مسؤول إسرائيلي يهدد بانهيار مؤسسة الدفاع المدني: وضعها أسوأ من أيام حرب لبنان

تقرير مراقب الدولة الذي كان مقررا أن يزعزع استقرار حكومة نتنياهو.. يؤدي إلى إنقاذها

TT

أعلن مسؤول إسرائيلي بارز أمس، أن هناك خطرا حقيقيا بأن تنهار مؤسسة الدفاع المدني في إسرائيل، بسبب إهمال الحكومات الإسرائيلية المتلاحقة لها. وقال مراقب الدولة ميخائيل لندنشتراوس في تقرير أصدره، أمس، إن أوضاع الدفاع المدني اليوم هي أسوأ بكثير من الحالة التي كانت عليها في فترة حرب لبنان الثانية سنة 2006.

وكان مراقب الدولة قد أصدر هذا التقرير استكمالا لتقريره من سنة 2007، الذي أعد بسبب القصورات التي ظهرت في الدفاع المدني خلال الحرب المذكورة. ولكن المؤسسة الحزبية والسياسية في إسرائيل ترقبت التقرير بشكل خاص في أعقاب الحريق الهائل في غابات الكرمل، الذي نشب يوم الخميس الماضي وأدى إلى مقتل 42 شخصا وتدمير 5 ملايين شجرة على مساحة 50 ألف دونم. وتوقعت المعارضة الإسرائيلية أن يؤدي هذا التقرير إلى زعزعة استقرار حكومة بنيامين نتنياهو، التي تحكم منذ أواسط السنة الماضية ولم ترصد الأموال والموارد اللازمة لدائرة إطفاء الحرائق وغيرها من أجهزة الدفاع المدني.

وجاء التقرير حادا فعلا، أمس. وأشار بإصبع الاتهام ولكن ليس لحكومة نتنياهو وحدها بل أيضا لحكومة إيهود أولمرت والحكومات السابقة التي قادها حزب كديما المعارض اليوم ووزارة الدفاع بقيادة إيهود باراك، زعيم حزب العمل. وهذا يعني أن حزبي الليكود والعمل الحاكمين وحزب كديما المعارض تتحمل المسؤولية بشكل متساو. وهكذا، تتبدد الآمال بسقوط حكومة نتنياهو على خلفية الحريق في الكرمل وتفشل الاقتراحات لتشكيل لجنة تحقيق رسمية.

وجاء في تقرير مراقب الدولة أن الحكومة الإسرائيلية لم تستخلص النتائج الضرورية من حرب لبنان. فقد ظهرت قصورات هائلة في هذه الحرب على صعيد الدفاع المدني في شتى المجالات. وفي حينه، بحثت لجنة فينوغراد للتحقيق في إخفاقات الحرب، هذه القصورات، وقدمت توصيات لتصحيح الوضع. ولكن الحكومتين الأخيرتين أهملتا غالبية التوصيات. وأضاف المراقب، أمس، أن الحريق في الكرمل كان برهانا على الإهمال الشنيع للمسؤولين. وأنه جاء ليذكر بأن عدم تصحيح الأوضاع يهدد بخطر انهيار تام لجهاز الدفاع المدني في الحرب القادمة.

الجدير ذكره أن نتنياهو كان قد دعا إلى تشكيل قوات طوارئ إقليمية مشتركة، تضم إسرائيل والدول العربية وعددا من دول البحر المتوسط. وقال ناطق بلسانه إنه أجرى محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء اليوناني والرئيسين الروسي والمصري والعاهل الأردني ورئيس السلطة الفلسطينية، بهدف دعم فكرته لتشكيل هذه القوة لمواجهة الحرائق الضحمة.

ورأت وسائل الإعلام الإسرائيلية في دعوة نتنياهو هذه خطوة استباقية لتقرير مراقب الدولة الإسرائيلي الذي نشر أمس. وقال نتنياهو إن المساعدة الدولية في مواجهة حرائق الكرمل يجب أن تكون نموذجا يحتذى به في المستقبل لمواجهة الكوارث الطبيعية. وأضاف أنه من خلال توحيد القدرات والخبرات لدى الدول سيكون من الأسهل والأنجع مواجهة الكوارث الطبيعية. وتابع نتنياهو أن ما حدث الأسبوع الماضي من تكاتف دولي لمواجهة حرائق الكرمل يجب أن يبعث الأمل لكل الساعين للسلام، وعبر عن ثقته بأن تنضم تركيا أيضا إلى هذه المبادرة. واقترح نتنياهو إقامة لقاء أولي لتشكيل هذه القوة في العاصمة اليونانية، أثينا، بصفتها دولة حيادية تقيم علاقات جيدة مع الجميع وجربت بنفسها حرائق خطيرة، هب العالم كله لمساعدتها على إخمادها.