مواجهة بين الصين ولجنة نوبل عشية الحفل الرمزي لتسليم الجائزة

بكين تنتقد قرارا لمجلس النواب الأميركي بتكريم المنشق تشياوبو

TT

أعلنت لجنة نوبل والصين، كل من جانبه، أنه يحظى بدعم أكبر قسم من المجموعة الدولية أمس عشية حفل التسليم الرمزي لجائزة نوبل للسلام للمنشق الصيني ليو تشياوبو.

وبعد شهرين على منح جائزة نوبل للسلام، لم يتراجع غضب الصين. فبعدما وصفت أعضاء لجنة نوبل بـ «المهرجين»، شنت أمس حملة جديدة، معتبرة أن «الغالبية الساحقة» في العالم تعارض خيار لجنة نوبل النرويجية. وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو أن «الشعب الصيني والغالبية الساحقة من الناس في العالم يعارضون» خيار لجنة نوبل، مضيفة أن «على أعضاء لجنة نوبل أن يقروا بأنهم أقلية».

وفي الوقت نفسه أعلن رئيس لجنة نوبل النرويجية ثوربيورن ياغلاند في أوسلو أمس أنه فوجئ بالدعم الدولي للمنشق الصيني ليو تشياوبو الحائز جائزة نوبل للسلام للعام 2010. وقال ياغلاند لشبكة «تي في 2 نيتسكانالن» إنه «لم نكن نتوقع الكثير من الدعم على المستوى السياسي لأن العديد من الدول تعتمد على الصين اقتصاديا وسياسيا». وأضاف «إنه أمر مفرح رؤية أن مثل هذا العدد من القادة الدوليين يطالبون بإلحاح بالإفراج عن ليو».

وأدلى ياغلاند بهذه التصريحات عشية حفل تسليم الجائزة رمزيا للمعارض الصيني الذي لا يزال مسجونا في بلاده. وكان القضاء الصيني قد حكم عليه في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي بالسجن 11 عاما بتهمة «تخريب سلطة الدولة» بعدما شارك في صياغة «ميثاق 08» المطالب بإرساء الديمقراطية في الصين. ولن يتمكن تشياوبو، 54 عاما، من التوجه إلى أوسلو لتسلم جائزته ولا أن يوفد أحد أفراد عائلته لأنهم غير قادرين على مغادرة الأراضي الصينية.

وخلال 109 أعوام من تاريخ جائزة نوبل للسلام، ستكون هذه المرة الثانية التي لا يمكن فيها تسليم الجائزة لفائز أو ممثل عنه. وتعود المرة الأولى إلى 1936 إبان حقبة ألمانيا النازية حين لم يتمكن داعية السلام كارل فون اوسييتزكي من مغادرة البلاد لتسلم جائزته التي فاز بها عام 1935.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الصين، قامت في الكواليس بتعبئة للحد من أهمية الحفل، وطلبت من دول أخرى مقاطعة الحدث مهددة الدول التي تدعم تشياوبو بـ «عواقب» كما منعت معارضين من التوجه إلى أوسلو. واعتبرت الوكالة أنه على خلفية تلك الضغوطات الصينية، رفضت نحو عشرين دولة الدعوة وبينها الصين وروسيا والعراق وإيران وكوبا وصربيا وأفغانستان والفلبين.

وقال ياغلاند «إنه عدد أكبر من المعتاد بعض الشيء. البعض تغيب لأسباب تتعلق بجدول المواعيد وآخرون بالتأكيد لدوافع سياسية أو اقتصادية». وأضاف أن «الكثير من الدول تعطي الأولوية لمصالحها الاقتصادية على المدى القصير ولا تدرك أن ما سيحصل في الصين على المدى الطويل سيكون حاسما بالنسبة لنا جميعا». وتابع «لكن الأمر الأهم هو أن ثلثي الدول الممثلة بسفارات في أوسلو ستحضر وبينها دول كبرى قريبة من الصين». وبين الدول التي أكدت مشاركتها أعضاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان والهند وكوريا الجنوبية.

كذلك، نددت الصين أمس بتصويت نواب أميركيين بغالبية كبرى على قرار يكرمون فيه المنشق الصيني تشياوبو. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو للصحافيين، إن «الصين تعبر عن معارضتها الشديدة». وأضافت «نحث النواب الأميركيين المعنيين على تغيير موقفهم المتغطرس وغير العقلاني وإظهار الاحترام المستحق للشعب الصيني وسيادة النظام القضائي في الصين». وكان مجلس النواب الأميركي أشاد أول من أمس بمنح جائزة نوبل للسلام للعام 2010 إلى ليو تشياوبو المسجون في الصين، ودعا السلطات الصينية إلى الإفراج عنه فورا في قرار غير ملزم تبناه بغالبية 402 صوت مقابل صوت واحد. وأشاد النواب في هذا القرار بمعركة تشياوبو من أجل «الإصلاحات الديمقراطية في الصين وكذلك بالشجاعة التي يتحلى بها خلال اعتقاله».