أميركا تدعو إلى «تحالف ثلاثي قوي» لمواجهة كوريا الشمالية

واشنطن تتفق مع سيول على تنظيم مناورات إضافية وتحمّل بكين «مسؤولية خاصة» تجاه بيونغ يانغ

TT

اعتبر رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن أمس في سيول أن الصين تتحمل «مسؤولية خاصة» في محاولة وقف أنشطة حليفتها كوريا الشمالية بعد الهجوم «غير الإنساني» الذي شنته بيونغ يانغ على جزيرة كورية جنوبية. وأعلن مولن أيضا عن خطط لتنظيم تدريبات عسكرية إضافية مع كوريا الجنوبية، قائلا إن سيول لها حق الرد كما تراه مناسبا على أي هجمات مستقبلية.

وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول ما إذا كان طلب من كوريا الجنوبية استبعاد خيار الضربات العسكرية على كوريا الشمالية، قال مولن «لم أفعل». وشدد مولن على ضرورة أن تقيم بلاده مع طوكيو وسيول تحالفا أقوى في مواجهة كوريا الشمالية، وقال إنه يعتبر حضور مراقبين من كوريا الجنوبية خلال تدريبات عسكرية أميركية - يابانية أجريت هذا الأسبوع أمرا مشجعا، وأشاد باجتماع ثلاثي لوزراء خارجية الدول الثلاث. وأضاف: «أتمنى أن نرى المزيد من الجهود الثلاثية في المنطقة في المستقبل».

ويقوم رئيس أركان الجيوش الأميركية بزيارة لسيول منذ أول من أمس لتأكيد دعم الولايات المتحدة لهذا البلد بعدما قصفت بيونغ يانغ جزيرة كورية جنوبية في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإثارة أزمة إقليمية. وكانت تلك أول عملية قصف لمناطق مدنية في الجنوب منذ الحرب الكورية (1950-1953) مما أدى إلى تدمير نحو ثلاثين منزلا.

وواجه الجيش الكوري الجنوبي انتقادات بسبب ما اعتبر ردا ضعيفا على الهجوم، فيما قدم وزير الدفاع استقالته. وتوعد وزير الدفاع الجديد كيم كوان-جين باستخدام سلاح الجو في المرة المقبلة لاستهداف بطاريات مدفعية كوريا الشمالية إذا تعرضت البلاد لهجوم.

وأجرى مولن محادثات في وقت سابق مع نظيره الكوري الجنوبي هان مين-كو. وفي بيان مشترك قالا إن قصف الجزيرة الكورية الجنوبية الشهر الماضي يعتبر «هجوما مسلحا متعمدا وغير شرعي» ينتهك شرعية الأمم المتحدة واتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب الكورية (1950-1953). وأضافا أن أفعال كوريا الشمالية «غير الإنسانية بقتل مدنيين أبرياء تستحق الإدانة». واتفقا على تعزيز الجهود المشتركة لردع أي استفزاز إضافي وقالا إنهما سيقومان بتنقيح الخطط القائمة من أجل «الرد بقوة على أي اعتداء كوري شمالي آخر».

وبعد أسبوع على إنهاء الطرفين أكبر مناورات بحرية، أعلن مولن وهان عن تدريبات عسكرية أخرى مرتقبة. واعتبر مولن وهان في بيانهما، الذي تلي خلال مؤتمر صحافي، أنه من الضروري الحفاظ على الجهوزية العسكرية «في مواجهة تصرف كوريا الشمالية المتهور المتواصل».

وتحث الولايات المتحدة الصين على استخدام نفوذها الاقتصادي والسياسي للضغط على كوريا الشمالية. وسيزور نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيمس ستاينبرغ ووفد رفيع المستوى بكين الأسبوع المقبل لبحث التطورات المتعلقة بالوضع في شبه الجزيرة الكورية، كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.

وحاول ستاينبرغ أول من أمس، التخفيف من شأن الخلافات مع بكين قائلا إن «الصين لها دور مهم لتلعبه» في خفض التوترات في شبه الجزيرة الكورية. لكن لهجة مولن كانت أكثر تشددا قبل زيارته إلى طوكيو لبحث التعاون في مجال الدفاع وقال «أتمنى فقط لو كانت الصين متعاونة» مثل اليابان. وأضاف: «الصينيون لديهم تأثير قوي جدا على كوريا الشمالية، تأثير لا تملكه أي دولة أخرى على الأرض. ورغم المصلحة المشتركة في خفض التوتر، يبدو أنهم غير راغبين في استخدامه».

وقال مولن إنه يثمن عرض بكين استضافة اجتماع طارئ حول الأزمة لموفدي الدول الست الممثلة في المحادثات المتوقفة حول نزع أسلحة برامج كوريا الشمالية. لكنه قال إنه لا أساس لاستئناف المفاوضات ما دامت كوريا الشمالية «مستمرة في تصرفها غير الشرعي والخطير» والذي يجب ألا تكافأ عليه بإجراء مفاوضات أو تقديم حوافز جديدة لها.

وقال خلال مؤتمر صحافي إن «الصين لديها نفوذ خاص (على كوريا الشمالية) وبالتالي فإنها تتحمل مسؤولية خاصة». وتابع «آن الأوان لبكين لكي تتحمل تلك المسؤولية وأن تسهم في توجيه كوريا الشمالية وبالطبع المنطقة بأسرها نحو مستقبل أفضل».

وينظم الجيش الكوري الجنوبي هذا الأسبوع مناورات بالذخيرة الحية قبالة سواحله متجاهلا تحذيرات كوريا الشمالية بأن ذلك يمكن أن يشعل حربا. وفي هذا الوقت أدى سماع أصوات مدفعية من كوريا الشمالية إلى تراجع البورصة والعملة الوطنية في سيول أمس. لكن الجيش الكوري الجنوبي قال إن ذلك يبدو على أنه مناورات عادية بالمدفعية ولم تسقط أي قذيفة جنوب حدود البحر الأصفر. يشار إلى أن الولايات المتحدة تنشر نحو 28500 عنصر في كوريا الجنوبية.