غيتس في أبوظبي.. والملف النووي الإيراني يتصدر المحادثات

محادثاته تشمل بيع أنظمة مضادة للصواريخ والوضع في اليمن

وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس خلال لقائه مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أمس (رويترز)
TT

في زيارة مفاجئة وصل إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قادما إليها من أفغانستان، لبدء محادثات مع القادة الإماراتيين حول عدة ملفات؛ على رأسها الملف النووي الإيراني بالدرجة الأولى، وفقا لما أعلنته وزارة الدفاع الأميركية، في حين تأتي هذه الزيارة بعد يومين من انعقاد محادثات جنيف النووية بين إيران والقوى الكبرى الست التي لم تدع إليها أي من دول الخليج.

واستقبل الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الوزير الأميركي والوفد المرافق له، وعقد الجانبان جولة من المباحثات قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها تركزت حول البرنامج النووي الإيراني، والخطر الذي يشكله تنظيم القاعدة في اليمن، وقضايا إقليمية أخرى.

وأعلن جيف موريل للصحافيين أن غيتس تناول خلال لقاء مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان «عدة قضايا ثنائية تخص الأمن في المنطقة»، مضيفا أنه فضلا عن التعاون في مجال الدفاع، تناولت المباحثات «التحديات التي نحاول مواجهتها معا».

وأفادت البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي سربها موقع «ويكيليكس» أن الشيخ محمد على غرار غيره من قادة دول الخليج أعرب عن القلق من البرنامج النووي الإيراني ونفوذ إيران في العراق.

ووصل غيتس إلى أبوظبي قادما من أفغانستان حيث قضى ليلتين، وسيبحث العمليات العسكرية في الإمارات، حيث ينتشر ألف جندي يشاركون في عمليات حلف شمال الأطلسي. وستتناول المحادثات بيع الإمارات صواريخ أميركية مضادة للصواريخ، والوضع في اليمن حيث يثير تنظيم القاعدة مخاوف الولايات المتحدة، وفقا لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتشمل الجهود الأميركية تشجيع وتعزيز تكامل الدفاعات الإقليمية في الخليج، مثل أنظمة الإنذار المبكر. ففي العام المالي 2009 اشترت الإمارات أسلحة أميركية بقيمة 7.9 مليار دولار، متجاوزة السعودية التي اشترت أسلحة بقيمة 3.3 مليار دولار، بحسب تقديرات لوزارة الدفاع الأميركية، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة «رويترز» في وقت سابق.

إلى ذلك، بحث الشيخ محمد بن زايد مع روبرت غيتس خلال اللقاء سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الصديقين، كما جرى استعراض آخر التطورات والمستجدات في المنطقة والعالم وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.

وأمام كل استحقاق يتعلق بملف إيران النووي تجري الولايات المتحدة الأميركية محادثات مع دول الخليج، على الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية لم تقم بدعوة دول الخليج للمشاركة في محادثات جنيف الأخيرة على الرغم من أهميتها للخليجيين. وقبل صدور حزمة العقوبات الدولية الرابعة ضد إيران، زار روبرت غيتس العاصمة الإماراتية أبوظبي في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقالت مصادر مرافقه له في حينها إنه طلب دعم دول الخليج لجهود واشنطن لاستصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي لتشديد العقوبات على إيران بسبب ملفها النووي. وكانت أبوظبي حينها المحطة الثانية لغيتس في الخليج بعد السعودية، وحسب المسؤولين الأميركيين، فإن غيتس كان يريد من دول الخليج استخدام نفوذها لدى الصين وروسيا بشأن المشاورات الدائرة بين القوى الخمس الكبرى في مجلس الأمن التي تملك حق النقض (الفيتو) من أجل تشديد العقوبات ضد إيران.

أما تلك الجولة فقد استفزت الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي حذر حينها دول الخليج من الوجود الأميركي في المنطقة، وقال إن واشنطن تهدف إلى السيطرة على موارد الطاقة لدى تلك الدول تحت زعم مكافحة الإرهاب، ومن المتوقع أن تحمل زيارة غيتس أمس الاستفزاز ذاته لإيران.