مسؤولون ومختصون فلسطينيون يدعون لإعلان القدس عاصمة عربية وإسلامية

TT

دعا مسؤولون وأكاديميون ومثقفون فلسطينيون إلى اعتماد القدس عاصمة لفلسطين وعاصمة للشعوب العربية والإسلامية العام المقبل. جاء ذلك في ندوة عقدتها دائرة شؤون القدس بمنظمة التحرير في رام الله.

وقال أحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيس دائرة شؤون القدس، إنه «يجب فورا توفير الحماية العاجلة للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وحماية الهوية المعمارية، والمتاحف والآثار، والمسرح والأدب والمكتبات في مدينة القدس»، مؤكدا أن القدس «هي المدينة الوحيدة في الدنيا كلها التي تظل قادرة على أن تختزل في كيلومتر مربع واحد منها، كثيرا من الثقافات الروحية والمادية التي طالما تآخت وتصارعت وتصالحت على امتداد التاريخ».

وحذر قريع من استمرار إسرائيل في الاستئثار بمدينة القدس بقوة احتلالها، «من خلال تأجيج مبدأ القوة والبطش وفرض الأمر الواقع» وقال إنه على الرغم من ذلك، «فإنها لا تستطيع مخالفة السياق التاريخي على امتداد الأزمنة»، وأردف: «القدس ليست قابلة للتنازل عن طبيعتها الثقافية والروحية، وهي لا تتقبل الاستفراد وسياسة القوة المدججة بالسلاح، لأن تعدديتها الثقافية والروحية جزء من شخصيتها وتكوينها البنيوي المتأصل فيها».

وأكد قريع أن القدس التي تتعرض لهجمة إسرائيلية غير مسبوقة من أجل تهويدها والتخلص من العرب فيها، هي مفتاح الحرب ومفتاح السلام، إضافة إلى «أنها المرآة العاكسة للحالة الفلسطينية». وناقش عدد من المختصين والخبراء والأكاديميين، سبل «التصدي للسياسات الإسرائيلية المستمرة لإضفاء الطابع اليهودي وأسرلة الحيز المكاني في القدس».

وناقشت الندوة كيفية محاولة إسرائيل أسرلة كل شيء في المدينة؛ الأماكن الدينية والشوارع والمتاحف والمكتبات والمسارح والآثار، وكيف يمكن مواجهة ذلك ودعم الوجود الفلسطيني. وانتقد الكاتب والشاعر المتوكل طه، وكيل وزارة الإعلام، التعاطي الفلسطيني الرسمي مع القدس، قائلا إن «المؤسسة الفلسطينية ما زالت تتعاطى مع القدس بشكل إغاثي وموسمي، والعمل الفلسطيني أقرب إلى رد الفعل منه إلى الفعل، كما أن المعركة ضد الاحتلال ما زالت خارج أسوار القدس، مما يعني ضرورة نقلها إلى داخل الأسوار وعلى الصعد الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية كافة».

ورفع المختصون توصية للرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، من أجل العمل على اعتماد عام 2011 عام «القدس عاصمة الشعب الفلسطيني» وعام نصرة المدينة التي ستظل عربية من الأزل وإلى الأبد، بموازاة الإعلان عن القدس كذلك عاصمة لفلسطين وعاصمة للشعوب العربية والإسلامية في العالم. كما جاء في التوصيات، ضرورة العمل على تشكيل بيت المثقفين والمبدعين في القدس الشريف لرعاية الثقافة والفنون والمثقفين، وتخصيص دعم خاص للمبدعين الفلسطينيين من كتاب وفنانين وفنانين تشكيليين، وطباعة مطبوعاتهم وترويج أعمالهم الفنية في الداخل والخارج، ومكافأتهم على أعمالهم وصمودهم. وتشكيل لجنة من الحقوقيين والمختصين في القانون الدولي من أجل متابعة قضايا الهدم والمصادرة والتزوير وحماية الإرث الثقافي من جوانبه كافة، وتشكيل مؤسسة تعنى بشؤون القدس، تتجاوز التشكيلات القائمة وتكون قادرة على متابعة ورصد تاريخ المدينة، وكل ما تتعرض له تحت الاحتلال. وتشكيل لجنة من المختصين والمؤسسات المحلية لإنهاض ومواصلة فكرة القدس عاصمة للثقافة العربية على أن تخرج من رتابتها. وإبراز دور المرأة المقدسية ودعم حضورها في كل محفل ومستوى، والعمل على طباعة «موسوعة القدس» التي أعدتها وزارة الإعلام، وتوزيعها على كل المؤسسات التعليمية والثقافية في الداخل والخارج، والسفارات في كل أنحاء العالم.