وفد من برلمان كردستان يبحث مع كنيسة عينكاوه أوضاع المسيحيين النازحين

البحث يتناول قبول الطلبة في مدارس الإقليم ونقل الموظفين إلى دوائره

TT

زار وفد من لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في البرلمان الكردستاني برئاسة الدكتور بشير حداد المطرانية الكلدانية في بلدة عينكاوه قرب مدينة أربيل والتقى بالمطران بشار متى رئيس أساقفة الكلدان للتباحث معه حول أوضاع المسيحيين النازحين إلى كردستان في الفترة الأخيرة هربا من التهديدات الإرهابية التي تستهدفهم في بغداد والموصل وبقية المناطق العراقية.

وأبلغ الوفد البرلماني المطرانية الكلدانية بأن مواطني كردستان «فتحوا قلوبهم وبيوتهم للإخوة المسيحيين النازحين، وهم على أتم الاستعداد لاحتضانهم ورعايتهم إلى حين استقرار الأوضاع في مناطقهم وعودتهم إلى ديارهم».

وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع حداد، قال: «بحثنا مع نيافة المطران أوضاع المسيحيين النازحين، واستمعنا إلى مطالبهم الأساسية، التي تركزت في هذه المرحلة حول قضية الموظفين المنقطعين عن وظائفهم ببغداد، وكذلك انقطاع الطلبة عن جامعاتهم ومدارسهم، وسنحاول عبر لجنة التنسيق من حكومة الإقليم أن نعالج هذه المشكلة وذلك من خلال نقل أصحاب الوظائف إلى كردستان وقبول الطلبة في المدارس المحلية هنا، وسألنا نيافة المطران حول ما إذا كانوا يسمحون للجهات الخيرية والإنسانية بتقديم المساعدات المادية والمعنوية للكنيسة بغية توزيعها على هؤلاء النازحين، فأكد لنا أنهم لا يمانعون ذلك، ولذلك سنقوم في الفترة المقبلة بحث المنظمات والخيرين من أبناء شعبنا لتنفيذ حملة شعبية لجمع التبرعات والمساعدات لهؤلاء النازحين، كما اتفقنا مع وزارة الأوقاف بحكومة الإقليم على تكليف أئمة وخطباء الجوامع في كردستان بتخصيص خطبهم للحديث عن مأساة المسيحيين في العراق، وتشجيع وتعميق روح التعاون والإخاء بين المسلمين والمسيحيين».

وحول موقف الدين من الهجمات التي تستهدف المسيحيين قال حداد، وهو خطيب وإمام جامع جليل الخياط في أربيل، إن «المحنة التي يمر بها إخواننا المسيحيون في العراق ليست جديدة على بلدنا المستهدف من القوى الإرهابية، فالمسيحيون ليسوا وحدهم من تعرضوا أو يتعرضون للقتل، بل إن العراقيين برمتهم معرضون لذلك بمختلف انتماءاتهم الدينية والمذهبية، وقد وقع الآلاف من الضحايا بسبب هذا المد الإرهابي في العراق، ونحن نعتقد أن هناك جهات خارجية تقف وراء تحركات الإرهابيين الذين حاولوا تارة أن ينفذوا من خلال العلاقة الكردية - العربية، وتارة من خلال تأجيج الخلافات الكردية - التركمانية، وها هم الآن يحاولون هذه المرة استغلال التمييز الديني لتوجيه ضرباتهم إلى العراق، ونحن ننظر إلى هذه التهديدات ضد أرواح المؤمنين سواء كانوا من المسلمين أو المسيحيين أو من أي من المكونات العراقية الأخرى على أنها جرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى كونها (مؤامرة) تستهدف تأزيم علاقات الأخوة والمحبة والتسامح التي تربط المسلمين والمسيحيين وغيرهم في العراق منذ آلاف السنين، وهناك من يستخدم الدين لتمرير مخططاته الإرهابية في العراق. وعليه، فإننا ندين بشدة جميع المحاولات التي ترمي إلى زرع الفتنة والبغضاء بين المكونات العراقية الدينية والمذهبية، ونعتبر من يقدمون على مثل هذه التهديدات إرهابيين وأعداء للإسلام وللعراق».