإخوان» رغم خسارة مقاعدهم في البرلمان

الحزب الحاكم يقول إنهما بعيدان عن الشارع السياسي

TT

في حين اعتبرهما الحزب الحاكم بعيدين عن الشارع السياسي المصري، تعهد الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي أعلن رغبته في الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية العام المقبل، بمواصلة العمل مع جماعة الإخوان المسلمين على الرغم من خسارة مقاعدها في البرلمان، زاعما أن المعارضة أصبحت أكثر تشددا وأن النظام أصبح يخشى انتخابات الرئاسة المقرر لها خريف 2011.

وجاءت تصريحات البرادعي بعد يومين من عودته إلى مصر بعد جولة له في الخارج، حيث استقبلته جماعة «الإخوان» التي تنظر إليها الحكومة باعتبارها جماعة محظورة، بقولها إنها قررت هي الأخرى تنظيم مؤتمر جماهيري ومظاهرة احتجاجية خلال أيام بمشاركة البرادعي في كل من الصعيد بجنوب البلاد والقاهرة.

وقال البرادعي إن انتخابات مجلس الشعب التي انتهت الأحد الماضي بفوز كاسح للحزب الحاكم الذي يرأسه الرئيس المصري حسني مبارك، كانت «مهزلة»، وقال أيضا، في أول تعليق له على هذه الانتخابات التي سبق أن دعا المصريين لمقاطعتها، إن نتائجها الرسمية «جاءت نتيجة تلاعب شديد».

وتعهد البرادعي، عقب عودته إلى مصر قبل يومين، بمواصلة العمل مع جماعة الإخوان المسلمين التي منيت بخسارة كبيرة في الانتخابات، من أجل «الوصول للتغيير في مصر»، حسب قوله، وذلك وفق ما جاء في حوار له مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية نشرته مؤخرا.

وقال البرادعي إن «الجمعية الوطنية للتغيير»، التي أسسها بمصر عقب تقاعده من العمل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع هذا العام، سوف تشترك مع جماعة الإخوان المسلمين من أجل «الوصول للتغيير في مصر»، مبررا سفره خارج البلاد منذ نحو شهر وعدم وجوده على المسرح السياسي طوال فترة انتخابات مجلس الشعب بقوله إن غيابه عن البلاد في هذا التوقيت كان «إثباتا للجميع» بأنه لن يشارك في الانتخابات كما فعل كثيرون.

ووصف البرادعي انتخابات مجلس الشعب الماضية بأنها «مهزلة»، معتبرا أن النتائج الرسمية جاءت نتيجة تلاعب شديد، قائلا إن «النظام المصري أصبح الآن أكثر يأسا وعصبية من أي وقت مضى»، وإن «الانتخابات البرلمانية كانت اختبارا لممارسات القمع».

وقال البرادعي إن النظام يخشى الانتخابات الرئاسية المقبلة، و«لن يستطيع تجاهل الأصوات الداعية للتغيير»، وإن «مصر أصبحت ضمن الدول الفاشلة، كما أنها تقارن بهايتي وبورما والسودان»، وأضاف البرادعي أن حركات المعارضة المصرية أصبحت أكثر تشددا من أي وقت مضى، وقال أيضا إن المصريين الآن «مصممون على إصلاح الوضع حتى النهاية»، مضيفا أن النظام أثبت، مؤخرا، أنه أكثر عنفا، واصفا حملة اعتقالات أخيرة بأنها أججت الصراع مع المعارضة.

وعلى الرغم من تضاؤل فرصه في الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة بسبب غياب داعمين له في البرلمان والمجالس المحلية، جدد البرادعي اشتراطه بأنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، قبل تحقيق مطالبه التي دعا إليها من قبل، ومنها إجراء تعديلات في الدستور تيسر شروط الترشح للرئاسة، قائلا إنه سيواصل القتال من أجل التغيير الديمقراطي.

من جانبه، علق الدكتور محمد البلتاجي القيادي في جماعة «الإخوان» بقوله إن «الجماعة جزء من الجمعية الوطنية للتغيير (التي يرأسها البرادعي)، وجميع فعاليات الجمعية خلال الفترة الماضية كانت الجماعة طرفا فيها»، قائلا لـ«الشرق الأوسط» إن «الفترة المقبلة سوف تشهد نشاطا أكثر»، وأضاف البلتاجي: «الفترة المقبلة سوف تشهد مزيدا من الاندماج بين (الإخوان) وجمعية البرادعي، حيث عقد اجتماع بين قيادات الجمعية والجماعة منذ يومين لتنسيق المواقف، وسوف يعقد مؤتمر بحضور البرادعي في مدينة مغاغة بمحافظة المنيا بصعيد مصر (جنوب البلاد)، يوم السبت المقبل، ويعقبه يوم الأحد المقبل مؤتمر احتجاجي في وسط القاهرة بحضور قيادات الجماعة والجمعية، اعتراضا على تزوير الانتخابات، والمطالبة بالتغيير».

وينظر الحزب الحاكم لجمعية البرادعي وجماعة «الإخوان» باعتبار أن كلا منهما بعيد عن الشارع السياسي المصري، قائلا إن فوزه الكاسح في انتخابات البرلمان يعكس ثقة الناخبين في الحزب ومرشحيه، وإن هذه الثقة تضع على عاتق الحزب واجب التعبير عن مصالح الأغلبية الشعبية وأولوياتها.