برقيات سرية تتحدث عن اختراق «شل» للوزارات النيجيرية.. وقلق أميركي من صواريخ روسية لفنزويلا

الهجوم التالي لـ«ويكيليكس» قد يكون نشر وثائق سجناء غوانتانامو

TT

استمر، أمس، نشر البرقيات السرية لوزارة الخارجية الأميركية التي سربت إلى موقع «ويكيليكس»، ونقلت صحيفة «الغارديان» نقلا عن برقيات دبلوماسية أميركية حصل عليها موقع «ويكيليكس»، أن شركة «رويال داتش شل» النفطية اخترقت الوزارات الرئيسية في نيجيريا، وهو ما مكنها من معرفة كل تحركات السياسيين في البلد الأفريقي الغني بالنفط.

وأبلغت بيكارد، الرئيسة التنفيذية لـ«شل» في نيجيريا، دبلوماسيين أميركيين بأبوجا في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 أن الشركة حصلت على معلومات سرية، بما في ذلك رسالة تظهر أن نيجيريا دعت الصين لتقديم عروض لامتيازات نفطية.

ونقلت «الغارديان» عن السفير الأميركي روبن ريني ساندرز قوله في برقية إلى واشنطن: «هي قالت إن حكومة نيجيريا تناست أن (شل) وضعت أناسا لها في كل الوزارات ذات الصلة وبالتالي فإن (شل) على علم بكل شيء يجري في تلك الوزارات».

وقالت «الغارديان» إن بيكارد - وفقا لبرقية مؤرخة في سبتمبر (أيلول) 2008 من القنصلية الأميركية في لاغوس - سعت لتبادل معلومات المخابرات مع الحكومة الأميركية بشأن نشاط الجماعات المتشددة التي تمكنت أثناء ذروة هجماتها من وقف ربع إنتاج النفط النيجيري. وزعمت أن «شل» لديها معلومات بأن صاروخا إلى ثلاثة صواريخ أرض جو من طراز «سام» ربما أرسلت إلى جماعات نيجيرية متشددة في دلتا النيجر، رغم أنها بدت متشككة بعض الشيء في تلك المعلومات.

ومن المفارقات أن رئيسة «شل» أبدت حذرا بشأن مناقشة مسائل حساسة مع مسؤولين أميركيين، وفقا لـ«رويترز»، وقالت الوثيقة المسربة إن بيكارد أبلغتنا مرارا بأنها لا تريد التحدث إلى مسؤولين بحكومة الولايات المتحدة لأن حكومة الولايات المتحدة مليئة بالثقوب. وقالت «رويترز» إنه لم يتسن الاتصال في وقت مبكر من أمس بمسؤولين في «رويال داتش شل» للحصول على تعقيب.

من جهة أخرى، أوردت برقيات دبلوماسية أميركية كشف عنها موقع «ويكيليكس» أن الولايات المتحدة أعربت لروسيا عن قلقها من بيع فنزويلا 100 صاروخ مضادة للطيران، خشية منها من أن تقع في أيدي القوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك).

وبحسب برقية «سرية» نشرتها صحيفة «ال باييس» الإسبانية، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمرت السفارة الأميركية في كل من موسكو وكراكاس بالحصول على معلومات حول المفاوضات بين روسيا وفنزويلا المتعلقة بصفقة شراء الصواريخ.

وأعربت واشنطن عن قلقها بعد العثور على وثائق على أجهزة كومبيوتر القائد السابق لـ«الفارك» راؤول رييس الذي قتل في الأول من مارس 2008، تحدثت هذه الوثائق عن «مفاوضات محددة بين الحكومة الفنزويلية و(الفارك) حول الصواريخ المضادة للطيران».

وفي تطور آخر، نفى ناطق باسم الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، أمس، ما أوردته برقية دبلوماسية نشرها موقع «ويكيليكس» بأنه (موسيفيني) خشي أن يكون الزعيم الليبي معمر القذافي حاول قتله. وجاء في برقية تعود إلى يونيو (حزيران) 2008 أرسلها دبلوماسي أميركي بعدما التقى موسيفيني الدبلوماسية الأميركية البارزة إلى أفريقيا، جنداي فريزر، أن «موسيفيني ذكر أن التوترات مع القذافي تتزايد، ونتيجة لذلك يخشى أن يهاجم القذافي طائرته أثناء التحليق في المجال الدولي».

وأضافت البرقية: «طالب موسيفيني الحكومتين الأميركية والأوغندية بالتنسيق معا لتوفير معلومات إضافية عبر الرادار عن الطائرة أثناء تحليقها في المجال الجوي الدولي». وساد خلاف طويل الأمد بين الرئيس الأوغندي والقذافي، بسبب فكرة الزعيم الليبي لإقامة «الولايات المتحدة الأفريقية»، الأمر الذي يعتقد موسيفيني أنه أمر غير قابل للتنفيذ.

وقال جوزيف تامال ميروندي، الناطق باسم موسيفيني، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «تلك التعليقات تبدو خارج السياق لأن الرئيس زار ليبيا كثيرا من المرات وكان هناك بمفرده مؤخرا».

وأضاف: «هذه الإشارة عن ليبيا تتطلب رد فعل من جانب الرئيس نفسه لأنه ليس لها أساس».

وذكرت البرقيات المكتوبة بين عامي 2007 و2008 أن موسيفيني اعتقد أن السودان كان يساعد «جيش الرب للمقاومة» الذي خاض تمردا طويلا في شمال أوغندا.

من جهة أخرى، قالت «رويترز» إنه ربما يسلط هجوم «ويكيليكس» التالي على واشنطن الضوء على تقارير الحكومة الأميركية بشأن المتشددين المشتبه بهم المحتجزين في معتقل غوانتانامو. ويخشى بعض المسؤولين الأميركيين من أن بعض البرقيات قد تظهر أنه تم الإفراج عن بعض المعتقلين رغم تقارير المخابرات التي تشير إلى أنهم ما زالوا يمثلون خطورة.

وقال مؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانج الذي ألقي القبض عليه في بريطانيا، مؤخرا، لشخصيات متصلة بوسائل الإعلام، إن بحوزته مجموعة كبيرة من تقارير الحكومة الأميركية عن السجناء المحتجزين في معتقل غوانتانامو. وقال شخص كان على اتصال بأسانج في وقت سابق هذا العام: «لديه الملفات الشخصية لكل سجين في غوانتانامو». ولم يعلق مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية أو وكالات المخابرات الأميركية على الفور. وقال أشخاص مطلعون على تعاملات أسانج مع وسائل الإعلام إنهم لا يعتقدون أنه سلم البرقيات الخاصة بغوانتانامو لصحافيين. وفيما مضى كانت كميات الوثائق الكبيرة التي يوفرها موقع «ويكيليكس» تتاح في البداية لمجموعة محدودة من وسائل الإعلام.

وقالت عدة مصادر بالحكومة الأميركية إن هناك مخاوف من أن تتضمن البرقيات التي حصل عليها أسانج تقييمات عن تهديدات بالغة الحساسية أعدتها وكالات مخابرات لمعرفة احتمالات عودة سجناء بعينهم إلى أنشطة التشدد إذا تم الإفراج عنهم. وإذا نشرت هذه التقييمات يمكن أن تسبب أضرارا من عدة أوجه، من بينها الكشف عن معلومات قد تعرض للخطر نظريا مصادر المخابرات الأميركية وأساليبها. وقد تسبب مزيدا من الحرج للحكومة الأميركية إذا أظهرت أن معتقلين ممن رجحت التقييمات احتمال عودتهم إلى ممارسة أنشطة إرهابية قد أفرج عنهم وشاركوا بعد ذلك في أعمال عنف مناهضة للولايات المتحدة.