فشل جهود المصالحة التركية - الإسرائيلية بسبب خلاف حول صيغة الاعتذار

ذوو الجنود الإسرائيليين المشاركين في الهجوم على «مرمرة» يخشون من محاكمة أبنائهم في الخارج

TT

فشلت المحادثات التركية - الإسرائيلية في جنيف وواشنطن، وذلك بسبب خلاف بينهما حول صيغة الاعتذار التي تصر عليه تركيا من إسرائيل، بشأن اعتدائها على سفينة «مرمرة» خلال رحلة أسطول «الحرية» لفك الحصار عن قطاع غزة.

وقالت مصادر تركية لصحيفة «هورايت» في أنقرة، إن سبب الفشل الحقيقي يعود إلى خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية بين رئيسها، بنيامين نتنياهو، الذي يوافق على الاعتذار الصريح وبين نائبه ووزير خارجيته، أفيغدور لبرمان، الذي يرفض الاعتذار. وكانت مصادر سياسية في أوروبا كشفت، مطلع الأسبوع، أن وكيل عام وزارة الخارجية التركية، فريدون سينر لولو، وهو سفير سابق لبلاده في تل أبيب، وصل في يوم الأحد خصيصا إلى جنيف لالتقاء الدبلوماسي الإسرائيلي، يوسف تشاخنوفر، عضو لجنة الأمم المتحدة لفحص أحداث الاعتداء الإسرائيلي على أسطول «الحرية» التركي. وقد اجتمعا مرتين. وباشرا صياغة وثيقة اتفاق تتيح إعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، قبل الأزمة الأخيرة بينهما. وفي واشنطن، اجتمع السفير التركي مع السفير الإسرائيلي في محاولة شبيهة.

وقد حصل هذا التطور بعد أن بادرت تركيا إلى إرسال طائرتي إطفاء للمشاركة في إخماد الحريق في غابات الكرمل الأسبوع الماضي. وفي حينه تكلم ننتياهو مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، فشكره على المساعدة واتفقا على إجراء محاولة جديدة لطي صفحة الخلاف بين الدولتين وفتح صفحة جديدة.

ومن أهم النقاط في الوثيقة التي حاول الدبلوماسيون الأتراك والإسرائيليون التوصل إليها في كل من جنيف وواشنطن، أن إسرائيل ستعتذر لتركيا عن هجومها على سفينة «مرمرة» وقتل تسعة أتراك خلال الهجوم وستدفع التعويضات لعائلات الضحايا بقيمة 100 ألف دولار أميركي لكل عائلة، وتركيا ستعيد سفيرها إلى تل أبيب وستستقبل سفيرا إسرائيليا جديدا بدل السفير الحالي المفترض أن ينهي وظيفته. ولكن هناك خلاف حول صيغة الاعتذار، حيث إن إسرائيل تريد الاكتفاء بالتعبير عن الأسف أو الألم وتركيا تريد اعتذارا صريحا.

وقد حرص نائبان لنتنياهو على إعلان رفضهما الاعتذار خلال المفاوضات الجارية في جنيف وواشنطن، هما سيلفان شالوم، وزير التطوير الإقليمي، الذي قال إن الاعتذار سيكون تشجيعا للإرهاب، وأفيغدور ليبرمان وزير الخارجية الذي قال إن الاعتذار يمس بالكرامة القومية. وأكدا أن الهجوم الإسرائيلي على «مرمرة» كان بمثابة دفاع عن النفس. وقال مقرب من ليبرمان إن تركيا افتعلت أسطول «الحرية» في حينه ضمن نهج أصولي إسلامي ضد إسرائيل وليس من باب الحرص فعلا على غزة.

من جهة ثانية، احتج على الاعتذار، ذوو الجنود الذين شاركوا في الاعتداء على أسطول «الحرية». فقد أعربوا عن مخاوفهم من أن هذا الاعتذار سيصبح أساسا قانونيا لمحاكمة الجنود في الخارج بتهمة ارتكاب جرائم حرب. فلا يعودون قادرين على مغادرة البلاد خوفا من الاعتقال. وكانت الصحيفة التركية المذكورة، قد أكدت أن السفير الإسرائيلي لدى تركيا، غابي ليفي، قرر الاستقالة من منصبه في أعقاب نشر تقرير له في موقع «ويكيليكس». فقد تضمن التقرير تصريحا يقول إن رئيس الوزراء التركي، أردوغان، ينطلق في عدائه لإسرائيل من منطلق انتمائه إلى التيار الإسلامي الأصولي وليس من مطلق تضامنه مع غزة. وقد هز نشر هذا التقرير الثقة به في تركيا، ورأى أن عليه الاستقالة فورا وإتاحة فرصة تعيين سفير جديد مكانه.