مصادر ليبية: المقرحي يحتضر ووضعه الصحي أليم

الحكومة الاسكوتلندية نفت إهمالها لعلاجه خلال فترة سجنه

TT

أكدت مصادر ليبية مطلعة أن الوضع الصحي لعبد الباسط المقرحي، المتهم الليبي في قضية لوكيربي، متدهور للغاية وأنه يعاني منذ يومين من غيبوبة، رغم ما يلقاه من عناية طبية فائقة.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن المقرحي (58 عاما) يحتضر على ما يبدو، وإنه يعيش أيامه الأخيرة، مضيفة: «هو في يد الله، لا أحد بمقدوره التكهن بموعد وفاته، لكنه يعاني من وضع صحي أليم وصعب للغاية، عمليا هو في غيبوبة شبه كاملة ولا يعي من حوله، ولا يتحدث إليهم».

ومنع الأطباء المعالجون للمقرحي زيارته، حيث يخضع لعلاج مكثف في مركز طرابلس الطبي بالعاصمة الليبية، فيما قال مقربون من المقرحي إن «إعلان وفاته رسميا مسألة وقت».

وكانت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية قد نقلت أمس عن مصدر مقرب من عائلة المقرحي، المصاب بسرطان البروستاتا، أن وضعه الصحي تدهور وأنه يشارف على الموت بعدما دخل في غيبوبة منذ أسبوع، مضيفا أن كل يوم يتوقع أن يكون الأخير في حياة المقرحي.

وسمح للمقرحي بالعودة إلى ليبيا لأنه يشارف على الموت، بعد أن أمضى 8 سنوات من حكم بالسجن مدى الحياة الذي صدر بحقه عام 2001، في أعقاب اتهامه بتفجير طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية الأميركية «بان أميركان» فوق بلدة لوكيربي الاسكوتلندية عام 1988.

وقرر وزير العدل الاسكوتلندي كيني مكاسكيل إخلاء سبيل المقرحي العام الماضي لأسباب إنسانية، نتيجة إصابته بالسرطان وسمح له بالعودة إلى ليبيا ليموت هناك، في خطوة أثارت انتقادات من ضحايا تفجير الطائرة وكبار المسؤولين الأميركيين، وتنامى الغضب أكثر بعد بقائه حيا 3 أشهر أكثر من المتوقع.

وكان القذافي قد أعلن مؤخرا أن أسرة المقرحي بصدد إقامة دعوى قضائية ضد بريطانيا للمطالبة بتعويض لسجنه بصورة ملفقة، من قبل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر والرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان ويقف وراءها عملاء جهاز المخابرات المركزية الأميركية، في قضية حادثة لوكيربي لعام 1988.

وأضاف أن «المقرحي حالته متدهورة جدا بسبب السرطان، وأخلي سبيله لأنه اعتبر ميتا.. لكنه لا يزال على قيد الحياة وعانى من سوء الرعاية الصحية في السجن، ولم يتم إخضاعه لأي فحص طبي دوري، وأتمنى له طول العمر».

لكن الحكومة الاسكوتلندية رفضت هذا الموقف، ونفت إهمالها لعلاج المقرحي خلال فترة سجنه. وقال خبراء قانونيون إن رفع أي قضية مدنية يحتاج لإثبات أنه لو كان تشخيص حالة المقرحي وقع في وقت مبكر عما حدث، لربما أمكن علاجه أو التخفيف من آثار المرض.

وقال محامي المقرحي الاسكوتلندي توني كيلي إنه لن يعلق على تصريحات القذافي، وهو نفس تعليق المتحدث باسم الحكومة الاسكوتلندية الذي اكتفى بالقول: «إن الحكومة الاسكوتلندية ليس لديها أي شك في إدانة المقرحي، إنه حصل على مستوى عال من الرعاية الصحية الوطنية مثلما يحصل أي سجين».